4 - رسم منهج متكامل لبناء المجتمع المسلم المعاصر، وتوثيقه بقواعد وأسس ثابتة مبنية على نصوص الوحيين الكريمين.
وبذلك استطاع الدوسري رحمه الله أن يجدد لنا معاني كتاب الله تعالى ويحقق أهدافه التي من أجلها أنزله الله تعالى ليكون منهج حياة للأمة في عصرها الحاضر، فكان بذلك مجدداً للأمة وحي ربها وكتابه الكريم، وقد ظهر بذلك تميزه الصحيح على غيره من المفسرين إلا ماكان من سيد قطب رحمه الله فإنه شاطره هذا المنهج إن لم يكن سبقه.
ثالثاً: معايشة القرآن والشعور الصادق في تأمله:
ظهر لي من خلال قراءتي لتفسير الدوسري ودراستي لمنهجه أن الدوسري رحمه الله كان يعايش القرآن بشعور مرهف صادق وفكر متأمل ثاقب وروحانية صافية، وحس مرهف شفاف، ولذا فقد خالط القرآن شغاف قلبه ولباب فكره، فكان يتفاعل مع نصوصه وكأنه يتنّزل في وقته، الأمر الذي جعله ينطلق في تفسيره من هذا التفاعل والشعور الذي أورثه تأملاً فاحصاً في كتاب الله تعالى فكان يستوحي منه أعظم المعاني والهدايات والحكم والأحكام، مما يتجلى فيها اجتهاده في تفسير كتاب الله واستخراج مافيه من المعاني والهدايات، وقد ظهرت معايشته للقرآن في تفسيره في جوانب عدة:
1 - بيان المعاني الروحانية للآيات.
2 - تقرير حِكم الآيات وأسرارها.
3 - استنباط الفوائد واللطائف.
4 - استلهام الدروس والعبر من القصص والأخبار.
5 - التحليل الموضوعي للآيات المقنع لشد القلوب والأذهان.
6 - العرض المستوفي لمعاني الآيات ودلالاتها.
فهذه الجوانب تدل على أن الدوسري – رحمه الله - كان يعايش القرآن بروحه وشعوره، ويتأمله بلباب فكره وعمق تفكيره، ولقد ظهر في ذلك تميّزه بما أورده من تلك المعاني والفوائد والفرائد من استنباط وفهم عميق وتأمل دقيق، وإن كان قد سبقه في هذا الجانب علماء ومفسرون، أبدعو في استنباط الفوائد والمعاني، لكن الذي أعني تميز الدوسري استنباطه وفهمه وتعمقه وتأمله في الآيات بما لم يسبق إليه – فيما أعلم -وهذا دليل على معايشته للقرآن حقيقة، وهو أمر يدل على تميزه.
وبالجملة فإن هذه الجوانب هي أهم ماأبرز تفسير الدوسري وجعلته موافقا لرغبات أبناء عصره ومبتغاهم إلى فهم كتاب الله تعالى بأجمع صورة وأوضح بيان.
وبعد هذا البيان المختصر لمكانة تفسير الدوسري وما تميّز به أستطيع القول وبكل ثقة أن هذا التفسير يعد من أفضل التفاسير المتأخرة ولو قدّر الله له التمام لكن أزكى وأتم، ولكن حسبنا أنه جاء على أعظم سور القرآن وأطولها، وكفا بها منهجاً وهداية، بل إن سورة منها وهي أقصرها أعني سورة الفاتحة، تكفي في رسم المنهج الحق للأمة لو أراد أحد أن يستوحي منها ذلك، وكفى بكلام الله شاهد حيث يقول سبحانه:\ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ\ [الحجر:87]، فسماها وضمنها القرآن العظيم كله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Feb 2004, 09:33 ص]ـ
بسم الله
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد، وواصل العطاء أعانك الله، ونحن معك حريصين على قراءة ما تكتب عن هذا التفسير الرائد. ولي سؤال واقتراح:
أما السؤال: ألا ترى أن هذا التفسير بحاجة إلى تهذيب واختصار بحذف الاستطرادات الطويلة أو تهذيبها حتى يستفاد منه أكثر؟
والاقتراح: حبذا لو اعتنيت بالتمثيل لما تقول، وذكر نماذج من روائع تفسيره في الحلقات القادمة. وحبذا لو أتحفتنا بمقارنة بينه وبين الظلال لسيد قطب رحم الله الجميع.
وتقبل تحية أخيك المحب.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[14 Feb 2004, 10:55 م]ـ
اقتراح في محله أبا مجاهد ولكن وددنا أن لو يسر الله خروج التفسير الأصل وهو قريب بإذن الله، وقد بينت في رسالتي بعض الملاحظات ومنها ماذكرت، وغالب استطراداته فيما يتعلق بالواقع، وأما ماقترحته من إيراد بعض النماذج فسأفعل إن شاء الله كما وقعت من قبل، وكذلك المقارنة بينه وبين الظلال بإذن الله. وجزيت خيراُ أبا مجاهد.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Nov 2009, 02:29 ص]ـ
....................... وقد بينت في رسالتي بعض الملاحظات ومنها ماذكرت، وغالب استطراداته فيما يتعلق بالواقع، وأما ماقترحته من إيراد بعض النماذج فسأفعل إن شاء الله كما وقعت من قبل، وكذلك المقارنة بينه وبين الظلال بإذن الله. وجزيت خيراُ أبا مجاهد.
هلا واصلت حديثك د. محمد -أحسن الله إليك-
وهل من نسخة مصورة لهذا التفسير
وحقيقة لم أعرف هذا التفسير إلا من أحد مشايخي الكرام -حفظه الله- وقد كان طالبا عند الشيخ عبدالرحمن الدوسري -رحمه الله-
وكم شدني حديثه , فقد كان يذكره لنا ويدخل بعد حديثه عنه في صمت عجيب حتى تخاله بجانبه ويراه بعينه
كان يحدثنا عن تأثره بسيد قطب ودفاعه عنه
وحدثنا عن آخر اللحظات معه بل وآخر نظره له .............
رحمه الله ورحم مشايخنا وكل من علِم وعلّم .......