تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مشاركة في قوله تعالى (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل) الآية ..]

ـ[ابو حيان]ــــــــ[25 May 2006, 04:53 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله تعالى (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين)

كنت إذا قرأت كلام كبير المفسرين ابن جريرثم كلام ابن كثير في هذه الآية أخرج بصورة غير واضحة عن الآية وخصوصا عن تحديد دعوى اليهود التي يزعمون أنهم صادقون فيها

يقول ابن جرير رحمه الله:

يعني بذلك جلّ ثناؤه: أنه لم يكن حرّم على بني إسرائيل ـ وهم ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ـ شيئا من الأطعمة من قبل أن تنزل التوراة, بل كان ذلك كله لهم حلالاً, إلا ما كان يعقوب حرّمه على نفسه, فإن ولده حرّموه استنانا بأبيهم يعقوب, من غير تحريم الله ذلك عليهم في وحي ولا تنزيل ولا على لسان رسول له إليهم من قبل نزول التوراة.

ثم اختلف أهل التأويل في تحريم ذلك عليهم, هل نزل في التوراة أم لا؟

فقال بعضهم: لما أنزل الله عزّ وجلّ التوراة, حرّم عليهم من ذلك ما كانوا يحرّمونه قبل نزولها ...

ثم ذكر الآثار في الآية ثم قال:

فتأويل الاَية على هذا القول: كل الطعام كان حلاّ لبني إسرائيل, إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة, فإن الله حرّم عليهم من ذلك ما كان إسرائيل حرّمه على نفسه في التوراة, ببغيهم على أنفسهم, وظلمهم لها. قل يا محمد: فأتوا أيها اليهود إن أنكرتم ذلك بالتوراة, فاتلوها إن كنتم صادقين أن الله لم يحرم ذلك عليكم في التوارة, وأنكم إنما تحرّمونه لتحريم إسرائيل إياه على نفسه

ثم قال:

وقال آخرون: ما كان شيء من ذلك عليهم حراما, لا حرّمه الله عليهم في التوراة, وإنما هو شيء حرّموه على أنفسهم اتباعا لأبيهم, ثم أضافوا تحريمه إلى الله. فكذبهم الله عز وجل في إضافتهم ذلك إليه, فقال الله عزّ وجلّ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهم يا محمد: إن كنتم صادقين, فأتوا بالتوراة فاتلوها, حتى ننظر هل ذلك فيها, أم لا؟ ليتبين كذبهم لمن يجهل أمرهم ... وذكر الآثار في هذا القول

ثم قال:

وقال آخرون تأويل ذلك: كل الطعام كان حِلاّ لبني إسرائيل, إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة, فإن ذلك حرام على ولده بتحريم إسرائيل إياه على ولده, من غير أن يكون الله حرّمه على إسرائيل ولا على ولده.

ثم رجح فقال:

وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب, قول من قال: معنى ذلك: كل الطعام كان حلاّ لبني إسرائيل من قبل أن تنزل التوارة, إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من غير تحريم الله ذلك عليه, فإن كان حراما عليهم بتحريم أبيهم إسرائيل ذلك عليهم, من غير أن يحرّمه الله عليهم في تنزيل ولا بوحي قبل التوراة, حتى نزلت التوراة, فحرم الله عليهم فيها ما شاء, وأحلّ لهم فيها ما أحبّ

هذا كلامه رحمة الله تعالى عليه

وويتبين منه أن دعوى اليهود التي طولبوا بإتيان التوراة لإثباتها هي -على قول- أن التحريم لم ينزل في التوراة وإنما هم حرموه على أنفسهم استنانا بأبيهم

أو- على القول الآخر- أن التحريم نزل في التوراة فكذبهم الله في إضافة التحريم إليه في التوراة وألزمهم أن يأتوا بها حتى يثبتوا ذلك فهم حرموا حلالا عليهم ونسبوا التحريم إلى الله

أما ابن كثير رحمه الله فكلامه على الآية كلام عام على طريقة ذكر المعنى الإجمالي للآية فإنه يرجع الآية إلى مسألة النسخ وأن الآية تلزم اليهود إلزاما يبطل ما يعتقدونه من أن النسخ غير ممكن في الشريعة وفي حق الله عز وجل

يقول رحمه الله:

المناسبة الثانية - أي للآية مع ما قبلها-: لما تقدم بيان الرد على النصارى, واعتقادهم الباطل في المسيح وتبيين زيف ما ذهبوا إليه وظهور الحق واليقين في أمر عيسى وأمه, كيف خلقه الله بقدرته ومشيئته وبعثه إلى بني إسرائيل يدعو إلى عبادة ربه تبارك وتعالى, شرع في الرد على اليهود قبحهم الله تعالى وبيان أن النسخ الذي أنكروا وقوعه وجوازه قد وقع, فإن الله تعالى قد نص في كتابهم التوراة أن نوحاً عليه السلام لما خرج من السفينة, أباح الله له جميع دواب الأرض يأكل منها, ثم بعد هذا حرم إسرائيل على نفسه لحمان الإبل وألبانها فاتبعه بنوه في ذلك, وجاءت التوراة بتحريم ذلك,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير