[سؤال عن التنغيم اللغوي في القرآن الكريم؟]
ـ[أبو النور]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:27 م]ـ
الإخوة والأخوات المشاركون في هذا الملتقى الرائع أطلب منكم مساعدة في بحث لغوي في القرآن الكريم وأريد شيئا عن التنغيم اللغوي في القرآن وعن المستوى الصرفي في القرآن إن كان لأي أحد من المشاركين علم بهذه المواضيع فليساعدني مشكورا
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2006, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود بالتنغيم في اللغة: جرس الصوت أثناء الكلام.
وهو فن عني به القدماء والمحدثون، من أهل النحو واللغة، وما قصة أبي الأسود الدؤلي مع ابنته التي قيل: إنها كانت من أسباب عزمه على وضع قواعد النحو، إلا بداية للعناية بالتنغيم الصوتي أثناء الكلام، حيث لم يفهم قصد ابنته لاختلاف الإعراب من جهة، وربما لنغمة الصوت المصاحبة للكلام أيضاً، بل إنني أرجح أن السبب في سوء الفهم كانت نغمة الصوت.
وقد وتعرض له المؤلفون في أداء القرآن الكريم، وهو جانب ذو صلة قوية بعلم التجويد، ويأتي مكملاً ومتمماً له.
ويُعنى به أيضاً النقاد في الأدب، بحيث يتبين الناقد الأدبي المقصود من كثير من مقاصد الشعراء في أشعارهم، بحسب اختلاف معنى البيت، باختلاف النغمة الصوتية التي قيل بها، ولذلك لما اختلف النقاد في شرح معنى قول المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيدُ * لما مضى أم لأمر فيك تجديدُ
هل هو استفهام؟ أم تعجب؟ أم غير ذلك.
قال أحدهم: لو كنا رأينا المتنبي وسمعناه وهو يلقي هذا البيت لعرفنا مقصده.
ويعنى به الباحثون في علم الأصوات اللغوية، ومصطلح التنغيم صار أحد المصطلحات العلمية في علم الأصوات اللغوية الحديث.
وهو بحث يعنى به في أيامنا هذه الباحثون والمدربون في فن الإلقاء، وتعليم الخطابة، وكيف يجب على المخطيب والملقي للكلام أن ينوع درجات صوته، لتناسب أغراض الكلام، وبعض القراء للقرآن أقوم به من بعض، ولذلك تفاوت تأثيرهم في المستمع.
وأول من نبه إلى التنغيم اللغوي من الباحثين المحدثين العرب، هو الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله في كتابه (الأصوات اللغوية)، حيث أشار إلى أن (البحث عن نظام درجات الصوت، وتسلسله في الكلام العربي يحتاج إلى عون خاص من الموسيقيين عندنا، ولسوء الحظ لم يهتد موسيقيونا إلى السلم الموسيقي في غنائنا، أو بعبارة أخرى لم يتفقوا عليه، ولهذا نؤثر ترك الحديث عن موسيقى الكلام العربي إلى مجال آخر، عسى أن تكفل لنا البحوث المستقبلية القيام بهذا) [الأصوات اللغوية ص124]
وقد زادت بعد ذلك العناية بهذا الموضوع لدى الدراسين، فتوسع في الإشارة إلى أهميتها الدكتور تمام حسان، فعرف التنغيم بأنه: (ارتفاع الصوت وانخفاضه أثناء الكلام) [مناهج البحث في اللغة 164]، وقال في موضع آخر عنه: (هو تغييرات تنتاب صوت المتكلم من صعود وهبوط لبيان مشاعر الفرح، والغضب، والإثبات، والتهكم، والاستهزاء، والاستغراب). [ص164].
أنماط نغمات الصوت:
1 - النغمة الصاعدة، وتقابلها الهابطة.
2 - النغمة الصاعدة جداً، وتقابلها الهاطبة جداً.
3 - النغمة الشيقة والمتسعة.
4 - النغمة النهائية الصاعدة من الأدنى إلى الأعلى صعوداً يسيراً، ثم المنخفضة.
وموضوع التنغيم اللغوي عني به الدارسون القدماء عناية تجدها متفرقة ومقتضبة في كتبهم في النحو واللغة والنقد الأدبي، وقبل ذلك في كتب التجويد وأداء القرآن، ومن الكتب التي عنيت بمواضع التنغيم اللغوي، ولم أطلع عليه مفصلاً في جميع المواضع – كتاب (نجوم البيان في الوقوف وماءات القرآن) للسمرقندي، الذي حقق مؤخراً في رسالة دكتوراه ولم يطبع بعدُ. حيث تعرض لمواضع تتعلق بالتنغيم، ودلالة القارئ متى يرفع صوته، ومتى يخفضه في أثناء تلاوته للقرآن الكريم.
ومن الدراسات الجيدة التي كتبت حول هذا الموضوع، دراسة أصلها رسالة ماجستير للباحث سمير بن إبراهيم العزاوي، بعنوان: (التنغيم اللغوي في القرآن الكريم) طبعته دار الضياء بالأردن، عام 2000م. وأنصحك بالاطلاع عليه، فقد حرص على استيفاء الجوانب المهمة للموضوع، وعدد صفحاته 200 صفحة.
http://www.tafsir.net/images/tangeem.jpg
وهناك بحث للدكتور كاصد ياسر حسين بعنوان (الجرس والإيقاع في تعبير القرآن) نشرته مجلة كلية الآداب بجامعة الموصل، العدد 19، 1978م؟
وللباحث نعيم اليافي عناية بهذا الموضوع في مقالات متفرقة بعناوين (حروف القرآن دراسة دلالية في علم الأصوات والنغمات) نشرتها مجلة الفيصل السعودية عام 1985م، وبحث بعنوان (قواعد تشكيل النغم في موسيقى القرآن) نشرته مجلة التراث العربي بدمشق عام 1984م. وغيرها.
ـ[نوراليقين]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:09 م]ـ
الله يجزيك كل الخير على هذا الجهد المبارك وجعله الله في ميزان حسناتك