تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ"

ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[30 Mar 2006, 11:01 م]ـ

السلام عليكم

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ",هذه الآية نزلت في حق سيدنا داود فالهاء في آتيناه عائدة على النبي داود ,والحكمة: قيل هي النبوة وكمال العلم، وإتقان العمل، والإصابة في الأمور، أو: الزبور وعلم الشرائع, واما فصل الخطاب فقد قيل ان الفصل معناه القطع وقيل انه تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه ,والخَطب والمخاطبة والتخاطب المراجعة في الكلام ,ويصبح معنى الآية:إن الله أخبر أنه آتى داود صلوات الله عليه فصل الخطاب، والفصل: هو القطع، والخطاب هو المخاطبة، ومن قطع مخاطبة الرجل الرجل في حال احتكام أحدهما إلى صاحبه قطع المحتكم إليه الحكم بين المحتكم إليه وخصمه بصواب من الحكم، ومن قطع مخاطبته أيضاً صاحبه إلزام المخاطب في الحكم ما يجب عليه إن كان مدعياً، فإقامة البينة على دعواه وإن كان مدعى عليه فتكليفه اليمين إن طلب ذلك خصمه. ومن قطع الخطاب أيضاً الذي هو خطبة عند انقضاء قصة وابتداء في أخرى الفصل بينهما بأما بعد.

وهناك من قائل يقول:الفصل: التميز بين الشيئين. وقيل للكلام البين: فصل، بمعنى المفصول كضرب الأمير، لأنهم قالوا: كلام ملتبس، وفي كلامه لبس. والملتبس: المختلط، فقيل في نقيضه: فصل، أي: مفصول بعضه من بعض، فمعنى فصل الخطاب البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه ومن فصل الخطاب وملخصه: أن لا يخطىء صاحبه مظانّ الفصل والوصل، فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه، ولا يتلو قوله:" فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ", [الماعون: 4] إلا موصولاً بما بعده.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير