تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مصطفى علي]ــــــــ[14 Apr 2006, 03:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

وبعد

الحمد لله الذي زين ملتقى أهل التفسير برجاحة عقلك وأدب قلمك وسعة صدرك وعلمك.

شيخنا الكريم إذا ما تكالب الغزو، واشتدت الحاجة لفارس مغوار أو كتيبة مدججة لقيادة الوضع القائم فلا ينبري لذلك أحد. فنظر رجل مكبل بقيود، قد قُلِّمَ ساعديه. فزاد النظر في الوضع فلم يجد من تقدم فاستعان بالله واصطنع راية وحملها بعضديه، وتحامل أكباله. ونفض نعاساً وكبر ورفع رايته، عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده، بكتيبة أو بفارس مغوار، أو بقلم منصور مؤيد ليحمل عنه حمالته فيسلم له الراية وهو في أشد حالات الاغتباط، من تحمل أمانة إلى صاحبها وأهلها.

هذا حالي وحال ((جامع التفاسير)).

فنحن في مصر لا نجد مؤسسة ترفع تلك الراية، ومن الصعب إن لم يكن من المحال اتفاق مجموعة من الأخوة الأفاضل على التعاون لبناء هذا الصرح.

أما أنتم يا أهل بلد حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم. فلديكم مؤسسات مزينة برجال يحبون خدمة العلم وينفقون عليه ابتغاء مرضاة الله مما أفاض عليهم الله من فضله، ولديكم رابطة العالم الإسلامي وغيرها.

أقول لديكم هذا مع ما جعله الله فيكم من جامعات يترأسها أفاضل لهم من الفضل والعلم ما جعله الله فيهم.

فإذا وفقكم الله تعالى إلى رغبة تحمل هذه الراية، وانتخبتم مجموعة من الدكاترة الأفاضل وطلبة كلياتهم ومجموعة من أهل الفضل للإنفاق على هذا العمل الضخم، فذلك أفضل وكبير إخبات منكم لربكم وشكر نعمته التي أنعم عليكم. وها هي الراية يا أيتها الكتيبة الفاضلة المنتظرة لنصرة العلم.

فإن لم تتعاونوا وتأنسوا منكم جميعاً رشداً لهذا العمل.

فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليقم فارس مغوار أعلم بالحرب من غيره وأهل لتحمل محاولة إرضاء الله وشكره، وليرفع هو الراية عزيزاً مكرماً محاولاً نيل رضاء ربه.

أما ألا ينبري لذلك أحد. فما على الفقراء المرهقين المكبلين بالأغلال إلا التكبير بصوت ضعيف عسى الله أن يرحمني.

أما قول فضيلتكم: ((وفي نظري أن هذه المشروعات العلمية ليست مجرد جمع وتنسيق فحسب، فالأمر يحتاج إلى خبرة طويلة بالفنون (التجويد – التفسير)، حتى يتمكن القائمون بالعمل من التفريق بين ما يبقى وما يستبعد من أقوال المفسرين)).

زادك الله إمعاناً ورؤية. فنعم الرأي رأيك. وهذا أصعب جزء في المشروع. ولكن الله المستعان.

أما أمر التجويد فقد منَّ الله تعالى عليَّ بوضع مصحف أحكام التجويد الذي في مرحلة المراجعة، والذي سأرسل لملتقاكم الحبيب بصفحات لأخذ رأيكم ورأي الأخوة الأفاضل فيه.

أما قول فضيلتكم: ((وتأمل ما قام به خلف بن أحمد السجستاني رحمه الله من محاولة استيعاب أقوال المفسرين السابقين والفنون المتعلقة بالتفسير حتى زمنه)).

فالحمد لله الذي منَّ علينا بموافقة علماً سابقة في الرغبة.

أما قول فضيلتكم: ((حيث إن كبر حجمه حال بين الناس وبين نسخه والاستفادة منه على الوجه المطلوب)).

فنعم سيكون حجمه غاية في الكبر، إذ ستحقق جميع أحاديثه، و .... .

ولكن الحاجة الضرورية لذلك مع ما منَّ الله به من طباعة أو برامج كمبيوتر ممكن تجعل هذا الأمر محفوظاً.

وأما قول فضيلتكم: ((والذي أراه وفقكم الله ألا تتعجلوا في إظهار هذا المشروع (جامع التفاسير) حتى تستشيروا أهل العلم الثقات في منهجه)).

فنعم. بإذن الله هذا المشروع سيأخذ عدة سنوات من العمل المتواصل المتعارك مع الظروف المادية والحياتية التي تحاول إخبات تلك الراية، غير من استعان بالله، فالله معينه، ومن استغنى بالله فالله مغنيه.

أما استشارات الجهات، فقد خضعت له رقبتي من قبل إذ قلت في مشاركتي: ((وفي نهاية جامع التفاسير، وأيضاً المختصر سيعرض على هيئات علمية من ناحية التفسير، النحو، البلاغة، الفقه، الحديث ... )).

أما قول فضيلتكم: ((حيث إن القارئ في زماننا قلت رغبته في القراءة في الكتب الطويلة، واشتغل بغيرها من المختصرات والكتب الالكترونية والله المستعان)).

ففعلاً الله المستعان. وأهمية العمل لنفس الشأن، أما أن يتمايل الناس عنه، فلستُ عليهم بمصيطر.

أما الدعاء لنا في خاتمة رأيك إذ قلتَ: ((أسأل الله أن يوفقكم ويسددكم في أعمالكم، وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم)).

فهي زاد على الطريق، شربة باردة حلوة لقلب ظمآن في رمضاء.

جعلك الله نبراساً لنا وزادك حرصاً وحلماً وعلماً.

ولا تنسنا من صالح دعائك.

أحوكم

مصطفى علي جعفر

منتدى أهل التحقيق والتصنيف ( http://www.ahlaltahkek.com)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2006, 04:28 م]ـ

أخي الكريم. جزاك الله خيراً على جميل جوابك، وحسن ظنك بأخيك.

وأسأل الله أن يمدك بالعون والتوفيق في هذه المشروعات العلمية، والغرض الذي نصبو إليه هو الكمال الممكن، وليس قدحاً في المشروعات الفردية. فكثير من الإنجازات العلمية التي ننعم بها اليوم كانت فردية، وانظر إلى تهذيب اللغة للأزهري، وكتب التفاسير الكبار، وتأمل في كتاب (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) للدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله. وغيرها. فهي مشروعات فردية كتب الله لها القبول والنفع.

أعانكم الله وسدد خطاكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير