• الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
• ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!
خامسا: قال تعالى: { ... ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
رحيما} الآية تحمّل الرسول مسؤولية الاستغفار لمن ظلم نفسه, واذا ما قارنا هذه الآية بالحديث الاول المذكور هنا في صحيح مسلم نجد ان الرسول يتحول من مصدر للاستغفار المعين للمسلمين على التخلص من ذنوبهم والمذكّر لهم بحدود الله {فذّكر} الى مصدر للعن والسبّ والدعاء.
سادسا: ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان عطوفا على المنافقين وكان لا ينفك يستغفر لهم الله وهم الذين في
الدرك الاسفل من النار فما بال هذا الحديث يتوعد من عصى او أثم ان يلعن ويسب من قبل الرسول المبعوث رحمة للعالمين وقد قال تعالى: {استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين} القرآن الكريم يوضّح اشفاق الرسول على المنافقين الذين كفروا بالله ورسوله ثم تراه واقفا يستغفر لهم فنتساءل عن الذنب الذي قد يقع فيه المسلم او المؤمن الذي هو اشد من الكفر بالله ورسوله والذي يستدعي من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء فيه واللعن والسب. فرغم ما كان يلقى الرسول من أذى من المشركين والكفار كان يدعو لهم بالهداية, والايات القرآنية والروايات التي تتحدث عن هذا الموضوع كثيرة جدا, فان كان هذا حاله مع المشركين, أفيجوز عليه صلى الله عليه وسلم ان يكون اقسى على المسلمين والمؤمنين وقد قال تعالى عنه: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}
سابعا: قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون * وتوكل
على العزيز الرحيم} الآية توضّح للرسول صلى الله عليه وسلم المسلك الذي يجب ان يتبعه في حال عصيان المسلمين له. فهل يجوز للرسول ان يتجاوز هذا النص الى اللعن والسب والشتم والدعاء؟
ثامنا: الرسول يمثّل القمة العليا في الاخلاق على الصعيد الانساني, ولا يمكن لاي انسان ان يتجاوز هذه المرتبة
التي منحه اياها رب العزة: قال تعالى: {وانك لعلى خلق عظيم}. جاء في تفسير الرازي: " وفيه دقيقة أخرى وهي قوله: {لعلى خلق عظيم} وكلمة على للاستعلاء، فدل اللفظ على أنه مستعمل على هذه الأخلاق ومستول عليها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالمولى بالنسبة إلى العبد وكالأمير بالنسبة إلى المأمور." (تفسير الرازي ج30 ص599)
وهذا القول وان كان يعتبر من البداهة بمكان في اذهان المسلمين الا انه على صعيد التعامل مع المرويات هو عرضة للتأويل والتحوير والاستثناء الامر الذي يميّع المفهوم الواضح الذي جاءت به هذه الاية لحساب المروي. فقد جاء في الصحاح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان احيانا يلعن المسلمين. فقام المحدّثون باثبات هذه المرويات ثم لجأوا الى التبرير والتأويل والتخصيص وما الى ذلك. وفي الجانب الاخر نرى انه روي عن بعض الصحابة والتابعين انهم ما لعنوا احدا قط. جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان: وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى: عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور (ج7ص223). اذا, على الصعيد النظري, لن يجروء احد ان يشكّك في القول
¥