تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

آية وحديث (3) هل التصاوير والتماثيل محرّمة؟

ـ[سيف الدين]ــــــــ[07 Apr 2006, 02:46 م]ـ

هل التصاوير والتماثيل محرّمة؟؟

تتقاطع الاحاديث عن التصوير مع سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم في محورين رئيسين:

1 - الشرك والتوحيد

2 - الترف والاسراف

هذا ما يتبين لنا اذا اخذنا مجمل الاحاديث عن التصاوير والتماثيل. وسنتناول الموضوع من خلال هذين المستوين كلّ على حدى.

1 - المستوى الاول: الشرك والتوحيد

بشكل عام, لا يخفى ان أي لوحة ابداعية, بما في ذلك النحت, تشتمل على بعدين رئيسيين:

الاول: البعد الفكري او الايديولوجي التي تمثّله القطعة الفنية؛ ولنأخذ الصليب مثلا على ذلك, فالصليب يحوي على بعد فكري واضح يتمثّل في الاعتقاد بصلب المسيح عليه السلام. ولنأخذ تمثالا لأحد رموز الفكر الشيوعي, كستالين او ماركس او انجلز. ان البعد الايديولوجي واضح جدا في مثل هذه المواضيع. وعلى هذا المستوى, فان الموقف من اللوحة الابداعية في جانب منه يكون موقفا من الايديولوجية او الابعاد الفكرية التي تمثّله هذه الصورة.

الثاني: البعد الابداعي, وهو البعد الجمالي الذي يحاول الفنّان ان يعكسه من خلال ما يصوّره في هذه المنحوتة الفنيّة؛

اذا, ان أي لوحة فنية تتضمن بعدين: أ- فكري ايديولوجي

ب- فنّي انساني ابداعي

السؤال المطروح هنا: هل حرّم الاسلام البعدين عندما طرح موضوع التماثيل؟ ام ان التحريم اقتصر على جانب دون آخر؟

لنستعرض اولا الاحاديث التي تكلمت عن التصاوير والتماثيل في مجال العقيدة:

أولا: ورد في صحيح البخاري 9 أحاديث تربط بين التصوير ومضاهاة الخلق من جهة, وتقرن المصورين بمشهد أخروي يطلب فيه منهم احياء ما خلقوا من جهة ثانية:

1 - حدّثنا الحُميديُّ قال: حدَّثَنا سفيانُ حدَّثنا الأعمشُ عن مسلم قال: «كنّا مع مَسروقٍ في دار يَسارِ بن نُمير، فرأى في صُفَّتهِ تماثيل فقال: سمعتُ عبدَ الله قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ أشدَّ الناس عذاباً عندَ الله يوم القيامةِ المصوِّرون».

2 - حدّثنا إبراهيمُ بن المنذرِ حدَّثنا أنسُ بن عياض عن عُبَيد الله عن نافعٍ أن عبدَ الله بن عمرَ رضيَ اللهُ عنهما أخبرَهُ «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَ الذينَ يصنعونَ ه?ذه الصُّوَر يُعذَّبون يومَ القيامة، يقالُ لهم: أَحيوا ما خَلَقْتم».

3 - حدًّثنا موسى? حدَّثنا عبدُ الواحدِ حدَّثنا عُمارةُ حدَّثنا أبو زُرعةَ قال: «دخلتُ مع أبي هريرةَ داراً بالمدينةِ، فرأى في أعلاها مُصوراً يُصوِّر، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ومَن أظلمُ ممن ذهبَ يَخلُقُ كخلْقي، فلْيَخلُقوا حبَّةً، وليخلقوا ذَرَّةً. ثم دعا بتَورٍ من ماء فغَسَل يدَيه حتى? بلغَ إبطه. فقلتُ: يا أبا هريرةَ أشيءٌ سمعتَهُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: مُنتهى? الحلية».

4 - حدّثنا عليُّ بن عبد الله حدثنا سفيانُ قال: سمعتُ عبدَ الرحمن بن القاسم ـ وما بالمدينة يومئذٍ أفضلُ منه ـ قال: سمعتُ أبي قال: سمعتُ عائشةَ رضيَ الله عنها: «قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من سفرٍ وقد سَترتُ بقِرامٍ لي على سَهوة لي فيها تماثيل، فلما رآهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هتَكهُ وقال: أَشدُّ الناس عذاباً يومَ القيامة الذين يُضاهون بخلق الله. قالت: فجعلناهُ وِسادةً أو وسادَتين».

5 - حدّثنا حَجّاجُ بن منهالٍ حدَّثنا جُوَيريةُ عن نافعٍ عن القاسم عن عائشةَ رضيَ الله عنها «أنها اشترَت نمرُقةً فيها تَصاويرُ، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالباب فلم يدخُلْ فقلتُ: أتوبُ إلى الله ماذا أذنبتُ؟ قال: ما ه?ذهِ النمرُقة؟ قلتُ: لتجلِسَ عليها وتوسَّدَها، قال: إن أصحابَ هذهِ الصُّوَر يُعذَّبون يومَ القيامة، يقال لهم أحيُوا ما خَلقتم، وإنَّ الملائكة لا تدخُل بيتاً فيه الصّورة».

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير