تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[انظر على ماذا تحسر ابن القيم يا طالب العلم؟]

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Dec 2003, 10:23 م]ـ

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

"فما أشدها حسرة، ....

وأعظمها غبنة، ....

على من أفنى أوقاته في طلب العلم!!

ثم يخرج من هذه الدنيا ....

وما فهم حقائق القرآن ....

ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه ...

فالله المستعان "

بدائع الفوائد 1/ 218

ـ[الراية]ــــــــ[09 Dec 2003, 05:58 م]ـ

بارك الله فيك اخي عمر على هذه الفائدة ...

ولقد قرأتها قبل أيام في مقال لـ د. عبد العزيز آل عبد اللطيف في مجلة البيان وقد ختم بها المقال ..

وحقاً انها مؤثرة ....

والله المستعان

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Dec 2003, 11:03 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جزى اللهُ خيراً الأخ عمر المقبل على هذا التنبيه.

وما ذكره ابن القيم جدير بالتأمل، وحري بالاهتمام.

ومن باب التفاعل مع هذا الموضوع المهم، والمشاركة فيه أنقل بعض حقائق القرآن وأسراره ودرره من كلام ابن القيم نفسه، عسى الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم.

قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهو يتكلم عن شرف العلم بالله:

(فالعلم بذاته سبحانه وصفاته وأفعاله يستلزم العلم بما سواه؛ فهو في ذاته رب كل شيء ومليكه، والعلم به أصل كل علم ومنشؤه فمن عرف الله عرف ما سواه، ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل.

قال تعالى: "ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم"

فتأمل هذه الآية تجد تحتها معنىً شريفاً عظيماً وهو أن من نسي ربه أنساه ذاته ونفسه فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه بل نسي ما به صلاحه وفلاحه ومعاشه ومعاده؛ فصار معطلاً مهملاً بمنزلة الأنعام السائبة، بل ربما كانت الأنعام أخبر بمصالحها منه لبقائها على هداها الذي أعطاها إياها خالقها.

وأما هذا فخرج عن فطرته التي خلق عليها فنسي ربه فأنساه نفسه وصفاتها وما تكمل به وتزكو به وتسعد في معاشها ومعادها.

قال الله تعالى " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ". فغفل عن ذكر ربه فانفرط عليه أمره وقلبه؛ فلا التفات له إلى مصالحه وكماله وما تزكو به نفسه وقلبه، بل هو مشتت القلب مضيعه مفرط الأمر حيران لا يهتدي سبيلاً.) 1/ 312

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Dec 2003, 05:05 م]ـ

ومما قاله ابن القيم رحمه الله حول حقائق القرآن، وكيفية الوصول إلى العلم بها:

(ولهذا ندب الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن.

فإن كل من تدبره أوجب له تدبره علماً ضرورياً ويقيناً جازماً: أنه حق وصدق. بل أحق كل الحق، وأصدق كل صدق. وأن الذي جاء به أصدق خلق الله، وأبرهم، وأكملهم علماً وعملاً، ومعرفة، كما قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" وقال تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فلو رفعت الأقفال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن، واستنارت فيها مصابيح الإيمان. وعلمت علماً ضرورياً يكون عندها كسائر الأمور الوجدانية -من الفرح، والألم، والحب، والخوف- أنه من عند الله. تكلم به حقاً. وبلغه رسوله جبريل عنه إلى رسوله محمد.

فهذا الشاهد في القلب من أعظم الشواهد. وبه احتج هرقل على أبي سفيان حيث قال له: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه، بعد أن يدخل فيه؟ فقال: لا. فقال له: وكذلك الإيمان إذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب لا يسخطه أحد. وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" وقوله: " وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به " وقوله "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك: هو الحق" وقوله: "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى؟ " وقوله:"ويقول الذين كفروا: لولا أنزل عليه آية من ربه، قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب" يعني: أن الآية التي يقترحونها لا توجب هداية. بل الله هو الذي يهدي ويضل. ثم نبههم على أعظم آية وأجلها، وهي: طمأنينة قلوب المؤمنين بذكره الذي أنزله. فقال: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله " أي بكتابه وكلامه: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فطمأنينة القلوب الصحيحة، والفطر السليمة به، وسكونها إليه: من أعظم الآيات. إذ يستحيل في العادة: أن تطمئن القلوب وتسكن إلى الكذب والافتراء والباطل.)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير