[ما الفرق بين التأمل .... و .... الأستنباط]
ـ[محمد بن مفلح]ــــــــ[15 Apr 2006, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني في الله ما الفرق بين التأملات القرآنيه و الأستنباط؟ وهل الشروط المطلوبه في المفسر كذلك مطلوبه في المتأمل وفقكم الله؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:08 م]ـ
التأمل: الأصل فيه مادة (أمل) بمعنى الرجاء، وقالوا: (التأمل): التثبت، تقول: تأملت الشيءَ، أي: نظرت إليه مستثبتاً له، وتأمل الرجلُ: تثبت في الأمر والنظر - هكذا ورد في اللسان، وجاء في كليات أبي البقاء (التأمل): هو استعمال الفكر. ومنه نفهم أن التأمل يكون رجاءَ الفهم الثابت أو بُغية الوصول إلى إدراك معنى خفي لا يبدو من النظرة العابرة. والتأمل يثمر الفهم وقد يصاحب الفهم تسجيل مكتوب لما انكشف من معانٍ، أو مقروء، والتأمل يقع من كل أحد ثم تختلف مقادير الفهم لاعتبارات مختلفة.
أما الاستنباط فمأخوذ (أنبط) الماء إذا استخرجه، ومن هذا المعنى جاء تفسير قول الله عز وجل: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء / 83 أي: يستخرجونه. واستخراج الأحكام يلازمه التأمل لا محالة و يلزمه الكتابة أو القول المسموع فهو أعم من التأمل إذ يشمل التأمل وزيادة، وعلى ذلك فالشروط المطلوب توافرها في المفسر بدءا من التأمل وانتهاء إلى الاستنباط تجمع كل ذلك والله أعلم.
ـ[محمد بن مفلح]ــــــــ[15 Apr 2006, 11:55 م]ـ
اخي منصور مهران بارك الله فيك على هاذا التوجيه
لاكن اذا فسر الشخص آيه تفسيرآ لم يفسره أحدآ من اهل العلم المتقدمين وكذلك المعصرين فهل يمكن القول ان تفسيره جائز؟
وهل الآيه إذا جاء مايفسرها من السنه لايقبل أي تفسير لها الا ماجاء في السنه؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Apr 2006, 12:30 ص]ـ
أحسب أن أي وجه من المعاني المحتملة لدلالات الألفاظ هو جائز إن شاء الله، ولو لم يقل به أحد ممن سبقونا بالتفسير، وبهذا نعلل كثرة التفاسير وتعدد اتجاهاتها على مدى أربعة عشر قرنا؛ فكل مفسر تأمل واستنبط في ضوء ثقافة عصره وسعة علمه وإحاطته بجملة الأحكام وحاجة الناس إلى فهم متجدد لهذه الأحكام يناسب ما استجد من الحوادث: فقد أتى بالمطلوب شرعا والله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:57 ص]ـ
أخي الكريم محمد بن مفلح وفقه الله
الاستنباط في اللغة: هو الاستخراج، استفعال من أَنْبَطْتُ كذا ومنه قوله تعالى: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء: 83] أي: يستخرجونه.
وأصله من النَّبْط: وهو الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر.
وأما في الاصطلاح فقال ابن القيم (ت: 752هـ): (استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط) [إعلام الموقعين: 1/ 172].
ويشترك المعنى اللغوي والاصطلاحي في وجود المشقة التي يخرج بها المستنبط بعد أن كان خفياً، وهذه المشقة والجهد في المحسوسات تتمثل في مشقة الجسد عند استخراج الماء، وأما في الأمور المعنوية وهي محل السؤال فهي مشقة الذهن في التأمل والتدبر والتفكر لاستخراج العبر والفوائد والمعاني.
وبهذا يعلم أن التأمل باب للاستنباط وطريق إليه.
والله أعلم ..
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:00 ص]ـ
أخي منصور مهران بارك الله فيك لي تعليق على قولك: أحسب أن أي وجه من المعاني المحتملة لدلالات الألفاظ هو جائز إن شاء الله، ولو لم يقل به أحد ممن سبقونا بالتفسير، وبهذا نعلل كثرة التفاسير وتعدد اتجاهاتها على مدى أربعة عشر قرنا؛أ. هـ
وذلك أن الأصل أن يحمل معنى كلام المتكلم على مقصوده هو، وعليه فليس لأحد أن يتكلم في التفسير بما تحتمله معاني الألفاظ فإن قوما فعلوا ذلك وقعوا في الضلال والعياذ بالله.
ويدل على ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا أشكل عليهم أمر من الوحي لجئوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفسروا منه كماهو منثور في كتب السنة والتفسير وكذلك كان يفعل التابعون مع الصحابة لأنهم شهدوا الوحي والتنزيل وعلموا ما لم يعلمه غيرهم.
¥