[قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف]
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:31 ص]ـ
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف للزمخشري
ألف الزمخشري تفسيرا يسمى "الكشف عن حقائق التنزيل،وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" وسمي فيما بعد تفسير الكشاف اختصارا وهذا التفسير جاء تلبية لمطلب بعض معاصريه من المعتزلة،
يجد القارئ في هذا التفسير مئات من الأحاديث، والآثار، وقد قام ابن حجر العسقلاني [ت:852هـ] بتتبع الأحاديث التي استشهد بها الزمخشري، وعمل على تخريجها، ويلاحظ أن الاستشهاد بالحديث النبوي عند الزمخشري جاء ليحقق أغراضا عدة منها:
? ذكْر الحديث لتأكيد وجهة نظر الزمخشري في تفسيره للآيات:
من ذلك أنه حاول عند تفسيره لقوله تعالى:) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) ([البقرة] أن يكشف عن الغرض من ذكر الصلاة، والصدقة -التي هي الإنفاق -دون غيرهما قائلا: «وذكَر الصلاة والصدقة؛لأن هاتين أُمَّا العبادات البدنية والمالية» ثم جاء ليؤكد هذا بذكره للأحاديث التي تعلي من شأن الصلاة والصدقة «ألم تر كيف سمى رسول الله r [ الصلاة] عماد الدين، وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة؟ وسمى الزكاة قنطرة الإسلام ... فلما كانتا بهذه المثابة ... استغنى عن عدَّ الطاعات بذكر ما هو كالعنوان لها» ‹1 ›.
وبهذا ذكر الزمخشري حديثين في أهمية الصلاة، وواحدا في الزكاة، وعند البحث في تخريج هذه الأحاديث نجد الحديث الأول بهذا اللفظ «الصلاة عماد الدين،والجهاد سنام العمل والزكاة تثبت ذلك»، وهذا الحديث بهذا اللفظ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ‹ 2›،والحديث الثاني لم يصرح به، وإنما أشار إلى معناه، وقد ورد عن النبي r حديثان يحققان هذا المعنى:الأول: عن جابر بن عبد الله قال: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاة» ‹ 3›،والثاني «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر» َ‹4 ›.
أما حديث الزكاة فقد روي عن أبي الدرداء عن النبي r قال: «الزكاة قنطرة الإسلام»، وهو حديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا‹5 ›.
والناظر إلى الأحاديث المبثوثة في الكشاف يجد أن أكثرها جاء لتدعيم وجهة نظره في التفسير.
? إيراد الحديث من أجل الحكم الفقهي:
من ذلك أنه عندما وصل في تفسير سورة الفاتحة إلى قوله تعالى:) ولا الضالين (أورد حديث «وائل بن حجر أن النبي r كان إذا قرأ:ولا الضالين،قال آمين ورفع بها صوته» ‹ 6›،وهذا الحديث أورده كحجة لمذهب الشافعي في جهره بآمين في أثناء الصلاة ‹ 7›.
ومن ذلك أيضا ذكر العدة عند تفسيره لقوله تعالى:) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ([الطلاق]،وأورد حديث «أم سلمة أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال، فذكرت ذلك لرسول الله r فقال لها: «قد حللت فانكحي» ‹ 8›،وهذا الحديث جاء لذكر بيان عدة الحامل المتوفي عنها زوجها‹9 ›.
? الاستشهاد بالحديث لبيان فضيلة الآية التي يفسرها، أو السورة التي يفرغ من تفسيرها:
من ذلك قوله إثر فراغه من تفسير سورة "الزخرف": «عن النبي r من قرأ سورة الزخرف، كان ممن يقال له يوم القيامة) يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) ([الزخرف]،ادخلوا الجنة بغير حساب» ‹ 10›.
ومن ذلك قوله في ذكر فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة: «وعنه عليه السلام من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» ‹ 11›.
? إيراد الحديث لرده أو الاعتراض على ظاهره:
¥