تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[السور المكية .. كيف نربطها بالواقع؟!]

ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[19 Apr 2006, 02:57 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

من المعلوم أنه ليس لنا أن نفسر القرآن برأينا لما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الوعيد الشديد وهو تبوء مقعده من النار ..

وكما قال الإمام أحمد: لا تقول كلاماً لم يكن لك فيه سلف ..

لكن أحياناً في حلقات القرآن أو مادة القرآن في المدارس نحتاج إلى جانب التفسير شيئاً من الربط بالواقع لنحرك به القلوب سواءً كانوا كباراً أو صغاراً ..

وكما ترون وضعت العنوان السور المكية التي ما نزلت إلا لبيان حقيقة القرآن و إثبات البعث والجزاء لكفار مكة وإثبات بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام،

فكيف بعد تفسير أيات -مثلاً- سورة النبأ وبيان شيء من الإعجاز فيها أن أربطها بالواقع ليحصل ويتحقق التدبر الذي هو هدفنا؟

مثلاً .. (وجعلنا نومكم سباتا * وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا)

كيف أربطها بالواقع؟

أعاننا الله على تدبر أياته ..

ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 Apr 2006, 03:22 ص]ـ

البناء الروحي والعقائدي للأبناء في مرحلتي الملاعبة والتعلم *

أولاً: المرحلة الأولى: (السبع سنوات الأولى)

ويليق أن نسميها: بالعقيدة في العهد المكي

وهي تنصب على: التلقين وتفعيل العقيدة الفطرية وربطها بالواقع؛ كالآتي:-

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

هذه الآية وإن كانت لها حادثة خاصة هي سبب نزولها. بيد أن الأمر أيضا من الجائز تعميمه، فإن تمسك الإنسان واعتصامه بكتاب ربه وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم كما قرر الله هداية إلى صراطه المستقيم، وبهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي)، فارتداد الإنسان عن دينه وخروجه منه لا يمكن أن يصدر إلا حال غياب هذا الإنسان عن تعاليم دينه وبعده عن كتاب ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

1 - العقيدة السليمة فطرة مركوزة في نفس الطفل يخرج بها إلى الحياة:-

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَىَ الْفِطْرَةِ فَأَبُواهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ " ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَأوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} [الروم: 30] الآية).

هذا الحديث يقرر حقيقة هامة ألا وهي أنه ما من إنسان إلا وكانت بدايته الإسلام والفطرة السليمة، والعقيدة القويمة.

ووجود الطفل في بدايته مدعماً بهذه العقيدة لهو منة كبرى من الله عز وجل، حيث أن الطفل لا يملك أدوات فهم أمور العقيدة وما يتعلق بها من أدلة وبراهين عقلية أو نقلية.

واعتمادا على وجود هذه العقيدة مغروسة في نفس الطفل.

وبالتأمل في حكمة وجودها في الطفل دون الحاجة لتلقنه إياها.

يمكن القول بأن تجنيب الطفل الخوض في مسائل إثبات وجود الله تعالى أمر مقصود، إذ أن العقيدة السليمة موجودة بالفعل على سبيل الإجمال، وهذا هو أهم ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة من عمره.

2 - الإهمال وأثره على تبلد الحس الفطري بالعقيدة:-

من الممكن أن تظل هذه العقيدة التي فطر الله الخلق عليها مركوزة في نفس الإنسان كامنة بداخله، بحيث تتحول مع مرور الأيام إلى إحساس دفين مغيب عن الحس الواقعي، ما لم تخرج وترتكز في العقل الواعي، ويتشبعها ويصقلها بما يدلل عليها من الأدلة النقلية والعقلية.

فيروى أنه قد سأل رجل الإمام جعفر الصادق عن الله عز وجل، فقال الإمام للسائل: ألم تركب البحر يوما؟ قال: بلى، فقال له: فهل حدث لك مرة أن هاجت بك وبمن معك الريح العاصف؟ قال: نعم، فقال له: وهل انقطع بك الأمل أنت ومن معك في النجاة؟ قال: نعم، فقال له: فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينقذكم مما أنتم فيه من البلاء؟ قال: نعم، فقال له الإمام جعفر: فذلك هو الله.

في هذا المثال: نرى أن السائل إنسان جاء يسأل عن الله تعالى على الرغم من أن بدايته شأن غيره الفطرة السليمة النقية، ومع وجود الكثير الذي شاهده في الحياة وتعلمه مع مرور الأيام، فإنه يسأل عن وجود الله وحقيقته.

وهذا سببه شيء واحد: أنه لم يتم تفعيل العقيدة عند هذا الإنسان من صغره، بحيث لم تنمو العقيدة في نفسه،

المصدر:

http://www.yah27.com/vb/printthread.php?t=5787

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير