"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Mar 2006, 07:07 ص]ـ
السلام عليكم
أرغب أن أعرف توجيهكم لقوله تعالى (لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ) 233 البقرة من حيث استخدام الحق للتركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وعدم استخدامه للفظة "والد"
وقد وردت لفظة والد في الكتاب دالة على من له صفة الوالدية من حيث التناسل ذكرا كان أو أنثى كما في قوله (("واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً" لقمان: 33،)
فهل يمكن لي أن أفهم أنّ القرآن الكريم إن أراد ذكر الأب البيولوجي استخدم التركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وإن أراد الحديث عمن يحمل صفة الوالدية ذكرا أو أنثى استخدم لفظة "والد"
بالإنتظار
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 Mar 2006, 07:29 م]ـ
الأخ الفاضل جمال
السلام عليكم ورحمة الله
قد يراد بقوله تعالى: (المولود له)، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم، فمع أن الوالدة هي التي ولدت، لكن المولود للأب.
ثم إن الولد ينتسب لوالده برابطة التوالد والنسب، فهو المسؤول عنه، وهو الذي يتكفله ويرعاه، فهو ليس مولوداً للأم، وإنما مولود للأب، فالأم والدة والأب مولود له!
ولما كان من المحتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة، قال تعالى: (والوالدات) بالجمع لتشمل كل الزوجات، وقال: (وعلى المولود له) خاصّة بواحدة من الزوجات.
وكما ترى فإن لفظة (والد) لا تفي بهذه المعاني، لأنها قد تُطلق في القرآن الكريم على الأب والأم معاً، كما في قوله تعالى: (وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون)، وقوله: (وبالوالدين إحساناً).
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:07 م]ـ
الأستاذ الفاضل لؤي
قولك (قد يراد بقوله تعالى: (المولود له)، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم، فمع أن الوالدة هي التي ولدت، لكن المولود للأب.)
لا أظنّ أنّه مراد السياق بأيّ نوع من أنواع الدلالات---لأنّ الآية تناولت جانبين متساويين من علاقة كل منهما بولده
"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا "
"وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"
فلا يستخدم الولد من قبل المرأة للإضرار بالوالد "الأب"
ولا يستخدم الولد من قبل الرجل للإضرار بالوالدة
فلا أجد مسوغا أنّ السياق أراد أن يشعرنا بأفضلية الوالد من حيث ترسيخ فكرة أنّ الولد له فاستخدم تركيب "مولود له"
أنت مؤدب جدا معي ولا تنتقد قولي مع أنّي أريدك أن تفعل
ـ[روضة]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:47 م]ـ
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ (233) البقرة
جاء في القرآن الكريم لفظ (الأمهات) في بعض المواضع، ولفظ (الوالدات) في مواضع أخرى، وأحياناً يعبر القرآن بكلمة (الوالد)، ومرتين جاءالتعبير القرآني بـ (المولود له).
في الآية الكريمة السابقة أتى القرآن الكريم بلفظة (الوالدات) ولم يأتِ بلفظة (الأمهات) التي جاء بها في سياق الحديث عن المحرمات من النساء، لما أن كل كلمة ملتحمة في سياقها، تنتظم فيه انتظامَ الدرة في سلكها، وعن الحكمة البيانية وراء هذا الاختيار قال الأستاذ الدكتور فضل عباس: "إن كلمتي (آباء وأمهات) في قول الله تعالى: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ (23) النساء، لاشك بأنهما أجمل إيقاعاً، وأعذب نطقاً من كلمتي (والدات) و (والدين)، ولكننا نقرأ قول الله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِلِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، فنجد أن هاتين الكلمتين: (والدات)، و (المولود له) جاءتا من حيث الخفة والجرس بما لا مزيد عليه من جمال وروعة، ولكن ليس من أجل تلك الخفة وذلك الجمال الإيقاعي فحسب جاءت كل كلمة في موضعها، ذلك لأن (الآباء) و (الأمهات) جاءا في سياق التحريم، ففيهما من الإجلال والتنفير ما لا مزيد عليه، وكذلك كلمتا (الوالدات) و (المولود له)، فيهما من العاطفة والحنان والتذكير والرحمة ما لا مزيد عليه كذلك" أ. هـ. [بحث (الكلمة القرآنية)، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، ص56].
وأُضيف إلى هذا أنه أتى في سياق التحريم باللفظة التي تدل على الأصل، وهي (الأمهات)؛ للإشارة إلى سبب التحريم، حيث إنها هي الأصل، فكيف يتزوج الفرعُ الأصلَ! أما في سياق الرضاعة فجاء بما هو أصل الرضاع وسببه، وهو الولادة، فقال: (والوالدات).
================
أما (المولود له) فهو الوالد، وعبّر به للإعلام بعلة الوجوب، فهذا الولد يُنسب لأبيه، ومنافعه تعود على إليه، فهو الحقيق بهذا الحكم، الجدير برعايته، قال أبو حيان: "ولطيفة في قوله: (وعلى المولود له) وهو أنه لمّا كُلّف بمؤن المرضعة لولده من الرزق والكسوة، ناسب أن يُسلَّى بأن ذلك الولد هو وُلِد لك لا لأمه، وأنك الذي تنتفع به في التناصر وتكثير العشيرة، وأن لك عليه الطواعية كما كان عليك لأجله كلفة الرزق والكسوة لمرضعته" [البحر المحيط، (500:2)].
واللام مشعرة بالنفع الحاصل من الولد، فهي تُستعمل في النفع [ينظر: فوائد في مشكل القرآن، ابن عبد السلام، ص100].
ودلالة اسم المفعول (المولود له) أكثر توكيداً للمعنى وإثباتاً له وتقريراً من دلالة الفعل في (وُلد له).
¥