ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2004, 08:51 م]ـ
قال الشنقيطي في أضواء البيان تعليقاً على قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ?للَّهُ ?لَّذِينَ جَـ?هَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ?لصَّـ?بِرِينَ) [آل عمران]:
(أنكر اللَّه في هذه الآية، على من ظن أنه يدخل الجنة دون أن يبتلى بشدائد التكاليف التي يحصل بها الفرق بين الصابر المخلص في دينه، وبين غيره وأوضح هذا المعنى في آيات متعددة كقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ?لَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ?لْبَأْسَاء وَ?لضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى? يَقُولَ ?لرَّسُولُ}، وقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ?للَّهُ ?لَّذِينَ جَـ?هَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ?للَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ?لْمُؤْمِنِينَ}، وقوله: {الم * أَحَسِبَ ?لنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ?لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ?للَّهُ ?لَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ?لْكَـ?ذِبِينَ}.
وفي هذه الآيات سر لطيف وعبرة وحكمة، وذلك أن أبانا ءَادم كان في الجنة يأكل منها رغدًا حيث شاء في أتم نعمة وأكمل سرور، وأرغد عيش. كما قال له ربه: {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى? * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَى?}، ولو تناسلنا فيها لكنا في أرغد عيش وأتم نعمة، ولكن إبليس عليه لعائن اللَّه احتال بمكره وخداعه على أبوينا حتى أخرجهما من الجنة، إلى دار الشقاء والتعب.
وحينئذ حكم اللَّه تعالى? أن جنته لا يدخلها أحد إلا بعد الابتلاء بالشدائد وصعوبة التكاليف. فعلى العاقل منا معاشر بني ءادم أن يتصور الواقع ويعلم أننا في الحقيقة سبي سباه إبليس بمكره وخداعه من وطنه الكريم إلى دار الشقاء والبلاء، فيجاهد عدوه إبليس ونفسه الأمّارة بالسوء حتى يرجع إلى الوطن الأول الكريم، كما قال ابن القيم: ولكننا سبي العدو فهل ترى نرد إلى أوطاننا ونسلم
ولهذه الحكمة أكثر اللَّه تعالى? في كتابه من ذكر قصة إبليس مع ءَادم لتكون نصب أعيننا دائمًا.) انتهى
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2004, 08:53 م]ـ
من لطائف الربط بين ما أقسم الله به في السورة وبين جواب القسم ما ذكره الشيخ أبو الحسن الندوي حول سورة العاديات:
(وفي سورة (العاديات) يشير الشيخ إلى وجه لم يسبق إليه في الحكمة من القسم بالخيل وربطها بمحور السورة (الإنسان الكنود) فيقول:…. إن الله سبحانه وتعالى يصف الخيل في هذه السورة بأوصاف، ويذكر لها أعمالاً، كلها ترجع إلى نقطة وهي (الوفاء والفداء والإيثار لسيدها) فهي التي تفديه بنفسها وتشقى لنعيمه، وتموت لحياته، ولا تعرف لنفسها ولا لحياتها حقاً، ترمي بنفسها في الخطر، وفي النار والبحر، وتصبر على الجوع والعطش، وتتحمل المشاق، تعدو ضبحاً، وتوري قدحاً، وتغير صبحاً، فتثير به نقعاً، وتوسط به جمعاً. تفعل كل هذا مع ربها، وهو ليس لها رب. والذي هو من غير جنسها، والذي يستخدمها أكثر مما يخدمها، وهو الحيوان غير الناطق، غير العاقل، فكيف الإنسان العاقل الشريف مع ربه الحقيقي وولي نعمه، إن الإنسان لربه لكنود!! فللإنسان عبرة في دواجنه وفي عبيده المسخرة.
فهذه السورة قد اشتملت على بيان المرض وهو قوله تعالى (إن الإنسان لربه لكنود) وعلى علته وهو قوله تعالى (وإنه لحب الخير لشديد) وعلى علاجه وهو قوله تعالى (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور….). فإن الإيمان بالآخرة وتذاكر الموت يكشف الغطاء عن العين، ويفيق من سكرة الدنيا، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أكثروا من ذكر هادم اللذات).)
نقلاً من بحث بعنوان: منهج الشيخ أبي الحسن الندوي في التفسير
الأستاذ الدكتور/مصطفى مسلم محمد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2004, 10:13 م]ـ
وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله وقد سئل عن إخوة يوسف هل كانوا أنبياء؟:
¥