تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذلك ولا خير فيه ولا زلفة له استحق بها منه، ولا لبغض منه لمن قدر عليه ذلك ولا مقت، ولكنه يفعل ذلك محنة لعباده وابتلاء، وأكثر الناس لا يعلمون أن الله يفعل ذلك اختبارًا لعباده ولكنهم يظنون أن ذلك منه محبة لمن بسط له ومقت لمن قدر عليه."

فبين الله لهم ان هذا لا يساوى شيء عند الله في الآخرة الا من آمن به واتبع هداه فهذه الاموال والاولاد لا تقربكم دون عملكم "وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) " فليس هذا الذي يجب ان يفتخر به الانسان بل يجب عليه ان يتفكر بنعمة الله عليه ويحفظ شكرها كي توفى أعماله له , فيكون ممن فضل بالآخرة:"انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا " فمتاع الدنيا بفضل الله ورحمته على الناس فان لم يؤدى شكرها وقوبلت بالكفر فان الله سيجعلها نصيبه من الدنيا ليلقى الله وما له حسنة يطلبها "وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" وبين عز وجل حالهم في الدنيا وانفاقهم المال للصد عن سبيل الله:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" فبين عز وجل ما ينتهي اليه كيدهم من حسرة في الدنيا لانهم ينفقو أموالهم فيما لا يرجى له اجر عند الله لانهم أصلا لا يؤمنوا بالآخرة فيكون انفاقهم للمال حسرة في انهم انفقوها وذهبت منهم وفي ذهابها عبثا فان كانوا كادوا للمسلمين فان كيدهم زائل ولو بعد حين. ثم يوم القيامة تكون حسرة عليهم لما يجدوا من آثار انفاقها في الباطل , ومن أثر ذلك هو جحدهم الرسالة لانهم يرون أنفسهم أكثر اموالا. فذكر الله كل من دخل في نفسه الكبر من المشركين والمنافقين فقال عز وجل:

"كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) " فان ملك هؤلاء ما زادهم الا خسارة في الدنيا في الدنيا. فان الله امر مترفيهم بالايمان فعصوه الى الكفر "وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" ففسقوا بمخالفة امر الله الى المعاصي والذنوب والمترفين وأهل الما هم أكثر الناس تبعا للهوى وأغلب الناس تسمع كلامهم وتقدر مكانتهم ويتبعهم كثير من الضعفاء يسمعون كلامهم. فيكون مالهم سخطا عليهم في الدنيا والآخرة , يحملوا اوزارهم واوزار الضعفاء الذين اتبعوهم.

"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) "

ففيها بيان حالهم من تابع ومتبوع وكيف ان التابع لام المتبوع على الخسارة ففي الدنيا استضعفوهم وفي الأخرة أخزوهم وافسدوا اعمالهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير