(أكل لحم الابل) اختلف الأئمة رحمهم الله في نقضه للوضؤ وممن قال بذلك الامام أحمد رحمه الله بل هو من مفردات مذهبه لصحة حديث جابربن سمرة رضي الله عنه عنده ومع أن هذا القول هو المختار، الا ان المقصود هو ذكر ماتكلم به بعض الفقهاء رحمهم الله من الحكمة في الوضؤ من اكل لحم الابل دون سواه.خلاصته: ان الابل خلقت من شياطين كما صح بذلك الحديث ففي طبعها شئ من ذلك وأنت تجد أن الغلظة في أهلها اكثر من غيرهم لمصاحبتهم لها فالطباع نقاله.بعكسه اهل الشاه وقد ورد ذكر هذا مرفوعا. فعندما يأكل منها الآكل يتأثر بها ويسري اليه شئ من اخلاقها فلهذا أمر بأن يطفي ذلك كله بالوضؤ. ومثله النهي عن لبس ماصنع من جلود السباع أو الجلوس عليها. فمثل هذه الامور قد يتسمح فيها لمساعدة الدليل.
ولكن عندما يتصدى البعض لبيان الحكمة من أعدأد الركعات في كل صلاة، فالتوقف عند ذلك أسلم. ورحم الله ابن العربي فمازال يعلق بذهني كلام له في كتابه القبس عند شرحه لحديث الرؤيا جزء من سبعة وأربعين جزءا من النبوة ـ مع اختلاف في الفاظ الحديث ـ فبعد أن ذكركلام بعض الشراح قال: وإني موعزإليك الا تتعرض لأعداد الشريعة بشئ.
ولاتستغرب الاطالة في هذه المقدمة فهي أهم ومثلها يجب أن ينبه عليه ويذاكر به
أما فيما يتعلق بسؤال السائل الذي أعجم اسمه وكان في العربية مايغني ـ مع أنه قد يكون له عذرا لم ندركه ـ إلا أنا نشكر له مشاركته الكريمه والتي آثرت ألا تطوى صفحتها دون الوقوف عندهاولو بالاشارة تشجيعا للمشاركة
ولو بالسؤال، فكم من سؤال أثار علما كثيرا
فأقول: مستعينابذي الطول والانعام بأن الاجابة على هذا السؤال تتفرع عن شقين أحدهما سبقت الاشارة اليه , ورب كناية أبلغ من تصريح، والثاني لايمكن معرفته الامن خلال علم اللسان العربي، ومعرفة ماكانت العرب تفقهه من لغتها وتعنيه. فهذا الرقم (سبعه) له عندهم شأن رفيع، تفطن له أهل اللسان وعرفو سر استعمالهم له في كثير من اطلاقاته على مسمياته، فنظروا اليه فوجدوا أنهم لايسمون به الا ماكتمل عندهم معناه فالسبع عندهم من الحيوان ماتكاملت فيه القوى الحيوانيه، والسباعي من الناس من كان تام الخلقة مكتملها، ومن الابل ماكان عظيما طويلا، ويقولون: لافعلن به فعل سبعه للمبالغة في ماسيحل به، ويوم السبع عندهم هو يوم القيامة لأنه يوم الايام فيه تذهل كل مرضعة عن ما ارضعت وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ـ عياذا بالله من سخطه واليم عقابه ـ ولأنهم رأو أن هذا اليوم هو أكمل الايام على الاطلاق فيه تقضى الحقوف وتحكم الاحكام و يفصل القضاء وكل يعرف مصيره أما الى جنة وإما الى نار ـ جعلنا الله جميعا من أهل جنة فردوسه الاعلى بمنه وكرمه ـ.
وعلى هذا ذهب كثير من المفسرين في تأويل قوله تعالى (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) الى أن هذا من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد، لا أنه لوزاد صلى الله عليه وسلم على السبعين فسيغفر الله لهم ـ أي المنافقين ـ
فهذا العدد يعني عندهم الكمال وبلوغ الغاية.
أما ماعلاقة ذلك بأمور الدنيا فلم يتضح لي مرادك بذلك، الا أنه ليس له اثر أوتأثير في أي امر من امور الدنيا ولا يتعلق بخصوصه حكم شرعي غير ماورد منصوصا عليه من أن الطواف اسبوعا والسعي كذلك ... مما تجده في كتب الفقهاء رحمهم الله ـ نبه على كثير منها الاقفهي في كتابه الارشاد الى ماوقع في الفقه وغيره من الاعداد ـ اللهم الا ان اردت ما يعتقده بعض الجهال من أن لهذا الرقم تأثيرا في استدعاء الجن، فتسمع بعضهم يدعو على من أغضبه قائلا (سبعة شلوه، أوخذوه ... ) والبعض يتحاشا من النطق بهذا العدد عن تطلبه فيقول: (سمحه) بدلا من سبعه، تخوفا من أن يحضر الجن مجلسهم ذلك، بل من المضحكات أن بعضهم يكثر من التسميه والاستعاذه عند سماعه لهذا العدد. وهذا مما يجب اضافته الى المناهي اللفظيه، والتحذير منه والتنيبيه عليه عند سماعه وأنه مناقض لكمال التوحيد مقارب لابواب الشرك والبدع والمعصوم من عصمه الله.
هذا ما ظهر لي والله أعلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 Jan 2004, 04:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشجري على ما قدمت
¥