[كلفت بموضوع حول: علاقة أسباب النزول بعلم التاريخ فهل من مفيد في الموضوع جزاكم الله؟]
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
إخوتي الكرام:
في جدل دار بيني وبين بعض المتفيقهين حول أسباب النزول وأهميتها في فهم النص القرءاني، وعلاقتها بالسيرة النبوية، ودورها في كتابة تاريخ الإسلام، وقد وصل بيني وبينه الأمر إلى درجة التحدي بدعوى أن المدعي يلزمه الدليل والحجة، وأنا في زعمه مدع، وقد بدأت في البحث في الموضوع لكن ما وصلت إليه لم يشف غليلي بعد، فهل من معين ومفيد؟، لعله يكتب له من الأجر نصيب إن شاء الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:50 ص]ـ
أخي الكريم
مرادك غير واضح، هل تريد أن تثبت علاقتها بالتاريخ، أو تريد أن تثبت أنها من الأمور التي يُبنى عليها التفسير، ولا يمكن أن تنفك عنه؟
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[04 Apr 2006, 11:12 ص]ـ
أخي مساعد:
حبذا لو أنال الحسنيين معا، أكرمك الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:19 م]ـ
السلام عليكم
أسباب النزول جزء من التاريخ الإسلامي---والتاريخ الإسلامي المعتبر هو التاريخ الذي جاءنا بطريق الرواية المسندة كروايات السيرة النبوية---ويجب أن تحاكم الروايات التاريخية بتفس طريقة محاكمة أهل الحديث للسنة النبوية
ـ[الكشاف]ــــــــ[09 Apr 2006, 09:02 ص]ـ
دراسة أسباب النزول يلزم منها معرفة تأريخ هذا السبب الذي نزلت فيه الآيات، وإذا تتبعت حوادث النزول ورتبتها استفدت منها في علم التاريخ من هذا الجانب، ولكن في إضفاء هذه الأهمية البالغة لأسباب النزول من هذه الجهة نوعٌ من المبالغة، والإسراف في أي أمر من الأمور مدعاة إلى الخروج عن حد الموضوعية. نعم أسباب النزول لها فائدة ظاهرة في الاستدلال التاريخي لكن في حدود الصحيح منها الذي عرف تاريخه.
والذي أعرفه من الدراسات التأريخية للعصر الإسلامي أنها لا تغفل ذلك، وإن كانت لا تركزعليه بالشكل الذي أراده الأخ حميتو كما يظهر لي.
ولعل في ما كتبه الدكتور خالد المزيني في أسباب النزول تناول للموضوع من بعض جوانبه وإن لم يركزعليه.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[03 Jun 2006, 06:50 م]ـ
السيرة النبوية لابن هشام بتحقيق مصطفى السقّا وعبدالحفيظ شلبي وإبراهيم الأبياري مصدر عظيم من مصادر أسباب النزول لا يسوغ إهماله ولا تجاهله أو إغفاله. ذلكم أن ابن هشام قد اعتاد- نعم العادة -أن يذكر ما نزل من القرآن في أحداث السيرة التي يذكرها،
ومن مصادر أسباب النزول كتاب تاريخ الطبري أيضاً. أما التفاسير فلا يغفل عنها.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Jun 2006, 12:29 ص]ـ
لعل المقصود أخي يوسف بعلاقة أسباب النزول بالتاريخ ما يردده العلمانيون من دعوى تاريخية القرآن الكريم ومستندهم في ذلك على علوم القرآن عموماً: المكي والمدني والناسخ والمنسوخ وما نزل على ألسنة الناس، وأيضاً: أسباب النزول ...
فهم يعتبرون القرآن الكريم نصاً تاريخياً لأنه نزل استجابة لمواقف معينة أو حوادث أو وقائع وغير ذلك ...
فأسباب النزول هي إحدى القضايا التي يتعلق بها العلمانيون للقول بتاريخية القرآن الكريم أي: عدم صلاحه لكل العصور وإنما يقتصر به على عصر النزول فقط.
وقد ناقشت هذه المسألة مع العلمانيين في رسالتي
وهناك دراسات في ذلك أعني تعلق العلمانيين بأسباب النزول:
منها: أسباب النزول بين الفكر الإسلامي والخطاب العلماني للدكتور محمد سالم محمد.
وقد استقرأ الدكتور محمد عمارة الآيات التي لها أسباب نزول في القرآن الكريم عند كل من الواحدي والسيوطي فوجد أن نسبة اللآيات التي لها أسباب نزول عند الواحدي لا تزيد على 7 بالمائة من مجموع آيات القرآن الكريم أما عند السيوطي وهو يعتبر من المكثرين فالنسبة لا تزيد على 14 بالمائة ...
هذا فضلاً عن أن كثيراً من أسباب النزول هي في الحقيقة مناسبات نزول وأن قول الصحابي في كثير من الأحيان نزلت الآية في كذا يعني أن الآية تتحدث عن الموضوع لا أنها سبباً لنزولها.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Jun 2006, 12:14 م]ـ
أشكر أخي الدكتور احمد على هذا التنبيه، وأضيف فأقول:
إن علاقة أسباب النزول بالتاريخ لا تخفى ولا تُنكر، فأسباب النزول حوادث تاريخية، لكن لا يعني هذا انتهاء الحدث والحكم الذي خرج بسببها، وعلى هذا سار علماء الإسلام في أسباب النزول، واعتمدوا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهذا لا يخفى على دارس في الشريعة الإسلامية.
وهؤلاء العلمانيون لا يصدرون عن بحث وتحقيق علمي رصين، فالنتيجة مسبقة قبل البحث، لذا يعمدون إلى التهويل في طرح القضية التي يطرحونها حتى يكاد القارئ الذي لا علم عنده يتلقف هذا الكلام على أنه حق لا مرية فيه، والأمر ليس كذلك.
ولقد أحسن من بين نسبة الآيات التي اعتمدت على سبب إلى نسبة الآيات التي لم تنزل على سبب، فنتيجة هذه النسبة تدحض هذا الزعم.
ومما يحسن في مثل هذا الحال أن لا يجرنا قول العلمانيين إلى كثرة النقد في أسباب النزول بلا علم، فمرجع معرفة السبب إنما هم علماء التفسير والحديث العارفون بالآثار، وأهل التخصص هم الحكم في هذه الأمور التخصصية، كما أن أهل الطب هم الأعلم بالأمور الطبية.
ولست أعني أن لا يجتهد مجتهد في دراسة أسباب النزول، أو أن أُحجِّر على باحث في هذا الأمر، لكن المراد أن لا يُغفل قول أهل الاختصاص، وتُترك الاستفادة منهم.
وإنَّ مما يحسن علمه في أسباب النزول: أن عبارات النزول من أشدِّ مسائل علوم القرآن إشكالاً، إذ لا يلزم أن تدل صيغ النزول الصريحة (فنزلت، فأنزل الله) على السببية مطلقًا، فضلاً عن صيغة (نزلت في كذا، نزلت في فلان)، وهذه الصيغ إنما هي قرائن قوية في إرادة السببية، ثم يُبحث في قضايا أخرى تتعلق بالآية كسياقها ووقت نزولها وغير ذلك لأجل ثبوت السببية.
فائدة: لقد توسع الكلبي ومقاتل بن سليمان في ذكر نسب من ذُكروا في أسباب النزول أو من أبهموا في القرآن، وذلك لعلمها بالأنساب، فزادوا في ذكر هذه الفائدة، وإن كانت خارج حد أسباب النزول.