تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

: أي سبع؟ و على تقدير أن يكون هؤلاء السبعة - مع أن كلام ابن الحاجب لا يدل عليه - فقراءة خلف لا تخرج عن قراءة أحد منهم، بل و لا عن قراءة الكوفيين في حرف فكيف يقول أحد بعدم تواترها مع ادعائه تواتر السبع؟ و أيضا فلو قلنا إنه يعني هؤلاء السبعة فمن أي رواية و من أي طريق و من أي كتاب إذ التخصيص لم يدعه ابن الحاجب، و لو ادعاه لما سلم له، بقي الإطلاق فيكون كل ما جاء عن السبعة، فقراءة يعقوب جاءت عن عاصم و أبي عمرو، و أبو جعفر هو شيخ نافع و لا يخرج عن السبعة من طرق أخرى، فقال: فمن أجل هذا قلت: و الصحيح أن ما وراء العشرة فهو شاذ، و ما يقابل الصحيح إلا فاسد، ثم كتبت له في ذلك و صورته: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين في القراءات العشر التي يقرأ بها اليوم هل هي متواترة أو متواترة و هل كل ما انفرد به واحد من العشرة بحرف من الحروف متواترة أم لا و إذا كانت متواترة فما يجب على من جحدها أو حرفا منها؟ فأجابني و من خطه نقلت: الحمد لله، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي، و الثلاث التي هي قراءة أبي جعفر و قراءة يعقوب و قراءة خلف متواترة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل، و ليس تواتر شيء منها مقصور على من قرأ بالروايات، بل هي متواترة عند كل مسلم يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله، و لو كان عاميا جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا، و لهذا تقرير طويل و برهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه، و حظ كل مسلم و حقه أن يدين الله تعالى و يجزم في نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم لا يطرق الظنون و لا الارتياب إلى شيء منه (3) وظاهر الإجماع الذي نقله الأئمة المذكورون جواز القراءة في الصلاة وغيرها بأي قراءة من القراءات العشر، سواء أكانت هي القراءة المشهورة في البلد أو غيرها، ولكن كره بعض العلماء المعاصرين أن يقرأ إمام بقراءة غير معروفة في البلد من باب: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله، وذلك لئلا يكذبها العوام فيقعوا في المحظور، وقد كره الإمام الذهبي - وهو فقيه مقرئ - التلاوة في المحراب بغرائب وجوه القراءات، فقال: وآخر منهم إن حضر في ختم أو تلا في محراب جعل ديدنه إحضار غرائب الوجوه والسكت والتهوع بالتسهيل، وأتى بكل خلاف ونادى على نفسه أنا " أبو اعرفوني " فإني عارف بالسبع. (4) ولكن الظاهر من كلام الذهبي الإنكار على من فعل ذلك رياء، وتعمد الإتيان بالغرائب، وجعل ذلك ديدنا، وأما من قرأ في الصلاة بالقراءات، وقصد تعليم الناس وإحياء السنة، وأخلص النية لله تعالى، فلا يظهر لي منعه من ذلك، لأنه لو ترك الأئمة فعل السنن المستغربة عند الناس لمات كثير من السنن والله أعلم بالصواب.


(1) معالم التنزيل 1/ 30
(2) مجموع الفتاوى13/ 397
* عبد الوهاب بن علي الشافعي تاج الدين السبكي الفقيه المفتي القاضي برز في علوم كثيرة من مؤلفاته جمع الجوامع في الأصول و لد بالقاهرة 727 و توفي بدمشق سنة 771. البدر الطالع 1/ 410
(3) النشر 1/ 16
(4) بيان زغل العلم والطلب 4 - 5، بدع القراء 25

ـ[ابو عبد الله_99]ــــــــ[05 Mar 2004, 01:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد.
واعتذر عن تأخري في الرد لبعض الظروف التي مرت بي في الأيام الماضية.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير