[لطيفة--صاحب المحرر الوجيز يتعقب الجرجاني]
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Apr 2006, 07:32 م]ـ
السلام عليكم
قال ابن عطية في تفسيره للآيتين 1&2 ({ال?م?} * {?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ} * {نَزَّلَ عَلَيْكَ ?لْكِتَابَ بِ?لْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ?لتَّوْرَاةَ وَ?لإِنْجِيلَ} * من سورة آل عمران
(وذهب الجرجاني في النظم إلى أن أحسن الأقوال هنا أن يكون {الم} إشارة إلى حروف المعجم كأنه يقول: هذه الحروف كتابك أو نحو هذا، ويدل قوله {الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب} على ما ترك ذكره مما هو خبر عن الحروف قال: وذلك في نظمه مثل قوله تعالى:
{أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه}
[الزمر: 21] وترك الجواب لدلالة قوله:
{فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}
[الزمر: 21] تقديره: كمن قسا قلبه. ومنه قول الشاعر: [الطويل]
فَلاَ تَدْفِنُوني إنَّ دَفْنِي مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ، ولكنْ خامري أمَّ عامِرِ
قال: تقديره ولكن اتركوني للتي يقال لها خامري أم عامر.
قال القاضي رحمه الله: يحسن في هذا القول أن يكون {نزل} خبر قوله {الله} حتى يرتبط الكلام إلى هذا المعنى. وهذا الذي ذكره القاضي الجرجاني فيه نظر لأن مثله ليست صحيحة الشبه بالمعنى الذي نحا إليه وما قاله في الآية محتمل ولكن الأبرع في نظم الآية أن يكون {الم} لا يضم ما بعدها إلى نفسها في المعنى وأن يكون {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} كلاماً مبتدأ جزماً جملة رادة على نصارى نجران الذين وفدوا على رسول الله عليه السلام فحاجوه في عيسى ابن مريم وقالوا: إنه الله)
ورأي ابن عطية قوي جدا فظاهر أنّ الآية (?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ} كلام مبتدأ خبره (نَزَّلَ عَلَيْكَ ?لْكِتَابَ بِ?لْحَقِّ)
لله درّهما من فذّين عملاقين
ـ[الكشاف]ــــــــ[03 Apr 2006, 02:15 م]ـ
من هو الجرجاني؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Apr 2006, 07:04 م]ـ
السلام عليكم
الجرجاني هنا هو "عبد القاهر الجرجاني " صاحب كتاب دلائل الإعجاز--وواضع نظرية النظم
وهناك آخر يدعى " الشريف الجرجاني" صاحب كتاب التعريفات
ويظهر أنّ الموقع الموسوعي الورّاق لا يفرق بينهما
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجرجاني هنا هو أبو علي الجرجاني، وليس عبدالقاهر الجرجاني، والنقل من كتابه (نظم القرآن).
وكتاب (نظم القرآن) كتابٌ مفقودٌ اليوم فيما ذكر الباحثون، وقد صنف مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437هـ كتاب (انتخاب نظم القرآن للجرجاني وإصلاح غلطه) وهو مفقود كذلك كما ذكر الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن) ص 133، وذكر الزركشي في البرهان في علوم القرآن 2/ 92 كتاب مكي ونقل منه مقاطع متفرقة.
وكتاب (نظم القرآن) هذا ليس لعبدالقاهر الجرجاني المتوفى سنة 471هـ، وإنما هو لأبي علي الجرجاني، المتوفى في القرن الرابع الهجري تقريباً.
وأبو علي الجرجاني مختلف فيه ولعل الأقرب أنه: الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني، إمام من أهل السنة، له عدة تصانيف منها (نظم القرآن) في مجلدين روى عن العباس بن يحيى العقيلي وروى عنه أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي. كما في تاريخ جرجان للسهمي ص187، والأنساب للسمعاني 2/ 80، واللباب 1/ 289 والمشتبه للذهبي 1/ 247.
قال الدكتور جودة محمد في كتابه (الواحدي ومنهجه في التفسير) ص141: (شخصية الجرجاني مكتنفة بالغموض والإبهام، والراجح عندي أنه الحسن بن علي الطوسي أبوعلي الجرجاني، وجاء عند الواحدي في البسيط 2/ 486 تحقيق الدكتور محمد الفوزان ــ الحسن بن محمد بن نصر الجرجاني. وقال الدكتور محمد الفوزان في مقدمة البسيط 1/ 96: (هو وهم أو تصحيف من النساخ والأقرب أن الجرجاني: الحسن بن يحيى ولعل هذا هو الأقرب لأن الثعلبي في تفسيره 1/ 8/أ روى كتاب نظم القرآن من طريق أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي عن أبي علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني وكذلك ابن القيم في كتاب الروح ص 168 نقل عن نظم القرآن للحسن بن يحيى الجرجاني.
وقد نقل عن كتاب نظم القرآن هذا الواحديُّ في كتابه في التفسير (البسيط)، وخاصة عند الحديث عن نظم الآيات، كما نقل عنه في التفسير والنحو واللغة، ويعزو إليه بقوله قال صاحب النظم.
وأما الجرجاني صاحب كتاب التعريفات فهو علي بن محمد الشريف الجرجاني الحسيني الحنفي المتوفى سنة 816هـ.
ولعل أخي جمال الشرباتي ذهب إلى أنه عبدالقاهر الجرجاني لقول ابن عطية: (صاحب النظم) فظن أن المقصود نظرية النظم.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:50 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ عبدالرحمن هذا التنبيه.
¥