[ما الفرق بين السفر والضرب في الارض؟]
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 May 2006, 12:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاحظت اخواني في الله ان الله تعالى لم يستعمل في كتابه الكريم العظيم الصيغة الفعلية من " السفر " فلم نجد أبدا (سافر , سافرتم , يسافر) ولكن نجد ان الله تعالى يقول على سبيل المثال: (وإذا ضربتم في الأرض , يضربون في الأرض , يخرج من بيته مهاجرا)
فهل من مؤمن فتح الله عليه في هذه النقطة أن يخبرنا بلطيفة هذه المسألة
و نلاحظ أيضا أن الترخيص من الله يكون دوما يأتي دوما لمن كان " على سفر " ما عدا قوله تعالى " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ....... "
فهل من أخ يوضح لنا اللطيفة والفارق وجزاكم الله خيرا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 May 2006, 03:37 م]ـ
الأصل في مادة (ضرب) الدلالة على الصوت الناشئ عن إيقاع جسم على جسم وقرعه به؛ ذلك لأن السائر يضرب في الأرض برجله، فسمي الضرب في الأرض سفرا لأن الماشي يجدّ ويضرب برجله في الأرض ليقطع المسافات الطويلة مستأنسا بوقع أقدامه وبالصوت الناشئ عنها، وقد يسمى الضرب بالرجل (ركضا) ومنه قول ربنا عز وجل: (اركض برجلك). وعللوا تسمية شركة المضاربة بذلك لأن التاجر يسافرمبعدا في طلب الربح، فقد فسروا الضرب في الأرض بالإبعاد في السفر - الرازي في تفسير الآية 156 / آل عمران - وقال عند تفسير قول الله تبارك وتعالى: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) قال: أصل السياحة الضرب في الأرض والاتساع في السير والبعد عن المدن وموضع العمارة. ا ه. وهذا يؤذن بوجود فرق بين السفر والضرب في الأرض فالسفر منه القريب ومنه البعيد، وأما الضرب في الأرض فلا يكون إلا بالإبعاد، فيشمل السفر البعيد وحده فكل ضربٍ في الأرض سفرٌ، وليس كل سفرٍ ضرباً في الأرض، لذلك اختلفت أحكامهما من حيث القصر، فالقصر رخصة الضرب في الأرض عموما، ورخصة السفر البعيد دون القريب. قلت: وإذا ورد في كلام المفسرين أن الضرب في الأرض هو السفر فهذا على عموم المعنى - كما فسره الزمخشري عند تفسير الآية 101 من سورة النساء، وكما قال الشنقيطي في أضواء البيان عند تفسير الآية 18 من سورة الكهف - ومن الفرائد لدى الطبري أنه فسر الضرب في الأرض بأن يكون في طاعة الله وطاعة رسوله، انظر ذلك عند تفسيره الآية 156 من سورة آل عمران، وفسره الشنقيطي بأنه السفر للتجارة، انظر ذلك عند تفسيره الآية 198 من سورة البقرة. وجاء في زاد المسير: في الضرب في الأرض قولان: أحدهما: أنه الجهاد وهذا منقول عن ابن عباس. والثاني: الكسب، قاله قتادة. قلت: والتساع يشملهما وهذا الأوجه في الدلالة العامة، وليس المقصود بالضرب في الأرض البر وحده فاسم الأرض يشمل البر والبحر بحسب الخلقة. هذا وبالله التوفيق.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 May 2006, 05:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
سؤال الأخ عمرو الشاعر ينم عن ذكاء في تدبر القرآن .... وسؤاله نصف الجواب.
وقد أسهب الأخ منصور في الجواب عن ثنائية (سفر/ضرب) بما لا مزيد عليه .....
ويمكن الكشف عن إيحاءات أخرى بتحويل الانتباه إلى ثنائية: (الضرب في الأرض/السير في الأرض).
فيلحظ بصورة أغلبية-لم أقم بالاستقراء التام بعد- أن:
الضرب في الأرض مقترن بالشأن العملي. المعاش.
السير في الأرض يقترن بالشأن العلمي. المعاد.
الضرب للجهاد والغزو والتجارة والانتفاع المادي ..
السير للاعتبار والعلم والمعرفة والانتفاع المعنوي ...
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ} (137) سورة آل عمران
{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (11) سورة الأنعام
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (109) سورة يوسف
¥