ونيل الفائدة متاح لكل أحد، ولا أقول كل مسلم، فربما تصفح هذا الموقع من لا يدين بالإسلام، ونحن نرجو له الهداية، فربما وقعت عينه على كلمة صادقة، أو إجابة شافية، لم يقصد كاتبها بها خطاب أمثال هذا القارئ، فآتت أكلها، وفتح الله بها لهذا الزائر باباً من الهدى والخير، وفضل الله أوسع من أن تحده الحدود، أو تمنعه السدود.
وإن مسألة التخصص في المواقع مسألة لا زلت أحب التأكيد عليها، وذلك حتى تكون الجهود مركزة، والثمار قريبة دانية، فإن العلوم قد تشعبت شئنا ذلك أم أبينا، ولم يعد في مقدور الواحد منا متابعة كل شيء، وأنى له ذلك مع ضيق الوقت، وكثرة العوائق، وضعف الهمم؟
والتجدد سمة بارزة من سمات زماننا هذا، فلم يبق لنا مندوحة من الحرص على البقاء في هذه الدائرة العلمية، وكفاية الأمة همها، وغيرنا يكمل النقص، ويسد الخلل، فنتكامل بالتخصص، ونتعاون في إيصال الحقيقة كاملة عبر هذه الدوائر.
وإنك لترى كثيرا من المواقع التي تصدت لكل شيء فما استطاعت، لتعذر ذلك على المؤسسات الكبار، فضلاً عن المواقع العلمية، التي لا تتلقى الدعم من أحد، وباعتبار هذه الشبكة علمية غير ربحية، فهي تستمد بقائها من المشاركة الجادة للجمعيع، وعدم انتظار فلان أو فلان، ليأتي بجديد، أو يكتب دائماً ونحن نقرأ، فهذا ما لا نرجوه لموقعنا، ونحرص أن نرى من الجميع تفاعلاً إيجابياً، بدون مشقة على الفرد الواحد، فأنت تجد كتاباً جديداً فتشركنا في الخبر، وأنا أقرأ فائدة نفيسة يحرص على مثلها طلاب العلم فأشرككم فيها، وهكذا.
وقد حصل خلال العام المنصرم من النفع لهذا الموقع الشيء الكثير، وأنا أتحدث عن نفسي، فقد انتفعت بما كتبه الجميع نفعاً أشكر الله عليه، وأثني عليه الخير كله، كما إنني أدعو لكل من كتب معنا في هذا الموقع حرفاً، أن يجعله الله في موازين حسناته يوم القيامة، وما أحوجنا في ذلك اليوم إلى ذلك، نسأل الله من فضله الواسع.
وأما ما تفضل به أخي الكريم الشيخ أبو محمد أشرف وفقه الله من الاقتراحات، فقد وقعت موقعها من القائمين على الشبكة، وقد أتيحت المكتبة الالكترونية للكتب والبحوث، والمكتبة الصوتية للمواد الصوتية، لكي تقوم بمثل ما ذكره وفقه الله في اقتراحه الأول، ونحن نسير فيها خطوة خطوة، ولا بد من طول الزمان، حتى ننتقي ونجود ما استطعنا، فقد حرصنا على جودة التصميم، ثم سنبدأ الآن في الالتفات لما بعده.
وأما ما أشرتم إليه من مشروع التفسير للقرآن الكريم بطريقة شرحتموها، فهي فكرة رائعة لو تمت لكانت حسنة جليلة من حسنات اجتماعنا في هذا الملتقى الكريم، وهي تحتاج إلى عزيمة وصبر. فجزاك الله خيراً على حرصك وعنايتك التي عودتنا عليها.
وقد حضرتني أبيات على بحر الرجز، وقديماً زعموه مركباً لمن عجز، فخذوا هذه الأبيات على علاتها، فما كنت من أهل القريض، ولا بياني ذاك البيان العريض!
