ـ[ابن بريدة]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 12:55 ص]ـ
أستاذي الكريم أبا أوس - حفظه الله من كل سوء -
قلت - رعاك الله -
أن العربية ربطت بالنصوص الدينية وهذا من مشكلات تعليمها فلم تعد لغة تداول بل تجافت عن استعمال العامة وسجنت في أروقة الأدب والنصوص الدينية، واللغة لابد لها أن تعبر عن نبض الحياة العامة، وتكون لسان الخاصة والدهماء.
لعلي فهمتُ هذه العبارة على غير الوجه الذي أردتَ، فأرجو مزيد إيضاح للفكرة.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 01:25 م]ـ
أستاذي الكريم أبا أوس - حفظه الله من كل سوء -
قلت - رعاك الله -
لعلي فهمتُ هذه العبارة على غير الوجه الذي أردتَ، فأرجو مزيد إيضاح للفكرة.
الحبيب ابن بريدة
أنت تعلم أن تعليم العربية وعلومها اعتمد على النصوص الدينية كالقرآن والحديث والنصوص الأدبية كالشعر، واستمر هذا الارتباط مع الزمن حتى وقر في الأذهان أن العربية هي لغة الأدب والدين وأن ليست لغة العلوم الأخرى، وكذلك جرى تعليمها في مدارسنا فالعربية تقدم من خلال تلك النصوص الخاصة، وهذا الوضع العالي للغة جعلها بعيدة عن الاستعمال اليومي للغة فكان أن وجدت اللهجات المحلية طريقها إلى حياة الناس اليومية واستبدت بها أو كادت، وصار المتعلم للفصيحة يتعلمها كأنه يتعلم لغة ثانية غير اللغة التي يتكلم بها.
والخير أن نعلم اللغة على أنها لغة كل العلوم وعلى أنها اللغة الصالحة للحياة اليومية وذلك بإزالة المسافة بين العامية والفصيحة بأن نستفيد من معجم العامية فنفصحه ونعمد إلى أسهل التراكيب اللغوية وأشيعها. ولعلي أوضحت ما أردت ولو أنك ذكرت فهمك لكان هذا معينًا على البيان.
تقبل تحياتي واسلم.
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرالأساتذة والإخوة الأفاضل المشاركين على ما أفادونا به، واسمحوا لي بكلام موجز في هذا:
* لم توضع قواعد النحو لتعقيد النطق بالعربية كما تعلمون؛ وإنما للتوصل إلى النطق بالعربية صناعة بعد أن فُقدت سليقة.
* يترتب على هذا مقولتان: هل النحو خادم أو مخدوم؟ أجيب فأقول: الأصل أن يكون النحو خادمًا، وهو ما رجعت الدراسات والنظريات الحديثة تنادي به، وكون النحو خادمًا يناسب طلابنا في المدارس والمبتدئين من العرب وغيرهم.
* ثبت لي بالملاحظة والتجربة والتطبيق على ما يقارب ألف شخص من غير العرب فيما يزيد على ستة أعوام أن النحو - حتى بصورته الحالية، وبقواعده التي يصفها كثير بالجمود - ليس السبب في تراجع العربية كتابة أو نطقًا، وذاك ما أشهده وأعاينه.
* وليس هذا إنكارًا للصعوبة أو التقعر في بعض صور النحو، فلا ينكر الحقيقة من له أدنى بصر، لكن النحو - حتى بصورته الحالية - ليس المسئول عن حالة العربية التي يراها كثيرون متردية.
* لقد تضافرت عوامل عدة على تغريب العربية في مقدمتها: بُعد الناس عن الاهتمام بدينهم، واتباعهم شكليات الحضارة الحديثة التي عوّجت لسانهم، وأكلت سليقتهم فباتوا بين ميل للشرق وانحناء للغرب.
* إن الطالب الذي يدرس أبسط قواعد النحو يفشل فيها بسبب طغيان العامية التي فرضها الاستعمار قديمًا وسار على الفرض أذنابه وأعوانه أفرادًا وأعلامًا،، فوقع الطالب بين مطرقة العامية وسندان السيطرة الأجنبية عليه، فتخفف من كل ذلك بترك عربيته، وقبلها كان قد خلع مظاهر كثير من الدين عنه.
* لا أظن أن إصلاح العربية نطقًا وكتابة إلا من الدين، وهو ما رأيته وعايشته على قصوري وقلة خبرتي وتجربتي، فهو الدافع الذي يدفع الطلاب إلى إقامة ألسنتهم بكتاب ربهم وبتعلم أمور دينهم، ثم إصلاح بيئتهم اللغوية التي أفسدها من أفسدها.
* إن إصلاح حالنا اللغوي يكمن في محورين: جعل النحو خادمًا كما كان أول وضعه للمبتدئين، وجعله مخدومًا لمن أراد أن يواصل السير والتعلم والفقه في دينه ودنياه. أو أبحر فيه من الباحثين وغيرهم.
* إنَّ مقولةً سمعتها من مدرس يعمل في تدريس العربية بالسوربون في اعتقادي كفيلة بأن تغير - وقد غيرت في من أعرفهم - واقعًا موجودًا بين العاملين في حقل اللغة، وهي مقولة " من يعلِّم اللغة عليه دومًا أن يتّهِم نفسه ".
* وليس معنى هذا أن العاملين هم المتحملون لمسئولية ما يسمى بتدهور اللغة، لا أقول هذا ولكن على عاتق هؤلاء مسئولية كبيرة وهم الموكل إليهم إقامة هذا الصرح الكبير، وفي رأيي من سمح لسيطرة العامية وانزواء العربية هم نحن وليس غيرنا.
فلنحمل تلك المسئولية جميعا كبارًا وصغارًا، وربما لا أرى كما يرى غيري أن العربية في تدهور، ربما - في ظني الضعيف - السنوات المقبلة على امتدادها ستشهد صحوة عربية نراها في الإقبال على اعتناق الإسلام وحفظ القرآن، وتعلم العربية عند كثير من النشء، والتنافس في تنقيح الكتب والبحث عن الوسائل التي توصل العربية لنشئنا في صورة ميسورة، وربما يكون الواقع النظري أقوى من العملي،، لكني على أمل أن يفرض الواقع النظري نفسه على واقع الناس لياتي يوم تَلُوكُ ألسنة الناس العربية، ويضعون العامية بعدها جانبًا،، هذا ليس بحلم ولكن القارئ لواقع الأمم وما تشهده من تحولات لمدرك أنّ ذلك وإن طال فليس ببعيد،، ونخشى أن يأتي ذلك اليوم فلا يجدنا مشاركين في ذلك بنصيب.
* يبقى أن نخلص العمل لله وليعمل كلٌّ منَّا على فرض واقع لغوي حوله يمهد يومًا ما لعودة لغتنا العربية لغةً للحياة كتابة وقراءة وتعبيرًا.
هذا رأي لا يعدو نفسي ولا ألزم به أحدا،، والله من وراء القصد.
والله أعلم
¥