تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعند ضرب الكفار مثلا عن هذه العظام البالية واستشهادهم بتحلل الجسم اذ لم تستطيع عقولهم تخيل كيف ستعود الحياة فيها مرة أخرى بين الله لهم ذلك من وجوه:

الأول ان أصل الانسان نطفة فلو تذكر أصله وعلم حاله لما انكر بعث الميت من بعد تحلله. واعظم ما يلفت الانتباه اليه انه كان نطفة لا قيمة لها ولم تكن شيئا مذكورا حتى اذا خلقه الله في بطن امه خلقا بعد خلق نرل طفلا وتعلم وكبر حتى أصبح يخاصم في كل شيء ناسيا أصله ومآله" أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ "

الثاني انه عند سؤاله نسي انه مخلوق بعد ان لم يكن اي ان وجوده دليل على امكان اعادته وهو كقوله تعالى:"هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) " " قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) " فاذا نظر الانسان لخلقه وانه أصبح موجودا ولم يكن شيئا مذكورا علم ان بعثه بعد موته امر يشهد عليه وجوده وان الاصل هو ان الخالق عنده القدرة على ذلك ودليلها وجود الانسان نفسه."وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ "

الثالث: ان اصل الامر ومرده الى قدرة الله لانه نفسه الذي سيحيها وهو الذي سيبعثها.وهو عليم بخلقها قادر عليها."قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ "

الرابع: لفت نظر الانسان الى قدرة الله عز وجل وكيف انه يخرج الحي من الميت والميت من الحي وكيف يجعل الشجر الاخضر الرطب الذي يستظل بظله نارا تبعث الدفئ بالنفوس ويطهى عليها انواع الطعام. فهي من ما يستظل بظلها الى ما يتقى حرها" الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ "

الخامس ان الذي خلق السموات والارض لا يعجز عن اعادة خلقها فكيف بهذا الانسان الذي لا يقارن بخلق السماء ولا الأرض:" لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ " فاي مقارنة لبعث الانسان مع هذا الخلق" أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ "

السادس: ان الله عز وجل لا يعجزه شيء ولكن تشبيه الناس لربهم بأشخاص عجز مثلهم هو ما يوهمهم ذلك "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ "فهم شبهوا الخالق بما يشركو وبضعفهم تعالى الله عما يشركون وتعالى عما يصفون علوا كبيرا فالله عز وجل انما يأمر الشيء فينقاد الشيء لخالقه كيفما أراد فلا يعجزه شيء عز وجل ويستوي عنده خلق نفس او خلق انفس كما قال الله عز وجل:"مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) " " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"

السابع: ان انقياد الشيء لخالقه امر لا محالة له اذ بيده عز وجل ملكوت كل شيء لا بعضه وانما أخر الناس لأجل معلوم عنده عز وجل" فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "

وقد كان أهل الكفر والالحاد يسخرون من البعث ويرونه منافيا للعقول:" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير