أن أول مفسِّر للقرآن، وأَوْلى من يُرجع إليه في تفسيره هو النبي صلى الله عليه وسلم، فهو المبين لكلام ربه، كما قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم)، فالرجوع إليه أصل من أصول التفسير.
الفائدة الخامسة: (التفسير بالرأي بدأ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم)
أن الاجتهاد في فهم القرآن كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فالصحابة اجتهدوا في فهم معنى (الظلم)، وحملوه على العموم، ولم يمنعهم الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يفهموا القرآن بآرائهم، ولو كان سلوكهم هذا الطريق خطأٌ لنبههم عليه، ولما لم يقع التنبيه عليه في هذا الأثر وغيره كان في ذلك دلالة على صحة هذا الأسلوب.
الفائدة السادسة: (اللفظ العام يحمل على عمومه)
أن الأصل في أخبار الله (وكذا أحكامه) أنها على العموم؛ لأن الصحابة فهموا من معنى (الظلم) العموم، ولما لم يكن العموم هو المقصود من الظلم في هذا الساق أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى المراد.
الفائدة السابعة: (اللغة العربية مصدر من مصادر التفسير)
أن اللغة مصدر من مصادر التفسير، فالصحابة فهموا معنى (الظلم) على ما يعلمونه من لغتهم، ولم يصحح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى مما يدل على أنه هو المراد، ولو كان لهذا المعنى إضافة شرعية أو تقييدات لبينها صلى الله عليه وسلم، ولما لم يكن ذلك موجودًا دلَّ على صحة هذا الطريق.
الفائدة الثامنة: (القرآن مصدر من مصادر التفسير)
أن تفسير القرآن بالقرآن طريق صحيح معتبر في تفسير القرآن، وقد نصَّ هذا الأثر على ذلك، فقد فسَّر الرسول صلى الله عليه وسلم آية الأنعام بآية لقمان، فبين العموم المفهوم في آية الأنعام بأنه مخصوص بالشرك بدلالة آية لقمان.
الفائدة التاسعة: (وقوع المشكل في القرآن)
إن وقوع الإشكال كان منذ عهد الصحابة إبَّان وجودهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا النوع من المشكل يدخل في المتشابه النسبي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لهم المعنى المراد، وليس من المتشابه الكلي الذي لا يعلمه إلا الله.
الفائدة العاشرة: (حرص الصحابة على معرفة معاني القرآن الكريم)
إن هذا الأثر يدل دلالة واضحة على حرص الصحابة على تفهُّم معاني القرآن، وذلك بسؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى الظلم لما أشكل عليهم.
الفائدة الحادية عشر (تدارس الصحابة لمعاني القرآن الكريم)
في هذا الحديث إشارة إلى أن الصحابة كانوا يتدارسون القرآن فيما بينهم بدلالة قوله: (شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟!)، فإذا أشكل عليهم منه شيء سألوا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.أ. هـ
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[14 Jun 2006, 04:49 ص]ـ
وهذا مما ورد على نفسي من فوائد الحديث , أعرضه على شيخي الفاضل ليصحح لي الخطأ
* (اللفظ العام قد يدخله التخصيص؛ فلا يبقى على عمومه)
* (سرعة مبادرة الصحابة رضوان الله عليهم إلى تطبيق ما يتعلمونه من القرآن بعد الفهم الصحيح)
* (نزول القرآن منجماً؛ مِن حِكمه أنه أرفق للصحابة في الفهم والتطبيق)
لأنهم كانوا رضوان الله عليهم عند نزول الآية يتعلمون ما فيها من الإيمان والوعظ والأمر والنهي والحلال والحرام ... ثم يتبعون ذلك بالحفظ والعمل والتعليم لغيرهم
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[15 Jun 2006, 12:07 م]ـ
ومن الفوائد التي يمكن أن تقال أيضاً:
1 ـ أن من تفسير القرآن بالقرآن ما هو محلُّ نظرٍ واجتهادٍ من المفسر.
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا على علمٍ بآيةِ لقمان ـ بدليل تذكير النبي صلى الله عليه وسلم لهم ـ ومع ذلك لم يربطوا هذه الآية بتلك , حتى فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
2 ـ هذا الحديث فيه تأصيلٌ؛ لوجهٍ من أوجه بيان السنة للقرآن. وهو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالقرآن. وقد بينتم حفظكم الله وجه ذلك.
موضوع التأصيل لأصول التفسير وعلوم القرآن عموماً أمرٌ مهمٌ. وممن له عناية بهذا الشأن السيوطي رحمه الله في كتابه الإتقان.