تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يصح قول (براءة الذئب من دم يوسف) مع أنه لم تحصل المهاجمة؟]

ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Apr 2006, 09:34 م]ـ

كثيرا مانسمع هذه العبارة عند ارادة تبرأة الرجل مما علق به من تهمة، فيقال:

(هذا الرجل برئ من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف).

اي كما أن الذئب برئٌ من دم يوسف عليه السلام، فهو لم يأكل يوسف عليه السلام كما قال اخوته (فأكله الذئب)؛ فكذلك هذا الرجل برئ.

فهل تصح هذه العبارة مع أنه لا ذئب، ولا دم، ولا مهاجمة، ولا أكل، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام؟.

ما رأي الأفاضل؟.

ملحوظة:

سبق طرح الإشكال، لكن أعيد طرحه للمشايخ الفضلاء رجاء الإستزاده من أصحاب التخصص.

ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[26 Apr 2006, 02:33 م]ـ

لايظهر لي في هذه العبارة بأس، وأما قولك: (مع أنه لا ذئب، ولا دم، ولا مهاجمة، ولا أكل، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام؟) فيحاب: بأنه لو كان كذلك لم يكن الذئب بريئاً، ولم يصح المثل.

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:14 ص]ـ

الشيخ الدكتور / إبراهيم الحميضي

جزاكم الله خير الجزاء.

وجه الإشكال هو عدم المناسبة - فيما يظهر لي -.

فلو كان هناك ذئب حقيقي، وفي قميص يوسف عليه السلام دم حقيقي، ولم يكن هناك إعتداء، لكان من الممكن أن نقول: (إن الذئب يريء من دم يوسف).

فالذئب موجود، والدم موجود، لكن لا علاقة بينهما، فنُفيت تهمة (أن الذئب أصاب يوسف عليه السلام وخرج منه الدم).

لكن لم يكن هناك ذئب، ولا دم، ولا قميص ممزق!!.

فحصل الإشكال لصاحبك.

ولعلك - إن أذنت لي - أبين بالمثال وجه الإشكال (بالنسبة لي):

لو قيل:

فلان بريء من التهمة كبراءة (سعيد من دم زيد) لقيل وما مناسبة التشبيه، فالمشبه به (سعيد وزيد) لم يحدث بينهما دم حتى يتم النشبيه بهما، بل لا يوجد رجل اسمه سعيد حتى يتم ذكره في المثل.

وأنا متعلم فاعذرني.

زادك الله من فضله.

ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:11 م]ـ

بسم الله شيخنا المسيطير، لقد وقفت طويلا أمام هذا المثل، والأمر ببساطة أن العرب تتوسع في الأمثال

قال الميداني: قال إبراهيم النظام: يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام:

- إيجاز اللفظ

- إصابة المعنى

- حُسْن التشبيه

- جَوْدة الكناية

فهو نهاية البلاغة " (1).

ومن نظر في أمثال العرب، علم أنها لا تشترط في المثل أن يكون صحيحا، بل فيها الغث والسمين، والجاهلي والإسلامي، ومنها ما اشتمل على خرافات الأعراب، وعربدة السكرى، وهذيان المجانين، ومنها ما كانت تكتبه الأعراب في خرزات للإستشفاء بزعمهم، وكثيرمن الأمثال جارية على ألسن العرب، وهم لايريدون وقوع الأمر. ألا تراهم يقولون: " لا أَرْضَ لك، ولا أُمَّ لك، ويعلمون أن له أرضاً، وأماً ".جاء في مجمع الأمثال: " قال المبرد: سمع أعرابي في سنة قَحْط بمكة يقول.

قد كُنْتَ تَسْقِيَنا فما بَدَا لَكَا **** رَبَّ العباد ما لَنَا وما لَكَا.

أنزل علينا الغيث لا أبا لكا.

قال: فسمعه سليمان بنُ عبد الملك فقال: أشهد أنه لا أبا له ولا أم ولا ولد ".

واخترت لك من هذا السفر العظيم هذا المثل الذي هوقريب من لقبي، قالت العرب:" جَاءَ بأُمَّ الرُّبَيْقِ عَلَى أُرَيْقٍ "

قال أبو عبيد: أم الرُّبَيْقِ الداهية، وأصله من الحيات. قلت: هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويَدُور به كالرِّبقْةَ، ورَبَقْتُ فلاناً في هذا الأمر، أي أوقعته فيه حتى ارْتَبَقَ وارْتَبَكَ، فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها، وأما أُرَيْق فأصله وُرَيْق تصغير أَوْرَق مُرَخَّما، وهو الجمل الذي لونُه لونُ الرمادِ، وقال أبو زيد: هو الذي يَضْرِب لونُه إلى الخضرة، فأبدل من الواو المضمومة همزة، كما قالوا: وُجُوه وأُجُوه ووُقِّتَتْ وأُقِّتَتْ، قال الأصمعي: تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغُولَ على جمل أورق " (2)

ــــــــــــــــــ

(1) مجمع الأمثال للميداني (1/ 14)، وقد حوى هذا السفر العظيم (6000) مثل.

(2) مجمع الأمثال (1/ 261)

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:47 ص]ـ

السلام عليكم ....

ما استشكله الأخ المسيطير متفرع عن إشكال آخر وهو دلالة اللام في كلمة "الذئب"

-لا يجوز أن تكون للاستغراق ...

-لا يجوز أن تكون اللام للجنس ....

-لا يجوز أن تكون للحقيقة الذهنية ..

-يبقى أن تكون عهدية .... لكن أي عهد؟

احتمالان:

-أن يكون هناك ذئب معروف في بادية الشام فاتهمه إخوة يوسف زورا ..... وهذا الاحتمال ضعيف في نظري.

-أن الذئب فرد متوهم اختلقه خيال الاخوة ليحملوه وزر قتل يوسف. فهو ذئب اعتباري لا يوجد في الخارج ....

فيكون المعنى: بريء براءة الذئب الذي فكر فيه الاخوة وتوهموه ....

وعليه يكون استشكال الاخ المسيطير في محله .... والله اعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير