[اسلوب القران في الرد على أهل الكفر والإلحاد]
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 May 2006, 06:22 م]ـ
الحمد لله الذي انزل الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد.
فان الملحوظ من استكبار اهل الكفر والالحاد سيرهم على طريقة واحدة لتكذيب الحق بباطل لا قيمة له. وفي هذا الموضوع سابين كيف بين أجاب القران مخاطبا قلوب الناس وعقولهم في ادق القضايا ونستعرض معه اسلوب القران في الرد على هؤلاء الملاحدة. في شتى المواضيع.
فمنهم من أنكر الخالق مطلقا
ومنهم من أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا.
ومنهم من أنكر الغيبيات كالملائكة والجن وما أعطاه الله من أيات للأمم السابقة على يد انبيائهم.
ومنهم من أنكر البعث والنشور والحساب والعقاب وما تعلق بالأخرة.
ومنهم من انكر القصص القراني وكذبه
ومنهم من طلب آيات له شخصية
وغير ذلك مما سأتكلم عنه في المواضيع لاحقا باذنه تعالى.
وخلاف ما اثبته القران ورد عليه فلا يوجد شبه للقران يمكن ان لا تكون اندرجت تحت باب مما سأذكر باذن الله الا أن يفوتني شيء.
وبما أن الموضوع أكتبه يوميا سيحتوي على تعقيبات واستدراكات وارجوا ان يتسع صدركم لمتابعة الموضوع الذي سأجعله مختصرا حتى يقرء بسهولة ولا يكون مملا للقراء ومع هذا سأجيب عن أي اعتراض من الملاحدة يذكروه في ذلك وبالله التوفيق والحمد للله رب العالمين
الرد على من أنكر وجود الله عز وجل مطلقا
كان من بين الناس ملاحدة لا يؤمنوا بوجود خالق واحد خلق السموات والارض وقد ذكرهم الله تعالى بقوله:
"وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ "فزعمهم انهم على ارض وجودوا عبثا " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ" وانما امروا ان يتفكروا في خلق السموات والارض وما بث الله بها من دواب وما خلق من شجر وحجر وما خلق في السماء من نجم وشمس وقمر هي لآية تدل على تنظيم وتوازن لهذا الكون.
ا"لَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " فسبحانك يا خالق الكون ما هذا الذي نشاهده بالامر الذي ينتج من غير صانع ولا فعلك فيه لعب ولا عبث:"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ"
فأول ما يلفت فكر الملحد ان ينظر الى ما حوله ويتفكر وبعد ذلك لا بد ان يقنع بوجود خالق لكل ما هو موجود. فان انكر وانكر يسأله سؤلا لا يستطيع اي منهم الاجابة عليه الا بأثبات الخالق:" أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ "
قال ابن جرير
"القول في تأويل قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36)}
يقول تعالى ذكره: أخلق هؤلاء المشركون من غير شيء، أي من غير آباء ولا أمَّهات، فهم كالجماد، لا يعقلون ولا يفهمون لله حجة، ولا يعتبرون له بعبرة، ولا يتعظون بموعظة. وقد قيل: إن معنى ذلك: أم خلقوا لغير شيء، كقول القائل: فعلت كذا وكذا من غير شيء، بمعنى: لغير شيء.
وقوله: (أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) يقول: أم هم الخالقون هذا الخلق، فهم لذلك لا يأتمرون لأمر الله، ولا ينتهون عما نهاهم عنه، لأن للخالق الأمر والنهي (أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ) يقول: أخلقوا السماوات والأرض فيكونوا هم الخالقين، وإنما معنى ذلك: لم يخلقوا السموات والأرض، (بَل لا يُوقِنُونَ) يقول: لم يتركوا أن يأتمروا لأمر ربهم، وينتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى، لأنهم خلقوا السموات والأرض، فكانوا بذلك أربابا، ولكنهم فعلوا، لأنهم لا يوقنون بوعيد الله وما أعدّ لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة."
¥