[من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم- د. يوسف بن عبد الله الأنصاري]
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:38 م]ـ
من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم
د. يوسف بن عبد الله الأنصاري
الأستاذ المشارك بقسم البلاغة والنقد
كلية اللغة العربية- جامعة أم القرى
يتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد، وفصلين، وخاتمة.
أولا- تحدث المؤلف في المقدمة عن أهمية هذا الموضوع، وذكر أنها تعود إلى أمرين:
أولهما: لارتباطه بفقه الدلالة ... وثانيهما: لدقة مسلكه وغموضه وخفائه على بعض العلماء،
وتحدث في التمهيد عن مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة، فذكر أن الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي برفع الفاعل، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر؛ وإنما ينصبه بمعونة حرف جر، أو غيره مما يؤدي إلى التعدية .. والمتعدي هو الفعل الذي ينصب بنفسه مفعولاً به أو اثنين أو ثلاثة من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر أو غيره مما يؤدي إلى تعدية الفعل اللازم.
وفي الفصل الأول تحدث الدكتور الأنصاري عن جهود العلماء في دراسة تعدية الفعل، وذكر أن من أوائل الإشارات التي تكشف عن أسرار تعدية الفعل بحروف الجر ما ذكره الإمام الخطابي في قوله: وأما (من) و (عن) فإنهما يفترقان في مواضع كقولك: أخذت منه مالاً، وأخذت عنه علمًا. فإذا قلت: سمعت منه كلامًا، أردت سماعه من فيه. وإذا فلت: سمعت عنه حديثًا، كان ذلك عن بلاغ ..
ومن ذلك ما نقله عن الراغب من قوله في الفرق بين تعدية الفعل (راغ) بـ (إلى)، و (على)؛ كما في قوله تعالى:? فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ ? (الذاريات:26). ? فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ? (الصافات:91). وقوله تعالى: ? فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ? (الصافات: 93).
واتكأ الدكتور يوسف في هذه الدراسة- كما قال- على الزمخشري؛ لأن كثيرًا من أئمة التفسير كانوا عالة عليه؛ ولأن كتابه الكشاف يضم بين دفتيه كثيرًا من الأسرار البلاغية لحروف الجر التي تتعدى بها الأفعال ...
ومن ذلك قوله في تعدية الفعل (جرى) بـ (إلى) التي تدل على انتهاء الغاية، وباللام التي تدل على معنى الاختصاص؛ كقولك: جرى إلى أجل، وجرى لأجل.
ومن الثاني قوله تعالى:? وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ? (الرعد:2).
ومن الأول قوله تعالى:? وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ? (لقمان:29).
ومما نقله عن الرازي قوله في الفرق بين تعدية الفعل (تاب) بـ (على)، وبـ (إلى)؛ كما في قوله تعالى:? فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) (البقرة:37). وقوله تعالى:? سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ? (الأعراف:143).
ومما نقله عن أبي حيان قوله في الفرق بين تعدية الفعل (أنزل) بـ (على)، وبـ (إلى)؛ كما في قوله تعالى:? أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ? (العنكبوت:51). وقوله تعالى:? إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ? (النساء:105).
ومما نقله عن الألوسي قوله في الفرق بين تعدية الفعل (سارع) بـ (في)، وبـ (إلى)؛ كما في قوله تعالى:
? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ? (المائدة:41).
وقوله تعالى:
? وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ? (آل عمران:133).
ومما نقله عن ابن عاشور قوله في معنى الفعل (خلا) من قوله تعالى:? وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ? (البقرة:14). ثم ذكر عنه قوله: إن الفعل (خلا) يعدَّى إلى المفعول بإلى، والباء، واللام، ومن، ومع ...
وفي الفصل الثاني تحدث الدكتور الأنصاري عن أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم، وذكر من الأفعال (دخل)، و (خرج)، و (جاء)، و (أتى)، و (وذهب).
وتعليقًا على ما جاء في هذا الكتاب أقول وبالله المستعان:
أولا- ما ذكره فضيلته في التمهيد عن مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة، من قولهم: (الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي برفع الفاعل، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر؛ وإنما ينصبه بمعونة حرف جر، أو غيره مما يؤدي إلى التعدية ..
¥