ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
بارك الله فيكما أخوي الكريمين، ونفع بكما.
الخلاف هل الإعراب لفظي أم هل هو معنوي خلاف لا يترتب عليه كبير فائدة، وهو أقرب إلى أن يكون فلسفيا منه إلى أن يكون نحويا، والله أعلم.
فالجمهور على أن الإعراب لفظي، وحده عندهم هو: أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في محل الإعراب. والمراد بالأثر الحركة والحرف والسكون والحذف، وبالمقدر ما كان في المقصور ونحوه، وقولهم يجلبه العامل احتراز من حركة الإتباع، وحركة التخلصمن التقاءالساكنين، وما شابه.
وعلى هذا يكون كما قال أخونا أبو عمار، في: جاء زيد، أن زيد فاعل مرفوع (ورفعه هنا ضمة) لأن الضمة هي عين الإعراب ونوعها رفع.
أما من ذهب إلى أن الإعراب معنوي، فالأعلم وجماعة من المغاربة ونسبوه إلى ظاهر كلام سيبويه، ورجحه أبو حيان.
وحده عندهم: تغييرمخصوص بسبب عامل لفظا أو تقديرا، أما الضمة والفتحة وأخواتهما وماناب فهم علامات، فيقال: زيد فاعل مرفوع (وعلامة رفعه الضمة).
يقول الخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل-عند، والرفع والنصب اجعلاً إعرابا ... لاسم وفعل نحو لن أهابا_:
(والخلاف إنما يظهر في الضمة وأخواتها فعلى أنه لفظي هي نفس الإعراب، ويعرف حينئذ بأنه الحركات، ونوابها التي يجلبها العامل وعلى أنه معنوي علامته، ويعرف حينئذ بأنه تغيير أواخر الكلم الخ. والرفع على الأول هو نفس الضمة وما ناب عنها، وعلى الثاني تغيير مخصوص علامته ذلك)
ويقول في موضع آخر عند- وارفع بضم وانصبًا فتحا وجر ... كسرا كذكر الله عبده يسر -:
(ولا ينافيه كون الحركات عند المصنف هي نفس الإعراب لا علامته لأن كونها إعراباً من حيث عموم كونها أثراً جلبه العامل لا ينافي أن خصوص إحداها علامة على وجود مطلق الإعراب من تعليم وجود الكلي بجزئيه، وإن اشتهر على هذا القول أن يقال مرفوع، ورفعه ضمة لا علامة رفعه فإن قيل كان الأولى أن يقول ارفع برفعة لا بضم لأنه لقب البناء كما مر أجيب بأن الخاص بالبناء هو الضم، وأخواته، وبالإعراب الرفع، وأخواته، وأما الضمة فمشتركة بينهما غاية الأمر أنه تسمح في إطلاق الضم على الضمة مع أن الرضي نص على أن الضم، وأخواته يطلق عند البصريين على حركات الإعراب تسمحاً مع القرينة والمقام هنا قرينة واضحة، وأما عند الإطلاق فلا تنصرف إلا لحركات غير إعرابية كضم البناء والبنية في حيث وقفل ا هـ. وعلى هذا فهي أكثر مورداً من ألقاب الإعراب. ولعل ذلك هو وجه استعمال الضمة، وأخواتها فيهما دون الرفعة، وأخواتها فتدبر.)
وجاء في الهمع كلام في الإعراب اللفظي والمعنوي يحتج لكل رأي ويرد على رأي المخالف، فيما لا طائل يذكر من ورائه. (في رأيي الضعيف).
بارك الله فيكما ونفع بعلمكما.