تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلا مانع أن يرى المرء ملكا، ولا يلزم منه النبوة، وأكبر دليل على هذا نص الله تعالى في سورة مريم {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا} الآيات. فلا ريب أن الروح هنا هو جبريل عليه السلام، ومع هذا لم تحض مريم مع ما فضلها الله به على نساء العالمين بالنبوة.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2006, 07:09 ص]ـ

أخي الكريم أبا عبدالإله وفقه الله ورعاه: نعتذر بسبب الانقطاع الذي حدث للملتقى، فقد تسبب في ذهاب ثلاثة تعقيبات فيما أظن من هذا الموضوع.

وقد تأملت ما تفضلتم به، فوجدته استدراكاً صحيحاً على فهم بعض المفسرين رحمهم الله. حيث خلصتم إلى أن المراد بالوحي لمريم هو بواسطة الملك الذي تمثل لها بشراً، وأن الآيات تدل على ذلك، وأن هذا لا يعني كونها نبيةً، للأدلة المانعة، ولحصول الوحي للحواريين وغيرهم ولم يقل أحد بنبوتهم.

ويمكن التماس العذر للمفسرين في مثل هذه المواضع أنها موضوعات غيبية، لا يوجد دليل قاطع على صحة قول منها، وفساد ما عداه، وإن كان التأمل الدقيق للآيات، وجمع بعضها مع بعض يرجح قولاً منها كما في هذه الاية. وكذلك فإن أقوال مفسري السلف كقتادة السدوسي وغيره لم تصل إلينا كاملة، فربما وصلنا جزء ناقص من القول، وغاب عنا الجزء المكمل له، فحملنا أقوالهم على الخطأ وليس الأمر في الواقع كذلك. واعتبر بما صنعه بعض المفسرين من جمع أقوال السلف في التفسير فبلغت عشرات المجلدات، في حين لا يوجد منها الآن إلا دون ذلك، مما يعني فقدان جزء كبير من أقوال السلف واجتهاداتهم في التفسير، ولو وصلتنا لوصلنا علم وخير كثير، كما قال أبو عمرو بن العلاء عن أشعار العرب وأخبارها.

غير أن في التدبر والتأمل في آيات القرآن - كما صنعتم يا أبا عبدالإله، وكما صنع المفسرون من قبل، كابن عطية الذي ارتضيتم قوله في الآية - ما يجبر هذا النقص، ويسد هذا الخلل.

زادكم الله فقهاً وبصيرة بكتابه، والله يحفظكم ويرعاكم.

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[30 May 2006, 11:57 ص]ـ

نبوة النساء

قال أبو محمد: هذا فصل لا نعلمه حدث التنازع العظيم فيه إلا عندنا بقرطبة وفي زماننا، فإن طائفة ذهبت إلى إبطال كون النبوة في النساء جُملةً وبدَّعتْ من قال ذلك،وذهبت طائفة إلى القول بأنه قد كانت في النساء نبوة، وذهبت طائفة إلى التوقف في ذلك.

قال أبو محمد: ما نعلم للمانعين من ذلك حُجّةً أصلاً إلا أن بعضهم نازع في ذلك بقول الله تعالى (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم). قال أبو محمد: وهذا أمرٌ لا ينازَعون فيه ولم يدّع ِأحدٌ أن الله تعالى أرسل امرأة، وإنما الكلامُ في النبوة دون الرسالة فوجَب طلبُ الحقِّ في ذلك بأن يُنظَر في معنى لفظة النبوّةِ في اللغة التي خاطبنا الله بها عزّ وجلّ فوجدْنا هذه اللفظةَ مأخوذةٌ من الإنباء وهو الإعلام فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحى إليه منبئًا له بأمر ما فهو نبيٌّ بلا شك. وليس هذا من باب الإلهام الذي هو طبيعة كقول الله تعالى " وأوحى ربك إلى النحل " ولا من باب الظن والتوهم الذي لا يقطع بحقيقته إلا مجنون، ولا من باب الكهانة التي هي من استراق الشياطين السمع من السماء فيُرمَون بالشهب الثواقب وفيه يقول الله عز وجل " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " وقد انقطعت الكهانة بمجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولا من باب النجوم التي هي تجارِبُ تُتعلم، ولا من باب الرؤيا التي لا يدري أصدقَتْ أم كذَبت بل الوحي الذي هو النبوة قصد من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به ويكون عند الوحي به إليه حقيقة خارجة عن الوجوه المذكورة يحدث الله عز وجل لمن أوحى به إليه علما ضروريا بصحة ما أوحي به كعلمه بما أدرك بحواسه وبديهة عقله سواء لا مجال للشك في شيء منه إما بمجئ الملك به إليه وإما بخطاب يخاطب به في نفسه وهو تعليم من الله تعالى لمن يعلمه دون وساطة معلم فإن أنكروا أن يكون هذا هو معنى النبوة فلْيُعَرِّفونا ما معناها فإنهم لا يأتون بشيء أصلاً.فإذْ ذلك كذلك فقد جاء القرآنُ بأنَّ الله عز وجل أرسل ملائكةً إلى نساء فأخبَروهن بوحيٍ حق ٍّمن الله تعالى فبَشروا أمَّ إسحاقَ بإسحاق عن الله تعالي قال عز وجل " وَامْرَأَتُهُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير