تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الأقوى: دلالة الإجماع أم دلالة السياق؟ تأمل هذا المثال]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Jan 2004, 11:37 ص]ـ

قرأت في أحكام القرآن لابن العربي المالكي ما نصه:

(قوله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}. فيها ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: قال المفسرون بأجمعهم: أقسم الله هنا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا له، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون. قالوا: روي عن ابن عباس أنه قال: " ما خلق الله وما ذرأ ولا برأ نفسا أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره ".

وهذا كلام صحيح، ولا أدري ما الذي أخرجهم عن ذكر لوط إلى ذكر محمد، وما الذي يمنع أن يقسم الله بحياة لوط، ويبلغ به من التشريف ما شاء؛ فكل ما يعطي الله للوط من فضل ويؤتيه من شرف فلمحمد ضعفاه؛ لأنه أكرم على الله منه. أولا تراه قد أعطى لإبراهيم الخلة، ولموسى التكليم، وأعطى ذلك لمحمد، فإذا أقسم الله بحياة لوط فحياة محمد أرفع، ولا يخرج من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذكر لغير ضرورة.)

فماذا يفهم من كلامه هذا؟؟

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2004, 10:26 م]ـ

هل من تعليق أيها الإخوة المشاركون؟!

ـ[المنهوم]ــــــــ[15 Apr 2004, 10:10 ص]ـ

يا اخ ابو مجاهد جزاك الله خيرا على ما تتحفنا به من فوائد

ولكني تأملت كلام ابن العربي ولي سؤال وهو:

انه ذكر لوط عيه السلام وما ادري ما علاقة لوط بهذا الكلام

وشكرا

ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[15 Apr 2004, 10:33 ص]ـ

الآية وردت ضمن سياق قصة لوط عليه السلام في سورة الحجر.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 Apr 2004, 04:11 م]ـ

أما القسم بالنبي فهذا لا يتعارض مع السياق و لكن كون المقسم به قومه الذين في سكرتهم يعمهون و في سكرتهم يترددون ففيه غرابة لا تخفى على أحد!!

و الله أعلم.

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Apr 2004, 08:27 م]ـ

الأخ الفاضل أبا مجاهد ..

أما أصل المسألة فلا شك أن الإجماع أقوى الأدلة إن صح ...

لكن المثال المذكور هنا لا بد من تحرير أمور فيه:

1 - هل دلالة السياق هنا تقتضي أن يكون المقسم به لوط عليه السلام: فالحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم كان في بداية سرد القصة حيث يقول تعالى: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ونبئهم عن ضيف إبراهيم) ثم ذكر قصة إبراهيم ولوط وقال في سياقها: (وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) وهذا خطاب، ثم قال: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون).

2 - هل يصح الإجماع على أن المقسم به النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نقل عدد من المفسرين قولاً ثانياً وهو أن يكون القسم من الملائكة والمقسم به لوط عليه السلام.

والذي أفهمه من كلام ابن العربي رحمه الله أنه استغرب القول بأن المقسم به محمد صلى الله عليه وسلم، وقد يكون اعترض على تلازم أن يكون المقسم به النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون هو أشرف الخلق فلو قُدر أن المقسم به لوط عليه السلام فليس معنى ذلك أنه عليه السلام أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

قال القرطبي تعليقاً على قول ابن العربي: " قلت ما قاله حسن فإنه كان يكون قسمه سبحانه بحياة محمد e كلاما معترضا في قصة لوط قال القشيري أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم في تفسيره ويحتمل أن يقال يرجع ذلك إلى قوم لوط أي كانوا في سكرتهم يعمهون وقيل لما وعظ لوط قومه وقال هؤلاء بناتي قالت الملائكة يالوط لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ولايدرون ما يحل بهم صباحا.

فإن قيل فقد أقسم تعالى بالتين والزيتون وطور سينين فما في هذا قيل له ما من شيء أقسم الله به إلا وذلك دلالة على فضله على ما يدخل في عداده فكذلك نبينا e يجب أن يكن أفضل ممن هو في عداده".

فهو رحمه الله اعتبر أن ما يقسم الله به دلالة على فضله على ما يدخل في عداده أي فضله على جنسه ولذا رُجح القول بأن المقسم به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وعلى كل حال لو صح أن لوطاً عليه السلام هو المقسم به فلا دلالة على تفضيله على نبينا صلى الله عليهم وسلم أجمعين والنصوص صريحة في ذلك.

ثم لا يكون هذا المثال ناقض لتقديم الإجماع إن صح على جميع الأدلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير