تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا وقد أشار بعض المفسرين لهذا الرأي ولكني لم أجد من تبناه ودافع عنه غير ابن حزم في النقل السابق عنه، فهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول بخطأ الباقلاني في قطعه بنفي كون البسملة من أوائل السور وذكر أن المعتمد عنده هو أن البسملة أية من كتاب الله حيث أثبتت ثم يقول: بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء: إن كل واحد من القولين حق وإنها آية من القرآن في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين، وليست آية في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يصلون ولا يفصلون بها بين السورتين " ([28]).

وذكر ذلك أيضا الشهاب الخفاجي حيث عد هذا القول قولا من الأقوال في مسألة: هل البسملة من الفاتحة؟ فقال: السادس: أنه يجوز جعلها آية منها، وجعلها ليست منها بناء على أنها نزلت بعضا منها مرة ولم تنزل أخرى لتكرر النزول استقلالا أو لمدارسة جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام، وهكذا سائر القراءات، وهو المشار إليه في حديث:" أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف " وهذا أغربها – أي أغرب الأقوال التي ذكرها في المسألة –وكان ابن حجر يرتضيه ويقرره في دروسه ويدفع به الاعتراض بأن القرآن قطعي التواتر فكيف يصح إثباته أو نفيه بدونه؟ فيقول: إثباتها ونفيها متواتران كسائر القراءات. وقد نقله القراء كأبي شامة وغيره وأطنب في تحسينه السيوطي في حواشيه " ([29]).

وقال السيوطي في مسألة اشتراط تواتر القرآن في أصله وأجزائه:" وقد بنى المالكية وغيرهم ممن قال بإنكار البسملة قولهم على هذا الأصل وقرروه بأنها لم تتواتر في أوائل السور وما لم يتواتر فليس بقرآن. وأجيب من قبلنا بمنع كونها لم تتواتر فرب متواتر عند قوم دون آخرين وفي وقت دون آخر " ([30]).

وقال في موضع آخر:" البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة، من قرأ بحرف نزلت فيه عدها آية، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها " ([31]).


([1]) المجموع (3/ 289)
([2]) المجموع (3/ 289)
([3]) حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (1/ 29)
([4]) أحكام القرآن للجصاص (1/ 17)، حاشية الشهاب (1/ 29)
([5]) المغني (1/ 285)
([6]) الفتاوى الكبرى (2/ 182)
([7]) السابق
([8]) مواهب الجليل (1/ 544)، أحكام القرآن لابن العربي (1/ 6)، الجامع لأحكام القرآن (1/ 93)،
([9]) أنوار التنزيل (1/ 31)، معالم التنزيل (1/ 19)، لباب التأويل (1/ 19)
([10]) انظر: لباب التأويل (1/ 19)، والحديث رواه مسلم: كتاب الصلاة، باب حجة من قال البسملة آية من كل سورة سوى براءة. وانظر: أبو داود: كتاب الصلاة، باب من لم ير الجهر ب‍ بسم الله الرحمن الرحيم. النسائي: كتاب الافتتاح باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم
([11]) البخاري: كتاب فضائل القرآن باب مد القراءة
([12]) الترمذي:كتاب الصلاة باب من رأى الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم،
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك وقد قال بهذا عدة من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وابن عمر وابن عباس وابن الزبير ومن بعدهم من التابعين رأوا الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم وبه يقول الشافعي وإسماعيل بن حماد هو ابن أبي سليمان وأبو خالد يقال هو أبو خالد الوالبي واسمه هرمز وهو كوفي. وقال ابن حجر: الحديث غير محفوظ، وقال أبو زرعة: لا أعرف أبا خالد. الدراية: (1/ 130). وانظر نصب الراية للزيلعي (1/ 324).
([13]) أبو داود: كتاب الصلاة باب من جهر بها. وقال الزيلعي: رواه أبو داود والحاكم وقال: إنه صحيح على شرط الشيخين. نصب الراية: (1/ 327).
([14]) أبو داود: كتاب الحروف والقراءات. أحمد: (6/ 302)
([15]) الدارقطني: (1/ 312). وقال: قال أبو بكر الحنفي: ثم لقيت نوحاً فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمثله ولم يرفعه.
([16]) الجامع لأحكام القرآن (1/ 93) وما بعدها، أحكام القرآن لابن العربي (1/ 6)
([17]) مسلم: كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. الموطأ: النداء للصلاة باب القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة. الترمذي: كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة فاتحة الكتاب
النسائي: كتاب الافتتاح باب ترك قراءة فاتحة الكتاب. ابن ماجه: كتاب الأدب باب ثواب القرآن
([18]) الموطأ: الموضع السابق
([19]) الجامع لأحكام القرآن (1/ 94)
([20]) جزء حديث رواه مالك في الموطأ: كتاب النداء للصلاة: باب ما جاء في أم القرآن.الترمذي: كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب
([21]) مسلم: كتاب الصلاة باب ما يجمع صفة الصلاة.أبو داود: كتاب الصلاة باب من لم ير الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم
([22]) مسلم: كتاب الصلاة باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة. النسائي: كتاب الافتتاح باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
([23]) الترمذي: كتاب الصلاة باب ما جاء في ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم، قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحق لا يرون أن يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا ويقولها في نفسه. النسائي كتاب الافتتاح باب ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم. ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب افتتاح القراءة
([24]) الجامع لأحكام القرآن (1/ 95)
([25]) أنوار التنزيل (1/ 28)
([26]) منجد المقرئين (68)
([27]) المحلى (2/ 284)
([28]) دقائق التفسير (1/ 88)
([29]) حاشية الشهاب على البيضاوي (1/ 28)
([30]) الإتقان (1/ 268)
([31]) الإتقان (1/ 240)
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير