[عادات القرآن]
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[25 Apr 2006, 04:49 م]ـ
إخواني في ملتقى أهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله:
أريد أن أطرح عليكم موضوعا، وأرجو من المشايخ، والإخوة الأفاضل أن ينبهوا على هذا الموضوع إن كان قد طرح من قبل، فنطوي الحديث عنه، وإن لم يكن كذلك فلينشطوا بالمشاركة في هذا الموضوع الذي له أهمية بالغة تعين على فهم القرآن الكريم، وتفتح لنا من كنوز هذا الكتاب العظيم.
هذا الموضوع عنوانه "عادات القرآن الكريم " يقول العلامة الطاهربن عاشور:
"يحق على المفسر أن يتعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه، وقد تعرض بعض السلف لشيء منها، فعن ابن عباس: كل كأس في القرآن فالمراد بها الخمر، وذكر ذلك الطبري عن الضحاك أيضا.
وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال " قال ابنُ عُيينة: ما سمّى اللَّهُ مَطَراً في القرآن إلاّ عذاباً، وتُسمِّيه العربُ الغَيثَ، وهو قوله تعالى: {وَهُوَ ?لَّذِي يُنَزِّلُ ?لْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ} (الشورى: 28).
وعن ابن عباس أن كل ما جاء من " يا أيها الناس .. " فالمقصود به أهل مكة المشركون.
وقال الجاحظ في البيان وفي القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس ".
قلت: والنفع والضر، والسماء والأرض، وذكر صاحب الكشاف وفخر الدين الرازي أن من عادة القرآن أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة، ويكون ذلك بأسلوب الاستطراد والاعتراض لمناسبةالتضاد، ورأيت منه قليلا في شعر العرب كقول لبيد:
فاقطع لبانة من تعرض وصله **** ولشر واصل خلة صرامها
واحب المجامل بالجزيل وصرمه **** باق إذا ظلعت وزاغ قوامها.
وفي الكشاف في تفسير قوله تعالى: "فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى? بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ... " الآية: جيء به ماضيا على عادة الله في الأخبار، وقال فخر الدين الرازي في تفسير قوله تعالى: " يَوْمَ يَجْمَعُ ?للَّهُ ?لرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ .... " الآية من سورة العقود: " عادة هذا الكتاب الكريم أنه إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع ".
وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعهاومنها أن كلمة "هؤلاء " إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: " بَلْ مَتَّعْتُ هَـ?ؤُلاَءِ وَءَابَآءَهُمْ حَتَّى? جَآءَهُمُ ?لْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ " وقوله: "فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـ?فِرِينَ ".
وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك.
وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، انظرقوله تعالى:"وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها "إلى قوله:" أنبئهم بأسمائهم " انتهى كلامه رحمه الله من كتاب التحرير والتنوير (1/ 69) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال كعب بن مالك رضي الله عنه:
جارعلى منهج الأعراب أعجزهم **** باق مدى الدهر لا يأتيه تبديل
بلاغة عندها كعّ البليغ فلم **** ينبس وفي هديه طاحت أضاليل
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Apr 2006, 05:28 م]ـ
من مهمات التفسير: معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2279&page=1&pp=15)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[25 Apr 2006, 05:41 م]ـ
شيخنا المشرف أبا مجاهد: جزاك ربي أفضل الجزاء، وأوفره فلنحي هذا الموضوع من جديد، وإليك هذه الإضافة الجديدة.
بسم الله, والصلاة والسلام على رسول الله:
وليفتح الباب بهذه:
جاء في صحيح البخاري في كتاب الصوم: باب فضل ليلة القدر
قالَ ابنُ عُيَينةَ: ماكان في القُرآنِ " وَمَآ أَدْرَاكَ " فقد أعلمَه، وما قال: " وَمَا يُدْرِيكَ " فإِنه لم يُعْلِمْهُ "
إذا تصفحنا المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم نجد هذه النتائج:
- تكررت كلمة " أدراك " في القرآن (13) مرة، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضعين، وذلك في قوله تعالى " وَ?لسَّمَآءِ وَ?لطَّارِقِ. وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ?لطَّارِقُ. ?لنَّجْمُ ?لثَّاقِبُ "
[الطارق:1 - 2 - 3]
- وقوله "إِنَّا أَنزَلْنَـ?هُ فِى لَيْلَةِ ?لْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ?لْقَدْرِليلة القدرخَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ "
[القدر:1 - 3]
- تكررت كلمة " يدريك " في القرآن (3) مرات، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى في حق ابن أم مكتوم رضي الله عنه: " عَبَسَ وَتَوَلَّى?. أَن جَآءَهُ ?لأَعْمَى?. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى?. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ?لذِّكْرَى? " [عبس: 1 - 2 - 3 - 4]
فهل هذه العادة التي ذكرها سفيان بن عيينة صحيحة؟
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول الإمام الشاطبي:" من زاول كلام العرب وقف من هذا على علم " الموافقات ص:267
¥