سؤال عن الفرق بين التعبير بـ (أَنْزَل) و (نَزَّلَ)؟
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[31 Mar 2006, 05:12 م]ـ
قال تعالى {نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة} آل عمران الآية:2 وقال تعالى { .. وأنزل الفرقان ... } آل عمران الآية 3 مالفرق بين أنزل ونزل يالآيات السابقة السابقة.
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[31 Mar 2006, 07:34 م]ـ
السلام عليكم
قال الاصفهاني في كتابه "مفردات القرآن الكريم":النزول في الأصل هو انحطاط من علو. يقال: نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا: حط رحله فيه، وأنزله غيره. قال تعالى: "أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" [المؤمنون/29] ونزل بكذا، وأنزله بمعنى، وإنزال الله تعالى نعمه ونقمه على الخلق، وإعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، إما بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللباس، ونحو ذلك، قال تعالى: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب" [الكهف/1
وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل، لما روي: (أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجم فنجما) (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل على رسول الله نجوما بجواب كلام الناس.
وقال القرطبي:يَعْنِي الْقُرْآن وَالْقُرْآن نُزِّلَ نُجُومًا: شَيْئًا بَعْد شَيْء ; فَلِذَلِكَ قَالَ " نَزَّلَ " وَالتَّنْزِيل مَرَّة بَعْد مَرَّة. وَالتَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل نَزَلَا دُفْعَة وَاحِدَة فَلِذَلِكَ قَالَ " أَنْزَلَ ".
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Mar 2006, 08:59 م]ـ
السلام عليكم
يجدر بنا أن نضع الآية مع ما قبلها وما بعدها ثم نواصل
قال تعالى (الم اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)
فإذا كان الكتاب هو القرآن---والتوراة هي التوراة---والإنجيل هو الإنجيل---فما الفرقان؟؟
بانتظاركم لنتحاور
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Apr 2006, 02:33 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ (جمال الشرباتي)
سلام الله عليكم
سؤالكم وجيه و طيب،
و إن جاز لي أن أسبق إلى بيان ما تفضلتم بطرحه، و ربما تكملون جوابه،
فوجهه: أن الفرقان هنا غير الكتاب المذكور في أول الآية، و إلا كان تكرارا بلا داع،
فالكتاب المذكور هو القرآن،
و الفرقان هنا:هو الفصل بين بين الحق و الباطل في أمر ما،
و اختلف في محل هذا الفصل بين الحق و الباطل،
قال الإمام الطبري في تفسيره:
(يعني جل ثناؤه بذلك: وأنزل الفصل بين الحقّ والباطل، فيما اختلفت فيه الأحزاب وأهل الملل في أمر عيسى وغيره. وقد بينا فيما مضى أن الفُرقان إنما هو الفُعلان من قولهم: فرق الله بين الحقّ والباطل يفصل بينهما بنصره بالحق على الباطل؛ إما بالحجة البالغة، وإما بالقهر والغلبة بالأيدي والقوّة.
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل، غير أن بعضهم وجه تأويله إلى أنه فصل بين الحق والباطل في أمر عيسى، وبعضهم إلى أنه فصل بين الحق والباطل في أحكام الشرائع. ذكر من قال: معناه: الفصل بين الحقّ والباطل في أمر عيسى والأحزاب:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: {وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ} أي الفصل بين الحقّ والباطل، فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره.
ذكر من قال: معنى ذلك الفصل بين الحقّ والباطل في الأحكام وشرائع الإسلام:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ} هو القرآن أنزله على محمد وفرق به بين الحقّ والباطل، فأحلّ فيه حلاله، وحرّم فيه حرامه، وشرع فيه شرائعه، وحدّ فيه حدوده، وفرض فيه فرائضه، وبين فيه بيانه، وأمر بطاعته، ونهى عن معصيته.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: {وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ} قال: الفرقان: القرآن فرق بين الحقّ والباطل.
والتأويل الذي ذكرناه عن محمد بن جعفر بن الزبير في ذلك، أولى بالصحة من التأويل الذي ذكرناه عن قتادة والربيع، وأن يكون معنى الفرقان في هذا الموضع: فصل الله بين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذي حاجوه في أمر عيسى وفي غير ذلك من أموره بالحجة البالغة القاطعة عُذْرَهم وعُذْرَ نظرائهم من أهل الكفر بالله.
وإنما قلنا هذا القول أولى بالصواب، لأن إخبار الله عن تنزيله القرآن قبل إخباره عن تنزيله التوراة والإنجيل في هذه الآية قد مضى بقوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بالحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} ولا شك أن ذلك الكتاب هو القرآن لا غيره، فلا وجه لتكريره مرّة أخرى، إذ لا فائدة في تكريره، ليست في ذكره إياه وخبره عنه ابتداء).
¥