تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (الفاتحة/7) نراه يقول ما نصه: " وقد ظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله (ولا الضالين) وإضافة الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه، وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنه مغضوب عليهم، دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية، جهلاً منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه، ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه،لوجب أن يكون كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره،وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك من فعله، ولوجب أن يكون خطأ قول القائل: تحركت الشجرة إذا حركتها الرياح، واضطربت الأرض إذا حركتها الزلزلة،وما أشبه ذلك من الكلام الذي يطول بإحصائه الكتاب، وفي قوله جل ثناؤه (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) (يونس/22) وإن كان جريها بإجراء غيرها إياها، ما يدل على خطأ التأويل الذي تأوله مَن وصفنا قوله، في قوله (ولا الضالين)، وادعائه أن في نسبة الله جل ثناؤه الضلالة إلى من نسبها إليه من النصارى، تصحيحًا لما ادعى المنكرون أن يكون لله جل ثناؤه في أفعال خلقه سبب من أجله وجدت أفعالهم، مع إبانة الله عز ذكره نصًا في آيٍ كثيرة من تنزيله: أنه المضل الهادي، فمن ذلك قوله جل ثناؤه: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) (الجاثية/23) فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره، ولكن القرآن نزل بلسان العرب على ما قدمنا البيان عنه في أول الكتاب، ومن شأن العرب إضافة الفعل إلى من وجد منه وإن كان مشيئة غير الذي وجد منه الفعل غيره، فكيف بالفعل الذي يكتسبه العبد كسبًا،ويوجده الله جل ثناؤه عينًا منشأة، بل ذلك أحرى أن يضاف إلى مكتسبه كسبًا له بالقوة منه عليه، والاختيار منه له، وإلى الله جل ثناؤه بإيجاد عينه وإنشائها تدبيرًا.أ. هـ.

وعلى الإجمال فخير ما وصف به هذا الكتاب ما نقله الداودي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه حيث قال: فثم من كتبه ـ يعني محمد بن جرير ـ كتاب تفسير القرآن، وجوده، وبين فيه أحكامه، وناسخه ومنسوخه، ومشكله وغريبه، ومعانيه، واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله، والصحيح لديه من ذلك، وإعراب حروفه، والكلام على الملحدين فيه، والقصص، وأخبار الأمة والقيامة، وغير ذلك مما حواه من الحكم والعجائب كلمة كلمة، وآية آية، من الاستعاذة، وإلى أبي جاد، فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد وعجيب مستفيض لفعل " أ. هـ.

هذا وقد جاء في معجم الأدباء ج18 ص64ـ65 وصف مسهب لتفسير ابن جرير، جاء في آخره ما نصه " وذكر فيه من كتب التفاسير المصنفة عن ابن عباس خمسة طرق،وعن سعيد بن جبير طريقين، وعن مجاهد بن جبر ثلاث طرق، وعن الحسن البصري ثلاث طرق، وعن عكرمة ثلاثة طرق وعن الضحاك بن مزاحم طريقين،وعن عبد الله بن مسعود طريقًا،وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم،وتفسير ابن جريج، وتفسير مقاتل بن حبان، سوى ما فيه من مشهور الحديث عن المفسرين وغيرهم، وفيه من المسند حسب حاجته إليه، ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به، فإنه لم يدخل في كتابه شيئًا عن كتاب محمد بن السائب الكلبي، ولا مقاتل بن سليمان، ولا محمد بن عمر الواقدي؛ لأنهم عنده أظناء والله أعلم، وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبي، وعن ابنه هشام، وعن محمد بن عمر الواقدي، وغيرهم فيما يفتقر إليه ولا يؤخذ إلا عنهم.

موقع الشبكة الإسلامية

http://islamweb.net/pls/iweb/misc1.Article?vArticle=11636&thelang=A

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jan 2004, 07:43 ص]ـ

بسم الله

حياك الله يا أخانا الشجاع في ملتقى أهل التفسير، وأشكرك على مشاركاتك التي نقلتها.

ثم إني أرجو منك أن تعلم أن هذا الملتقى يأمل من أعضائه أن تكون مشاركاتهم جادة ومحررة، ولا يكتفى فيها بمجرد النقل [النسخ واللصق].

والمشاركة التي ذكرتها هنا منقولة من كتاب التفسير والمفسرون للذهبي، وهو كتاب متداول مشهور.

ولا مانع من نقل مصحوب بتنبيه أو إضافة أو تعليق، أو نقل نفيس نادر له أهمية ظاهرة أما مجرد النقل فيمكن الإحالة عليه بذكر الرابط وإضافته إلى قسم مواقع وعناوين التفسير على الإنترنت في القسم العام.

أرجو أن تتقبل تعليقي بشجاعتك التي وصفت بها نفسك - وأنت أهل لذلك إن شاء الله -.

وفقني الله وإياك أخي الكريم، ومرحباً بك مرة أخرى، وننتظر مشاركاتك القادمة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير