[ماهية التفسير الموضوعي وكيفية البحث فيه]
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[30 Mar 2006, 03:55 م]ـ
تمهيد التفسير الموضوعي ويشتمل على:-
• أولاً: تعريف التفسير الموضوعي.
• ثانياً: نشأة التفسير الموضوعي.
• ثالثاً: أنواع التفسير الموضوعي.
• رابعاً: أقسام التفسير الموضوعي.
• خامساً: أسباب ظهور التفسير الموضوعي.
• سادساً: أهمية التفسير الموضوعي.
• سابعاً: طريقة البحث في التفسير الموضوعي
التمهيد: التفسير الموضوعي وأهميته:
التفسير الموضوعي يمكن القول عنه أنه علم حديث، لم يكن معروفاً كعلم مستقل فيما سبق، وإن كانت وجدت له لبنات، أشار إليها علماؤنا الأفاضل من خلال أقول النبي ? أو أصحابه من بعده، أو التابعين من بعدهم.
ولم يفرد سابقا لهذا العلم مصنفات كغيره من العلوم، وإنما جاء في ثنايا بعض العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه.
وفي هذه الكلمة الموجزة يود الباحث أن يعرض لبعض النقاط الموضحة الدقيقة لحقيقة هذا العلم، من حيث تعريفه، وأهميته، واختلافه عن أنواع التفسير الأخرى وأنواع هذا التفسير.
• أولا: تعريف التفسير الموضوعي:
لعل أشمل تعريف وقف عليه الباحث لهذا العلم مما ذكره الدكتور مصطفى مسلم بقوله: " هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر" (1).
• ثانيا: نشأة علم التفسير الموضوعي:
لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله ? (2).
وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثاً؛ لذا لم يتكلم المفسرون السابقون عن قواعده وخطواته وألوانه، ولكن العلماء والباحثين المعاصرين أقبلوا عليه يدرسونه ويقصدونه ويتحدثون عن قواعده وأسسه وكيفيته.
فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.
وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا (1).
وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الكريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.
ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات (2).
• ثالثا: أنواع التفاسير من حيث منهج المفسرين:
أنواع التفاسير كثيرة ولكن يمكن حصرها في نوعين:
النوع الأول: التفسير الموضعي التجزيئي: وهو الذي يرجع فيه المفسر إلى موضوع واحد من القرآن الكريم، متتبعا الآيات في سورها، إما بالمأثور أو بالرأي المحمود، وإما أن يكون تحليلياً، أو إجمالياً عند الاختصار، أو مقارنا بين تفاسير مع بعضها.
النوع الثاني: التفسير الموضوعي: وهو التي يلتزم به المفسر مصطلحا أو موضوعاً أو سورة من القرآن الكريم ويقيم منها بناء متكاملاً.
• رابعا: أقسام التفسير الموضوعي:
ويمكن حصر أقسام هذا التفسير في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحاً، تتكرر في القرآن كثيراً، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها ويستخرج منها الدلالات واللطائف.
القسم الثاني: التفسير الموضوعي لموضوع قرآني: بحيث يختار الباحث موضوعاً من القرآن، له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك ..... ، مما يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا، يخرج بخلاصة تساعد على حل مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم.
القسم الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية: وهو أن يختار الباحث سورة من القرآن، تكون مدار بحثه – وهذا موضوع الباحث في هذا البحث – ويخرج منها بدراسة موضوعية متكاملة (1).
¥