[مسألة: هل ينسى النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن؟ دعوة للمشاركة]
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Dec 2003, 06:14 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فهذه مسألة لا زلت أبحث في طياتها، وألم أطرافها، فعسى الإخوة الفضلاء والمشايخ النبلاء ان يدلوا بما لديهم من فضل علم.
ولعلني أثبت ما عندي فيما بعد
يقول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
والحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها:
" قَالَتْ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا." وفي رواية " اسقطتها "
فكيف نوفق بينهما؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 Dec 2003, 12:30 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الجمع بينهما:
الآية الأولى في أصل نزول القرآن فلا يمكن أن ينسى شيئاً منه قبل إبلاغه لأن هذا هو مقتضى الرسالة " يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته "
وبعد نزول القرآن وتبليغه وحفظ الناس له؛ فربما ينسى النبي شيئاً منه بحسب الطبيعة البشرية , وعليه يدل الحديث الذي ذكرت , وهو احد معاني الاستثناء في قوله تعالى " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله" والله اعلم.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[31 Dec 2003, 08:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اخي الفاضل،
لقد راجعت نص الحديث في البخاري،
وارى ان الحديث لا يفي بالمعطيات اللازمة لمثل سؤالك! فالحديث لا يحدثنا عن تلك الآيات ولا يذكر اسم السورة! وذلك لان كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن ايات (أنسيتها)، وهذا قد يوحي بالنسخ! من الآية (ما ننسخ من اية او ننسها) والآية (فلا تنسى، الا ما شاء الله) ...
ولو كان في الحديث ذكر للسورة أو الايات لاستطاع الدارس الاستنتاج.
اما رد الأخ الفاضل، فلا ارى انه يليق بمحمد صلى الله عليه وسلم نسيان اية آية من كتاب الله ما لم تنسخ! وذلك لان القرآن هو لب رسالته، وهو المراد منه تبليغه، وقد تكفل الله حفظه ن واول الحفظ ان يحفظ كاملا على مراد الله في قلب مبلغه الى الناس ...
فما اراه من معنى الحديث هو ان رسول الله سمع صحابيا يقرؤ من المنسوخ، والذي ربما لم يصل الى ذلك الصحابي خبر نسخه .... والله اعلم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Jan 2004, 12:39 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
جزى الله الإخوة الفضلاء على هذا المرور الطيب والإهتمام.
غير ان الذي توصلت له أن هذا كما ذكر الأخ الشيخ أحمد من نسيانه بعد التبليغ وهذا يكاد يكون مجمعٌ عليه الجمهور ولقد ذكره غير واحد من أهل العلم هذا القول. ولقد رأيت كثيراً من شروح هذا الحديث، وطالعت كثيراً من أقوال المفسرين في آية الأعلى (سنقرئك فلا تنسى)
وبعد تأمل ظهر لي قول هو اعدلها، بل وجد حديثاً في البخاري رحمه الله حسم المسألة!.
أما القول، فهو للإسماعيلي نقله عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (9/ 86):
فقال:
" النسيان من النبي صلى الله عليه وسلم يكون علىى قسمين:
أحدها: نسيانه الذي يتذكره عن قرب، وذلك قائم بالطباع البشرية، وعليه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في السهو: " إنما انا بشر أنسى كما تنسون ".
والثاني: أن يرفعه الله عن قلبه على إرادة نسخ تلاوته، وهذا المشار إليه في الإستشناء في قوله تعالى: " سنقرئك فلا تنسى "
قال: فأما القسم الأول فعارض سريع الزوال لظاهر قوله اعالى: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
واما الثاني فداخل في قوله تعالى: " ما ننسخ من آية او ننسها .. ".
وقال الحافظ أيضاً رحمه الله:
وفي الحديث حجة لمن اجلز النسيان على النبي صلى الله عليه وسلم فيما ليس طريقة البلاغ مطلقا ... إلخ "
وقال الألوسي رحمه الله في تفسيره (15/ 134)
" ثم إن المراد من نفي النسيان شيء من القرآن، نفي النسيان التام المستمر مما لا يقر عليه صلى الله عليه وسلم."
ونقل العيني رحمه الله عن الجهور في شرحه على البخاري (10/ 51)
" وقال الجمهور: جاز النسيان عليه فيما ليس طريقة البلاغ والتعليم بشرط أن لا يقرأ (كذا بإثبات الألف، ولعل الصواب فيما يظهر " يقرّ ") عليه بل لا بد ان يذكره، واما غيره فلا يجوز قبل التبليغ، واما نسيانه ما بلغه كما في هذا الحديث فهو جائز بلا خلاف "
ولعل الراوية الفاصلة في هذه المسألة هي رواية البخاري من حديث أبيّ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الفجر فأسقط آية فقال أبي: فحسبت انها سقطت فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " نسيتها "
وذكر هذه الرواية القرطبي رحمه الله وبين هذا في الجامع (20/ 19) ولم يعزها للبخاري، أما الألوسي رحمه الله في تفسيره (15/ 134) فقد عزاها للبخاري ولم أجدها عنده الان، فلتبحث.
وعليه يتبين الجمع بين هذا والله أعلم.