تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل النسخ عند المفسرين المتقدمين يطرد معناه في التقييد و النخصيص؟]

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:37 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

أما بعد، مشايخي الكرام

ففي إحدى محاضرات تفسير آيات الأحكام عندنا في كلية الشريعة، لما كنا ندرس قوله تعالى ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منهآ أو مثلها))، و بعد أن ذكر الدكتور أن الإجماع منعقد على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا، و أنه لم يخالف في ذلك إلا المعتزلة و أبو مسلم الأصبهاني والمدرسة العقلية و هم أتباع المعتزلة من المعاصرين، فوجئت به يقول // إن الخلاف بين المثبتين والنافين إنما هو خلاف شكلي، لا تأثير له في الحقيقة، وقبل أن أهم بمناقشته فوجئت به يقول // و هذا الذي أقول كان موضوع تحضيري في رسالة الماجستير و رسالة الدكتوراه، فتعجبت كثيرا من هذا الأمر، و قال بأن المتقدمين كانوا يطلقون على التخصيص أو التقييد نسخ، فكثر ما كان يطلق عليه لفظ النسخ، فالمنكرون للنسخ ـ و ما زلت أعرض كلام الدكتور ـ فهموه بالمعنى الاصطلاحي المتأخر، فأنكروا وقوعه بهذه الكثرة و لم ينكروا أصل النسخ المصطلح عليه.

فأردت أن أجد للكلام محملا من الصحة فلم أستطع، حاولت مرارا ـ فهي رسالة للماجستير و أخرى للدكتوراه طولعت من ثلاثة من الدكاترة لا يتركون فيها موضعا إلا تأملوه ـ فلم أستطع.

إذ كيف أقول بذلك رغم أن الذين أنكروه و خالفوا الإجماع قد أنكروا أيضا مواضع منسوخة من القرآن اتفاقا، و حملوا الأمر على أي شئ آخر سوى أن يكون حكما متقدما رفع حكما متأخرا ـ و هو المعنى الاصطلاحي المتأخر والذي ذكر الدكتور أنهم لم ينكروه ـ ثم إن ذلك خلاف الأصل، بدليل أن العلماء ينبهون على أن النسخ يطلق ـ أحيانا ـ على التخصيص و التقييد، فهذا التنبيه يدل على قلة هذا الإطلاق و أنه خلاف الأصل، كما قرأته للقرطبي في تفسيره،،،، فقلت في نفسي لعله يقصد أن الأمر ليس على سبيل الاطراد، فقابلته بعد المحاضرة أمام الجامعة على سبيل المصادفة، فقلت له // هل هذا الذي ذكرتم مطرد بين المتقدمين؟ فقال لي // لا .. ليس مطردا، فقلت له // حتى ولو لم يكن مطردا فكلامكم يدل على كونه غالبا فيهم، و هذا خلاف ما هو معهود عنهم، و أيضا فالبعض من العلماء ينبه على ورود هذا الاستعمال أحيانا، و هذا يدل على أنه خلاف الأصل عندهم، و أن استعمالهم كان كاستعمالنا، و لكنهم ينفردون بهذه الحالات الضئيلة و التي استدعت التنبيه عليها، و التي لا تكفي لأن تجعل النسخ عندهم هو التخصيص و التقييد،،، فوجدته يتشاغل متعمدا و كأنه لا يجد إجابة فسكتّ.

فهل هذا الذي قاله الدكتور عن المفسرين المتقدمين صحيح؟

و السلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير