تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهذه بعض الأحاديث التي يستدلُّ بها على صفتي السمع والبصر لله تعالى، وهي لم تصرح بأنَّ لله سمعًا وبصرًا - إلا ما جاء من كلام السيدة عائشة في الحديث الثالث، أنَّها وصفت الله تعالى بأنَّ سمعه وسع الأصوات، وما جاء في حديث أبي موسى الأشعري " أدركه بصره"، وهنا يرد اعتراض أورده الدسوقي في حاشيته، والباجوري في تحفة المريد وهو أنَّ الآيات والأحاديث تتكلَّم عن إثبات كونه تعالى سميعًا بصيرًا، وهو غير المدَّعى، فأجاب كل منهما عن ذلك بأنَّ أهل اللغة لا يفهمون من سميع وبصير إلا ذاتًا ثبت لها السمع والبصر؛ لأنَّ إطلاق المشتق وصفًا لشيء يقتضي ثبوت مأخذ الاشتقاق، فثبت المراد بالآية والحديث والإجماع، مع ضميمة ما يفهمه أهل اللغة (9).

(1) راجع: عبد السلام اللقاني المالكي: شرح الجوهرة ص 88 - 89، والسنوسي: شرح أم البراهين مع حاشية الدسوقي ص 110، 111. فهناك من المعتزلة من أرجع هاتين الصفتين إلى العلم، فقال الجرجاني: فالمسلمون اتفقوا على أنَّه تعالى سميع بصير واختلفوا في معنى ذلك، فقال الكعبي وأبو الحسين البصري: المراد بذلك العلم، وقال جمهور المتكلمين إنَّهما صفتان زائدتان على العلم. (راجع: الجرجاني: شرح المواقف 8/ 89).

(2) قال أبو رشيد النيسابوري:" فلما علمنا أنَّ القديم تعالى أو غيره لا يكون حيًا بلا آفة إلا وهو سميع بصير، أو لا يكون هو أو غيره سميعا بصيرًا إلا وهو أو غيره حيٌّ لا آفة به، علم أنَّ المرجع بذلك إلى كونه حيا بلا آفة" (ديوان الأصول ص 570). وراجع أيضًا: القاضي عبد الجبار: المحيط بالتكليف ص 135، 136.

(3) أخرجه البخاري: كتاب القدر، باب لا حول ولا قوة إلا بالله، رقم الحديث 6120.

(4) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى.

(5) أخرجه البخاري معلقاً: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: "وكان الله سميعًا بصيرًا "، وأخرجه النسائي: كتاب الطلاق، باب الظهار، رقم الحديث 3406 وأخرجه ابن ماجه: كتاب المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، رقم الحديث 184، وكتاب الظهار، باب الطلاق، رقم الحديث 2053، وأخرجه أحمد في المسند: باقي مسند الأنصار، مسند السيدة عائشة، رقم الحديث 23063.

(6) عند أبي داود بلفظ قريب وفيه زيادة: كان أبو هريرة يقرأ هذه الآية:] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [إلى قوله تعالى:] سميعًا بصيرًا [[النساء الآية 58] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه. قال أبو هريرة: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه. قال ابن يونس: قال المقرئ: يعني:" إن الله سميع بصير" يعني: " أنَّ لله سمعًا وبصرًا " قال أبو داود: وهذا ردٌّ على الجهمية. (أخرجه أبو داود: كتاب السنة، باب في الجهمية، رقم الحديث 4103).

(7) البيهقي: الأسماء والصفات ص 179 - 180.

(8) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله إنَّ الله لا ينام وفي قوله حجابه النور، رقم الحديث 263.

(9) راجع: الدسوقي: حاشية على أم البراهبن ص 170 - 171، الباجوري:

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير