"هو عبدالحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس أبو الفتوح، بمدينة قسنطينة ولد يوم الحادي عشر من ذي القعدة عام سبع وثلاثمائة وألف للهجرة من أسرة ثرية بربرية صنهاجية عريقة؛ كان لها الملك والسلطان خلال القرن الرابع الهجري، وأبرز رجالها الأمير المعز لدين الله بن باديس المتوفى سنة أربع وخمسين وأربعمائة للهجرة؛ الذي نصر السنة وحارب البدعة وقضى على العبيديين الباطنيين وأبعدهم عن الغرب الإسلامي، وأعلن مذهب أهل السنة.
ظهرت على الشيخ علامة النجابة وحب العلم منذ صباه، فسخّر الله له أباً صالحاً وطّأ له سبل العلم وشجعه عليه وكفاه المؤنة حتى قال له: (اكفني همّ الآخرة أكفك همّ الدنيا).
حفظ القرآن كاملاً على محمد الماداسي أشهر قراء قسنطينة في وقته، وأتم دراسته بالزيتونة، ودرس بها. من شيوخه الطاهر بن عاشور ومحمد النخلي والبشير صفر وغيرهم كثير.
رحل إلى عدة بلدان منها: الحجاز وسوريا ولبنان ومصر، والتقى بعلمائها كمحمد بخيت المطيعي الذي أجازه، وغيره.
ومن العوامل التي نهجت به المسلك الصحيح عقيدة وسلوكاً التقاؤه بعلماء الدعوة السلفية بالحجاز، فترعرعت فكرة الإصلاح في نفسه، والتقى للمرة الأولى بالشيخ محمد البشير الإبراهيمي بالمدينة النبوية وتدارسا الإصلاح في الجزائر وسبله مدة ثلاثة أشهر يلتقيان كل ليلة.
رجع إلى الجزائر ودرّس بمساجدها، وقد فسر القرآن كله خلال خمس وعشرين سنة في دروس يومية، كما شرح موطأ مالك خلال هذه المدة. وأسس مع مجموعة من العلماء (جمعية العلماء الجزائريين) وكان رئيساً لها منذ تأسست إلى أن مات. وقد أصدر رحمه الله عدة صحف منها 'المنتقد' و'الشهاب' و'البصائر' وغيرها.
توفي بعد معاناة شديدة من المرض في ربيع الأول عام تسع وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة بمسقط رأسه رحمه الله.
من آثاره:
'العقائد الإسلامية'، وجمع له من مجلة 'الشهاب' كتابات في التفسير بإشراف محمد الصالح رمضان وتوفيق شاهين وطبعت بعنوان: 'مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير'.
وله مقالات كثيرة جداً في الفقه والحديث في جرائد ومجلات (جمعية العلماء) وقد جمع عمار الطالبي قسطاً طيباً من آثاره ولا يزال قسط آخر لم يجمع بعد."
ثم ذكر شيخنا مواقف مشرفة للعلامة ابن باديس رحمه الله، تنظر في الموسوعة.
بشارة عظيمة: كما أني ألفت نظر مشايخي بارك الله فيهم بأن الشيخ الفاضل محمد المغراوي حفظه الله على وشك الانتهاء من مشروع العمر؛ وهو تفسيره لكتاب الله ينيف عدد مجلداته عن الثلاثين، أعظم مميزاته تفسيره للقرآن بأعظم قدر ممكن من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. على سنن الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه. مع ذكره لتراجم تحت الآي، وانتقائه لأطايب كلام المفسرين السابقين قدماء ومعاصرين، إلى غير ذلك من ميزات هذا العمل العظيم.
نسأل الله تعالى أن يرى النور قريبا فهو الآن تحت الطبع
كما أن لشيخنا الدكتور المغراوي كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات" في أربع مجلدات، وهو مطبوع متداول
تلميذكم الصغير
عبد العزيز بن أحمد لمسلك
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Sep 2010, 07:50 ص]ـ
ومن مصر مرحبا بالدكتور مازن مطبقاني