ـ[السلفي1]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 05:41 م]ـ
في البدء أحب أن أؤكد على أن القول إن مرفوع هذه الأفعال يعرب فاعلا هو القول الراجح، وهناك من يقول أنها مبنية للمجهول ولا يعرف لها فاعل.
أما من قال بفاعلية مرفوعها فما أتوفرعليه الآن ما جاء في شذا العرف وهذا نصه: (تنبيه: ورد فى اللغة عدة أفعال على صورة المبنىّ للمجهول، منها: عُنِىَ فلان بحاجتك؛ أى اهتمّ. وَزُهِىَ علينا؛ أى تكبَّرَ. وَفُلِجَ: أصابه الفالِج، وحُمَّ: استحرَّ بدنه من الحُمَّى. وسُلَّ: أصابه السُّل. وجُنَّ عقله: استتر. وغُمّ الهِلال: احتجب. وغُمَّ الخبرُ: استعجم. وأُغمِى عليه: غُشِىَ، والخبر: استعجم. وشُدِهَ: دَهِشَ وتحيّر. وامتُقِع أو انتُقِع لَونُهُ: تغيّر.
وهذه الأفعال لا تنفك عن صورة المبنىّ للمجهول، ما دامت لازمة، والوصف منها على مفعول، كما يُفهم من عباراتهم، وكأنهم لاحظوا فيها وفى نظائرها أن تنطبق صورة الفعل على الوصف، فأتَوا به على فُعِل بالضم، وجعلوا المرفوع بعده فاعلا.)
وقد ضم لسان العرب وتاج العروس (وُجِدَ) إليها.
جاء في اللسان: (ووُجِدَ الشيءُ عن عدَم فهو موجود مثل حُمّ فهو محموم وأَوجَدَه الله ولا يقال وجَدَه كما لا يقال حَمّه)
وهذه الأفعال جاءت في الأدواء وفي غير الأدواء نحو هرع وزهي وعني، وضابطها عدم الفاعل من لفظها، تقول وُجِدَ بصورة البناء للمجهول، فإذا أردت بناءها للمعلوم لا تقول وجده الله بل أوجده الله، فصورة المبني للمجهول من الفعل الثلاثي، وصورة المبني للمعلوم من الرباعي، وهذا غير ذاك.
ومثل امتقع لونه، لو بنيت الفعل للمعلوم على صورته لأعطاك فعلا لازما يدل على المطاوعة ليس له مفعول. ولو جاز امتقع لونه بالبناء للمعلوم لما وجدت فرقا في المعنى بين الصيغتين، لذا اعتبروا أن المرفوع فاعلا.
أما مجيء هذه الأفعال على صورة المضارع، فقد جاءت كثيرا، وفي أفصح الكلام؛ فقد جاء يهرعون في القرآن الكريم في موضعين كريمين؛ قال تعالى:" وجاءه قومه يهرعون إليه ... " وقال:"فهم على آثارهم يهرعون".
وأما سماع يوجدعن العرب فكثير،
قال الحارث بن حلزة: ملك أضلع البرية لا يو ... جد فيها لما لديه كفاء
وقال الأعشى: هَل سَرَّ حِنقِطَ أَنَّ القَومَ صالَحَهُم ..... أَبو شُرَيحٍ وَلَم يوجَد لَهُ خَلَفُ
وقال الشمردل بن شريك: إن يشهدوا يوجد المعروف عَندهم ..... خِدناً وليس إذا غابوا بموجود
وقال الطفيل الغنوي: وَكُنتُ إِذا جاوَرتُ أَعلَقتُ في الذُرى .... يَدَيَّ فَلَم يوجَد لِجَنبِيَ مَصرَعُ
وقال المثقب العبدي: قالَت أَلا لا يُشتَرى ذاكُمُ ..... إِلاّ بِما شِئنا وَلَم يوجَدِ
وقال المرقش الأكبر: ذاقوا ندامته فلو أكلوا الـ ... خطبان لم يوجد له علقم
وقال عمرو الأسدي: نعلو به صدر البعير ولم ... يوجد لنا في قومنا كفل
وقال ضابئ البرجمي: وقائِلَة لا يُبْعِدُ اللّهُ ضابئاً .... إِذا القِرْنُ لَمْ يُوجَدْ له مَنْ يُنازلُهْ
وقال حسان بن ثابت: وَأَنشُدُكُم وَالبَغيُ مُهلِكُ أَهلِهِ ..... إِذا الخَصمُ لَم يوجَد لَهُ مَن يُدافِعُه
وقال يرثي رسول الله: فَجودي عَلَيهِ بِالدُموعِ وَأَعوِلي .... لِفَقدِ الَذي لا مِثلُهُ الدَهرُ يوجَدُ.
وقال عمرو بن لجأ التيمي: وَإِن تُعجَمِ العجَماءُ يوجَد نُحاسُها ..... لَئيما ولا تَلقى الإِهابينِ أَحمَدا.
وهؤلاء إما جاهليون أو مخضرمون، فكيف لو ضممنا إليهم ما بعدهم.
ولعل الفعل يوجد هو أكثر هذه الأفعال دورانا في الكلام.
والله تعالى أعلم
بسم الله.
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنت أبا عبد القيوم , وأحسن الله إليك , وبارك فيك , ونفع بك.
كلامك يقوي جدًا في الأفعال الخارجة عن الأدواء , ولذا أعدل عن قولي القديم
إلى القول بقولك فيها ,
وأما التي في الأدواء فلا أرى قوته , ومازال القول الأخر أرجح عندي.
والعلم لله تعالى , وهو الموفق.
ـ[السلفي1]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 05:44 م]ـ
بسم الله.
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك , وبارك فيك.
إعرابك صحيح.
وتقديرك صحيح لا أرى مانعًا له في علمي.
والله أعلم , وهو الموفق.
بسم الله.
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
وهذا القول هو أخر قوليَّ والمعتمد ,
والعلم لله تعالى , وهو الموفق.