وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:39 م]ـ
قال تعالى
(وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) 8 الحديد
قال فيها ابن عطيّة في المحرر الوجيز
(وقوله: {إن كنتم مؤمنين} قال الطبري المعنى: إن كنتم مؤمنين في حال من الأحوال فالآن.
قال القاضي أبو محمد: وهذا معنى ليس في ألفاظ الآية وفيه إضمار كثير، وإنما المعنى عندي أن قوله: وإن الرسول {يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين}، يقتضي أن يقدر بأثره: فأنتم في رتب شريفة وأقدار رفيعة إن كنتم مؤمنين، أي إن دمتم على ما بدأتم به.)
وهو في قوله هذا يعترض على قول الطبري فيها على أساس أنّ المعنى الذي قاله الطبري لا تحتمله ألفاظ الآية وفيه إضمار لمعظم الجملة التي قالها
ترى هل هو مصيب في نقده؟؟
بالإنتظار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Apr 2006, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم
رأيت أن أنقل لكم قول الطبري بدقة من تفسيره ---
قال (وقوله: {إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يقول: إن كنتم تريدون أن تؤمنوا بالله يوماً من الأيام، فالآن أحرى الأوقات، أن تؤمنوا لتتابع الحجج عليكم بالرسول وإعلامه، ودعائه إياكم إلى ما قد تقرّرت صحته عندكم بالإعلام والأدلة والميثاق المأخوذ عليكم)
ولو قارناه بما أسنده ابن عطية له (قال الطبري المعنى: إن كنتم مؤمنين في حال من الأحوال فالآن.) لوجدنا أنّ المعنى متقارب
وتوجيه ابن عطيّة للجملة القرآنية "إن كنتم مؤمنين"
متناولا في معناها أثر الآيمان على ارتفاع الأقدار والمراتب توجيه يدعمه سياق الآية المتضمن الحث والحض على الآيمان---فسياق الآية في نظري لا يتضمن التعريض والتوبيخ إنما الإستمالة والترغيب
وأضع نصب أعينكم رأي ابن عاشور فيها الذي جعل السياق استفهاما يتضمن التوبيخ---
قال (ظاهر استعمال أمثال قوله: {وما لكم لا تؤمنون} أن يكون استفهاماً مستعملاً في التوبيخ والتعجيب، وهو الذي يناسب كون الأمر في قوله: {آمنوا بالله ورسوله} مستعملاً في الطلب لا في الدوام.)
وقال (ماذا يمنَعكم من الإيمان وقد بين لكم الرسولُ من آيات القرآن ما فيه بلاغ وحجة على أن الإِيمان بالله حق فلا عذر لكم في عدم الإِيمان بالله فقد جاءتكم بينات حقّيّته فتعين أن إصراركم على عدم الإِيمان مكابرة وعناد.)
وقال (واسم فاعل في قوله {إن كنتم مؤمنين} مستعمل في المستقبل بقرينة وقوعه في سياق الشرط، أي فقد حصل ما يقتضي أن تؤمنوا من السبب الظاهر والسبب الخفي المرتكز في الجبلة)
فهل معنى الآية الإجمالي---"أوبخكم على عدم آيمانكم مع توافر الدلائل في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي ما خلق الله في جبلتكم وهذا يعني أنّه قد حصل ما يقتضي آيمانكم فآمنوا"؟
كما يقتضيه قول ابن عاشور فيها
أم هل معنى الآية الإجمالي "أرغبّكم بالآيمان فقد توفرت دلائله في دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلم وفي ما خلق الله في جبلتكم فإن آمنتم رفعنا قدركم ومراتبكم"؟؟
بالإنتظار