[مناقشات للأستاذ الدكتور مساعد الطيار في كتابه (مقالات في أصول التفسير)]
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[13 Apr 2006, 01:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من المقرر عند العلماء والمفكرين والمصلحين أن المراجعة والنقد والبناء هو من أبرز ما ينهض بالعلوم، ويعمل على تقدمها، خاصة إذا قصد بذلك بيان الحق بنزاهة وموضوعية وبعد عن التجريح.
وانطلاقا من هذه الحقيقة فإني قمت بقراءة ما كتبه فضيلة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار - حفظه الله – في كتابه الموسوم بـ (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير)، وتدوين ما ظهر لي من ملحوظات إيجابية أو سلبية حول الكتاب.
وكان هذا العمل الذي قمت به تكليفا من أستاذنا الدكتور العلامة فضل حسن عباس – حفظه الله – في أثناء دراستنا لمادة (دراسات متقدمة في علوم القرآن) حرصا منه على متابعة كل جديد في حقل الدراسات القرآنية وبيان ما لها وما عليه، وتعليما لنا منهجية النقد القائمة على ركنيها: بيان الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، وليس الاقتصار على السلبيات وحدها كما اشتهر عند كثير من الناقدين، ثم اهتماما منه كذلك أن يزرع في نفوسنا الثقة في مناقشة العلماء والكتّاب مع التحلي بحسن الأدب والموضوعية ولقد كانت عبارته العظيمة لنا (لا يحقرن أحدكم نفسه)
وإنما اختار لنا أستاذنا الدكتور فضل هذا الكتاب لما يتحلى به الدكتور مساعد من سمعة طيبة في حقل الدراسات القرآنية , ولما يتمتع به من عمق في الطرح.
وبعد أن قمت بتدوين هذه الملحوظات أحببت نشرها على ملتقى التفسير، ليطلع عليها السادة الفضلاء لبيان وجه الحق فيما أوردته من ملحوظات حول كتاب الدكتور مساعد حفظه الله.
واسأل الله سبحانه السداد في القول والعمل.
[ line]
http://www.tafsir.net/images/magalat.jpg
أولا: وصف الكتاب
* اشتمل هذا الكتاب على جملة من المقالات التي كان المؤلف قد نشرها على صفحات الإنترنت. فجمعها في مكان واحد وفي كتاب واحد هو من صنيع دار النشر وليس من صنيع المؤلف، وإن كان المؤلف قد ارتضاه، وصدر عن شبكة التفسير والدراسات القرآنية ودار المحدث للنشر بالرياض.
قسمت هذه المقالات إلى موضوعات خمسة:
القسم الأول: المقالات المتعلقة بعلوم القرآن.
وناقش فيها عددا من الموضوعات منها: العموم والخصوص، والفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير، وتصنيف العلوم المتعلقة بعلوم القرآن، والحديث عن الأحرف السبعة والرسم وبعض مسائل الوقف والإعجاز العلمي وغيرها.
القسم الثاني: التجويد والقراءات
وجاء تحته: حكم تعلم التجويد وإتقان التلاوة، وعن القراءات وعلاقتها بالأحرف السبعة، وغيرها.
القسم الثالث: التفسير وأصوله
وجاء تحته: التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير، مصادر التفسير، والإسرائيليات، والمفردة القرآنية، والتفسير بالرأي، والتفسير بالمأثور ومناقشة تفسير بعض الآيات.
القسم الرابع: مناهج المفسرين
وتحدث تحته عن منهج الطبري وموقفه من القراءات والنسخ، وتحدث كذلك عن الرازي0
القسم الخامس: موضوعات متنوعة
وجاء فيه الحديث عن الحال مع القرآن في رمضان، وتنكيس الآيات والسور، وغيرها0ثم الحديث عن رؤى وأفكار حول الدراسات العليا.
اشتمل هذا الكتاب على إحدى وستين مقالة، هذه المقالات في غالبها إن لم يكن كلها كانت إجابات على أسئلة وردت للمؤلف على صفحات الإنترنت.
لا يوجد رابط بين هذه المقالات إلا الموضوع العام فهي ليست مقالات متسلسلة، ولم يراع في ترتيبه وجه معين كعامل الزمن في النشر أو تسلسل الموضوع.
ثانياَ: مما يحمد للكتاب والكاتب
إن الكتاب كونه مقالات علمية متخصصة متنوعة ففيه متعة كبيرة يشعر بها المطالع للكتاب.
في الكتاب تحقيقات علمية رائعة، كبيان المؤلف لموقف الطبري من القراءات، وما جاء في منهج الطبري، وفي نقده كذلك لمصطلح المأثور، وفي عرضه لموضوع العموم والخصوص وغيرها.
اتسم الكاتب بعمق الفكرة، وحسن العرض وسهولة الأسلوب وحسن التقسيم والتفريع.
يحسب للكاتب سعة الاطلاع وحسن الفهم ودقة النقل.
يتسم الكاتب بالموضوعية وأدبيات الخلاف والنقد واستيعاب الآخر.
¥