قالَ الفَقيرُ عابدُ الرَّحْمنِ =الحمدُ للهِ عَلى الإِيْمَانِ
وَصَلِّ يَا رَبَّ الهُدَى وَسَلِّمِ=عَلى النَّبيِّ القُرَشِيِّ الهَاشِمِي
مَا غَرَّدَ القُمْرِيُّ في أَغْصَانِهِ = وذَابَ قَلْبُ الصَّبِّ مِنْ أَشْجَانِهِ
وَتُبْ عَلينَا يَا عَظيمَ العَفْوِ= وَنَجِّنَا مِنْ غَفْلةٍ وسَهْوِ
ويَسِّرِ الإِخلاصَ في الأَعْمَالِ= فَهُوَ بشيرُ الفَوزِ في المَآَلِ
لَمَّا بدأنا مُلتقَى التفسيرِ= بِفضلِ ذي التوفيقِ والتيسيرِ
مِنْ قبلِ عَامٍ مَرَّ مثلَ البَارقِ= كأَنَّهُ لَمْحَةُ عَينِ السَّارِقِ!
وافَاهُ أَهلُ الفَضلِ بِالقَبولِ= وازدَحَمَتْ قَرائحُ العُقُولِ
وفازَ بالإشرافِ والمُشَارَكَهْ= مِنْ ثُلَّةٍ حَاذقةٍ مُبَارَكَهْ
مِن البُرَيدِيْ وأَبِي مُجَاهِدِ= لِنَاصرِ الماجدِ مَعْ مُسَاعدِ
وَكُلِّ ذي عِلْمٍ وفَهْمٍ ثَاقِبِ= فَالحمدُ للهِ عَلى المَوَاهِبِ
وقَدْ نَهْجنَا مَنهجَ التَّأَنِّيْ= وَالعِلْمُ لا يُنَالُ بِالتَّمَنِّي!
مع اشتراطِ العُمقِ والدليلِ=يباركِ الرحمنُ في القَليلِ
مَعْ كَثرةِ الأَشغالِ والعَوائِقِ= وَقِلَّةِ المُعِينِ في الأَصَادِقِ
ومَنْ يثقْ باللهِ في الحَوائجِ= كفَاهُ كُلَّ خارجٍ وَوَالجِ
واليومَ نَخْطُو خُطوةً جًديدةْ= قَدْ قَرَّبَتْ آمَآلَنَا البَعِيدَهْ
لنَا طُموحٌ نَرْتَجِي أَنْ نُدْرِكَهْ= حَتى يتمَّ أَمرُ هَذي (الشَّبَكَهْ)
نَرجُو لَهَا النَّجاحَا والفَلاحَا= إذْ بَارقُ القَبولِ منهَا لاحَا
لا سِيَّمَا عندَ أُولي الأَنْظَارِ= مِنْ عَالِمٍ وطَالبٍ وقَاري
فَإنْ بَلَغْنَا فَهُو التوفيقُ= وَإِنْ تَكَدَّتْ دُونَنَا الطَرِيقُ
وَليسَ تُغْنِي دِقَّةُ الفُهُومِ= مِنْ غَيرِ عَونِ الملكِ القَيُّومِ
وبعدَ شُغلِ الذِّهنِ بالتصميمِ= نَبْدأ بِالتصنيفِ للعُلُومِ
فَنأَخذُ الأَهَمَّ منها فَالأَهَمّْ= وَلَمْ نَقُلْ بَعْدُ بأَنَّ الأَمَرَ تَمّْ
ورأيكمْ يَا مَعشرِ الحُذَّاقِ = نعدُّهُ من أَنفسِ الأعلاقِ
فَابْذُلْ لَنَا مِنْ وقتكَ القَلِيلا= نَبْنِي مَعَاً مَشروعَنَا الجَلِيلا
وإِنْ أَبَى القَلِيْلُ فَالأَقَلُّ= إنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلُّ
لِنُنْعِش الأَرواحَ بالإِيْمَانِ= في ظلِّ آيَاتٍ مِن القُرآنِ
فَقُلْ لِمَنْ شَارَكنا في المُلتَقَى: = قَدِ ارْتَقَيْتَ يَا أُخَيَّ المُرْتَقَى
فَاحْرِصْ عَلى التَّجويدِ والتَّحْرِيرِ= فَأَنْتَ في شَبكةِ التَّفْسِيرِ!
¥