ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Feb 2008, 06:46 ص]ـ
القرآن الكريم هو كتاب الأخلاق الأول، وهو الذي يهدي للتي هي أقوم، وحسن الخلق من جملة ما يهدي إليه القرآن. وفيه من الوصايا العظيمة الجامعة التي لا توجد في أي كتاب آخر، والتي لو أخذت بها البشرية لتغير مسارها، ولاستنارت سبلها، ولعاشت عيشة الهناءة والعز.
بل إن آية واحدة في القرآن جمعت مكارم الأخلاق، وهي قوله تعالى:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [199]} [سورة الأعراف].
فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجل على نفسه عزتها؛ إذ يرفعها عن الطائفة التي تلذ المهاترة والإقذاع، قال بعض الشعراء:
إني لأعْرِضُ عن أشياءَ أسْمَعُها = حتى يقولَ رجالٌ إن بي حُمُقَا
أخشى جوابَ سفيهٍ لا حياءَ له = فَسْلٍ وظنَّ أناسٍ أنه صدقا
والعرب تقول: " إن من ابتغاء الخير اتقاءَ الشَّرِّ ".
"وروي أنَّ رجلاً نال من عمر بن عبد العزيز، فلم يُجِبْهُ، فقيل له:
ما يمنعك منه!!؟
قال: التقيُّ مُلْجَمٌ".
قال عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - في هذه الآية:
" أمر الله نبيَّهُ أن يأخذ العفو من أخلاق الناس ".
وقال مجاهد: " يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس، مثل قبول الأعذار، والعفو، والمساهلة وترك الاستقصاء في البحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم ".
قال المقنع الكندي واصفاً حاله مع قومه:
وأعطيهم مالي إذا كنت واجداً = وإن قَلَّ مالي لم أكَلِّفْهُمُ رِفدا
وقال الآخر:
خذِ العفو واصفح عن أمور كثيرة = ودع كدر الأخلاق واعمد لما صفا
" ولما قدم حاتم الأصم إلى أحمد بن حنبل قال له: أحمد بعد بشاشته به: أخبرني كيف التخلص إلى السلامة!!؟
فقال له حاتم: بثلاثة أشياء.
فقال أحمد: ما هي!!؟
قال: تعطيهم مالك، ولا تأخذ مالهم، وتقضي حقوقهم، ولا تطالبهم بقضاء حقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم.
فقال أحمد: إنها لصعبة!
قال حاتم: وليتك تسلم ".
قال الرافعي - رحمه الله -: "
إن السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ، وإن الزائفة هي الأخذ دون العطاء، وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق ..
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2008, 03:35 م]ـ
سعدت بمروركم د. مروان الظفيري
وجعل الله لنا نصيبا من هذه المائدة العظيمة