صدر حديثاً كتاب (الدُّرَّةُ في تفسير سورة البقرة) للأستاذة ميادة الماضي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2006, 03:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت عن مؤسسة الرسالة في بيروت، الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب (الدرة في تفسير سورة البقرة) للأستاذة ميادة بنت كامل الماضي. وهذا الكتاب تفسير موضوعي لسورة البقرة، صنفته المؤلفة لطالباتها في مراكز القرآن الكريم، ليكون عوناً لهنَّ على الحفظ وإتقانه، مع فهم معاني القرآن الكريم فهماً صحيحاً ميسراً، مستعينة على ذلك بتقسيم السورة إلى مقاطع مترابطة موضوعياً.
http://www.tafsir.net/images/dorrahbagarah.jpg
ويقع الكتاب في مجلد من القطع العادي، وبلغت صفحاته 567 صفحة، وطباعته أنيقة، وورقه فاخر. وقد قدم للكتاب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي، وأثنى عليه خيراً، وأشار إلى أن المؤلفة في منهجها الذي سارت عليه، وهدفها الذي قصدته من الكتاب (مبتكرة لم تسبق إلى هذا، وهي حين تقدمه لا تقدمه للتجربة، بل تقدمه بعد أن جربته مراراً، ورأت آثاره وفائدته، فأرادت أن يعم أثره ونفعه).
وقد بينت المؤلفة هدفها من تصنيف الكتاب فقالت: (وقد سلكتُ في هذا الكتاب مسلكاً يتناسب مع الهدف الذي قصدته من جمعه، ألا وهو أن يكون دليلاً لكل من أراد أن يحفظ كتاب الله بأن يكون حفظه معتمداً على تقسيم الآيات حسب المعاني التي اشتملت عليها) وقد أشارت المؤلفة إلى تجربتها في التدريس في دور القرآن الكريم، ورغبتها في علاج مشكلة ضعف الحفظ، وسرعة تفلته عند الطالبات فقالت: (ومما حثني على كتابته ما لمسته من ضعف الحفظ، وسرعة تفلته عند كثير من الحفظة، وذلك من خلال عملي بالتدريس في دور القرآن لعدة سنوات، وقد اتبعتُ هذه الطريقة في تدريسي ولقيت نجاحاً كبيراً بفضل الله وتوفيقه). فهي بهذا لا تطرح الكتاب للتجربة، وإنما جربته مراراً فرأت فائدته، ونجاعته فرأت نشره لينتفع به الجميع، وقد أشارت في رسالة لها إلى أن الكتاب مقرر في عدد من دور تحفيظ القرآن الكريم في الرياض وفي غيرها من مناطق المملكة، مما يدل على ما لقيه ولله الحمد من قبول.
وقد سارت فيه المؤلفة على منهجٍ ذكرته في تقديمها فقالت - مع تصرف واختصار -:
1 – اعتمدت في تفسيري هذا على طريقة تقسيم السورة إلى معانٍ رئيسة، يشتمل كل منها على معانٍ داخلية، مع الإشارة إلى الآيات الدالة على المعنى.
2 - قمت بالتقسيم السابق ولكن لم ألتزم [به] في التفسير إذا حدث انقطاع في المعنى أو عدم اكتمال، فقد أدخلتُ بعض الآيات من ربعٍ في الربع الذي يليه، أو يسبقه، مراعاة للمعنى.
3 - وضعتُ في بداية كل ربعٍ شعاراً يوضح الأجزاء التي استغرقتها السورة، وقمت بتظليل الأرباع بوضع خطوط مائلة، وميزت الربع المطلوب بتظليله بمعينات حمراء صغيرة.
4 - اعتمدت في تفسيري على أمهات كتب التفسير، كتفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله تعالى، وتفسير أضواء البيان للشنقيطي، وتفسير تيسير الكريم الرحمن للسعدي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، والتفسير المسموع والمطبوع للشيخ محمد بن عثيمين، وخاصة فقرة هداية الآيات، حيث نقلت الكثير منها لما فيها من فوائد جليلة، إضافة إلى بعض التفاسير اللغوية والفقهية.
5 - حرصت على ذكر بداية ربع الحزب ونهايته حسب تحزيب القرآن المعتمد في المصاحف العثمانية، ثم ذكرت بداية الربع ونهايته حسب المعنى بما فتح الله عليَّ معتمدة على ما سطره علماء التفسير الموضوعي في هذا الجانب، ثم شرعت في تقسيم الربع حسب المعنى إلى معانٍ رئيسة كل منها يشتمل على معانٍ داخلية.
6 - بدأت بعد ذلك بشرح المفردات شرحاً لغوياً محاولة اختيار أرجح الأقوال في معنى المفردة، أو ذكرها جميعاً إذا لم يكن هناك راجح، ثم شرحت الآيات شرحاً إجمالياً، وتجنبت الإطالة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وحرصت على التعبير عن المعنى بعبارات بسيطة، حتى يسهل على الدارس حفظها والرجوع إليها، لأن الهدف كما سبق تيسير الحفظ على حفظة كتاب الله، ومن ثم أتبعت الشرح الإجمالي هداية الآيات والفوائد المستنبطة منها.
8 - حرصت على التنبيه إلى التناسب بين خاتمة الآية ومضمونها أو سياقها، عملاً بالقاعدة التي ذكرها الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في قواعد تفسير القرآن: أن سياق الآية يتناسب مع خاتمتها. وذلك لما لمسته من خطأ حفظة كتاب الله في خواتيم الآيات واستبدال خاتمة آية بأخرى غير مناسبة، ويظهر هذا الجانب واضحاً بإذن الله خلال الكتاب.
9 - عرضت لذكر الأحكام الفقهية وخاصة في آيات الأحكام، وتجنبت ذكر الأ قوال المتعددة في المسائل، مكتفية بذكر القول الراجح عند أهل العلم في الغالب.
10 - عرضت لذكر بعض المسائل العقدية المهمة، وخاصة عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، وغير ذلك من المسائل العقدية المهمة، كما ذكرت بعض المسائل الأصولية في التفسير، والفقه، لتتم الفائدة لمن لم يتيسر له أخذ مثل هذه المسائل بالدراسة.
11 - ذكرت بعض اللطائف والنكات اللغوية التي تشير إلى إعجاز القرآن). انتهى بتصرف من كلام المؤلفة.
والكتاب مفيد لقارئه، وفيه ربط لأجزاء السورة بعضها مع بعض، وقد أخلته المؤلفة من الحواشي والتوثيقات رغبة في عدم تشتيت الذهن، ولا سيما ذهن الحافظ الذي صنف هذا الكتاب له بالدرجة الأولى.
وقد صنف الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني كتاباً بعنوان (البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران) على منهج التفسير الموضوعي، الذي يتوخى البحث عن الموضوع الرئيسي للسورة وتقسيمها إلى موضوعات جزئية، غير أنه يختلف في غايته عن كتاب الدرة في تفسير سورة البقرة.
¥