تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 May 2006, 08:27 م]ـ

وزعم اليهود انهم لا يؤمنوا للنبي حتى يأتيهم بقربان يقدمه فتأكله النار وهم ينظرون اليه فيكون ذلك دليل صدق النبي:"الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) " فرد الله عز وجل بانهم لم يؤمنوا بالانبياء الذين بعث الله معهم قربان تأكله النار بل كذبوهم بعضهم وقتلوا آخرين "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ " فلم قتلتموهم؟ فان كان قتلكم للانبياء بعد أن اقاموا عليكم الحجة هل ستؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا جائكم بمثل ذلك؟ فبين عز وجل ان استكبارهم واتباعهم لأهوائهم هو ما يمنعهم من الايمان فان الانبياء قد جاؤهم بالبينات الواضحات من آيات الله وجاؤهم بالذي طلبوا من قربان تأكله النار وان كانت آية واحدة كافة للتصديق وكذبتم بكل آية من قبل وجائكم محمد صلى الله عليه وسلم بآية واضحة بينة وهو مكتوب في كتبكم صفاته وحال دعوته وأمرتم باتباعه فكذبتم به. فان كانت الاية التي بين يديه لا تكفيكم لتؤمنوا به فكذبتموه فانكم ستكذبونه لو جائكم بقربان بدليل تكذيبكم لمن قبلكم فهذا دأبكم بالتكذيب: "لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71) " فان كانوا يرون التكذيب والكفر والقتل امرا لا يؤثر فيهم لما يفترونه من كذب وبامانيهم الكاذبة وباستكبارهم وهذا سبب كفرهم وحقيقة طلبهم فانهم قابوا نعمة التوبة بالتكذيب وحسبوا ان لا تكون عليهم فتنة لما يفترونه على الله.

فخلاصة ذلك ان الانبياء جاؤكم بالبينات فكذبتموهم وجاؤكم بما طلبتم من بينة فكذبتموهم ومحمد صلى الله عليه وسلم جائكم بالبينات ايضا فهل تكذبونه الا كما كذبتم انبيائكم؟ فان كان الحق تريدوا فبينة واحدة تكفي وان كان غير ذلك فانكم ستكفروا كما كفرتم من قبل.

وكان اليهود يأملوا بذلك بما يفترونه على الله وما يجعلوا لانفسهم من منزلة عند الله بظنهم ان الله سيتجاوز عن سيئاتهم لامحالة وانه ان عاقبهم فلن يعاقبهم الا اياما معدودة:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " فلم يكن عندهم في كتبهم ما يقول لهم ذلك بل كذبوا على الله وافتروا على الله الكذب. فغرهم ما كذبوا ولم يلتفتوا الى الحق فلم يكن لله عليهم عهد ان يدخلهم الجنة ان جحدوا انبيائه ورسله ولكنهم قالوا ذلك زاعمين على الله ما لم يعهد اليهم:" وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) " فان الله لا يخلف وعده فمن كسب سيئة سيجزى بها ومن كسب حسنة سيوفى اجره ولن يظلم أحد وانما العهد الذي عهد لكم به ان يدخلكم الجنة ان آمنتم برسله وتمسكتم بدين الله وأوامره:"وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير