[ما رأي الإخوة الباحثين في الرجوع إلى المراجع المعاصرة والإفادة منها؟ دعوة للمشاركة]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jan 2004, 07:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تختلف وجهات نظر الباحثين حول قضية الرجوع إلى الكتب والبحوث والرسائل المعاصرة، والإفادة منها في كتابة البحوث والرسائل العلمية.
فبعضهم يرى أنه لا ينبغي الرجوع إليها، ويقول: إن الباحث الجاد هو الذي يقتصر على المصادر القديمة المعتبرة، وقد يكون لهم أسباب أخرى دعتهم لهذا الرأي.
ولكاتب هذا المقال رأي آخر - وهو رأي كثير من الباحثين -، وقد ذكرت هذا الرأي في التوصيات التي ختمت بها رسالة الماجستير، فقد كان من التوصيات التي كتبتها:
(عند رجوعي إلى الكتب والمراجع المختلفة للاستفادة منها في كتابة موضوعات هذا البحث وجدتُ أن الرسائل العلمية المتخصصة من أكثر المراجع تحريراً للمسائل ودقة في بحثها وشمولاً لجميع فروعها.
ولهذا فإني أدعو إلى الاستفادة من هذه الرسائل والبحوث العلمية والرجوع إليها، وأدعو إلى نشرها وتوزيعها.
وليس الرجوع إلى هذه البحوث والرسائل - وإن كانت متأخرة - من القوادح ولا من السلبيات في كتابة البحوث - كما يظن ذلك البعض - لأنها بحوث مؤصلة وكتابات محرّرة؛ وليس من الحكمة ولا من المصلحة أن تذهب سدىً، ويرمى بها بين رفوف المكتبات الخاصة، ويُحرم القراء والباحثون من الرجوع إليها والاستفادة منها.)
فما تعليق الإخوة الباحثين الكرام على هذه القضية؟
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[16 Jan 2004, 04:14 م]ـ
الاخ الكريم ابامجاهد العبيدي ............... سلمه الله
أول ماقدح زناد ذاكرتي وأنا أقرأ ماكتبت هما بيتان لابن شرف القيرواني رحمه الله يقول:
قل لمن لايرى المعاصرشيئا ... ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديد ا ... وسيغدو هذا الجديد قديم
فإجمالا: أما من حيث الابداع والاختراغ فذاك نوع من التصنيف قد طوي بساطه منذ زمن ولاحول ولاقوة الابالله
إذ التأليف والتصنيف ـ على مابينهما من فرق ـ ينقسم اقساما تقرب من الثمانية ذكرها ابن الشرقي في جـ 2 من إضاءة الراموس وقبله ابن حزم في نقط العروس ـ ضمن رسائله المجموعه ـ فلم يعد هناك مجال اكبر لمشاركة القلم سوى الجمع أو الترتيب.
ولست بهذا ممن يقول ماترك الاول للاخرشيئا، فهذه مقولة منتقدة عند كل ذي عقل، وأذكر أن الجاحظ شغب كثيراعلى من يقول بها، وقال: ليس هناك مقولة هي اضر علىالعلم والعلماء من هذه المقولة. لكن اقول: كم ترك الاول للاخر* كم ترك له من أمانة في حفظ التراث الذي خلفه لنا الاسلاف وإخراجه على الصورة التي ارادها كاتبها دون تزيد أونفخ، كم ترك الاول للاخر من علم غزير في بطون الكتب يحتاج الى تتبع وحسن إخراج، كم ترك الاول للاخر من علم يفتقر لقلب واع ومثابرة ووقت يساعد لجرد الكثير مماخلفوه لنا رحمهم الله. وانظر الى مكتبتك،،، أعد النظر مرة اخرى هل تجد الى الكتب الصفراء ـ هكذا ينبزها من لاخلاق لهم خابوا وخسروا ـ تراها قد ملأت أرفف مكتبتك ولن تجد كتابا عصريا الا ببحث وتتبع. فبها تخرجنا وعليها تعلمنا ومنها نهلنا، فهي اسانيدنا لدى الجهال ـ كماقال ابن حزم رحمه الله ـ، ومن دونها لن نستطيع كتابة أودرس أو بحث. وكم يزين الكتاب أن ترى عليه تاريخ وفاة مؤلفه ـ لم؟،لا ادري ـ ربما لشعورك أن مؤلفه قد ادى كل ماعنده ولم يعد بالامكان اكثر مماكان. فالتاليف أمر لايتم في حياة المؤلف كماقال الشافعي رحمه الله. ومن أراد التيقن فليقم بأحصاء ماعنده من كتب ثم ليقارن. وإني اسائل نفسي ومن شاء من اخواني، من بإمكانه من المتأخرين أن يبدع لنا كتابا في النحو فيأتي فيه بمسائل لم يتعرض لها الاقدمون، اواصول الفقه، أوالبلاغة، او الحديث بفنونه , أو التفسير، أو السيرة ..... أوليئك قوم قد شغر منهم الزمان، ولايقولن قائل: فماقولك في كتب النوازل والشعر والتاريخ،فأقول تلك علوم لن تكتمل الا بانتهاء التاريخ.
¥