ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 11:07 م]ـ
السلام عليكم
أخوتي الكرام،
بالنسبة للمفعول لأجله، يقول البعض- وعلني أهتدي إلى هذا الكلام- إنه ينبغي أن يكون مصدرا قلبيا
وعليه فالمثال الأول أقرب إلى التمييز خاصة أنه أتى بعد فعل لازم
وهناك سبب معنوي فالمفعول لأجله شيء مطمع في العادة
فهل الجوع شيء مطمع ... !
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 12:15 م]ـ
:::
الفرق بين العلة والسبب في باب المفعول له يسير، ولا يؤثر في الحكم الإعرابي، فكلاهما متقدم على الفعل ولا بد، فالسبب متقدم على المسبب، والعلة متقدمة على المعلول، إلا أن العلة غاية للفعل، والسبب ليس غاية له.
ويظهر هذا جليا في قولنا: قمتُ إكراما لك، فَ إكرامًا علة للقيام، باعثة عليه، وغاية له.
وقال الشاعر: لا أقعد الجبنَ عن الهيجاء، ف الجبن علة للقعود، باعثة عليه، وليست غاية له.
والجبن هنا مفعول لأجله، مع أن الشاعر لم يقعد للجبن، وإنما قعد بسبب الجبن.
وكذلك "جوعا" في المثال مفعول لأجله، مع أن الأسود لم تمت للجوع، وإنما ماتت بسبب الجوع.
ولهذا قال الفاكهي في شرح الحدود: حد المفعول له: المصدر القلبي الفضلة المعلل لحدثٍ شاركه وقتا وفاعلا، سواء كان باعثا وغاية، كقمت إجلالا لك، أم باعثا فقط، كقعدت عن الحرب جبنا.
وأوضح من هذا كله قول ابن يعيش في شرح المفصل "وإنما وجب أن يكون [المفعول له] مصدرا؛ لأنه علة وسبب لوقوع الفعل وداع له" شرح المفصل، ابن يعيش 2
52
وأوضح من كلام ابن يعيش كلام الجامي في شرحه على كافية ابن الحاجب.
حيث قال ابن الحاجب معرفا المفعول له: إنه «ما فعل لأجله فعل مذكور، مثل: ضربته تأديبا، وقعدت عن الحرب جبنا»
قال الجامي في الفوائد الضيائية شرح الكافية: «ما فعل لأجله، أي: لقصد تحصيله، أو بسبب وجوده ... مثل: (ضربته تأديبا) مثال لما فعل لقصد تحصيله فعل وهو: الضرب؛ فإن التأديب إنما يحصل بالضرب ويترتب عليه، و (قعدت عن الحرب جبنا) مثال لما فعل بسبب وجوده فعل وهو: القعود؛ فإن القعود إنما وقع بسبب الجبن.
والله أعلم وهو الموفق.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 02:25 م]ـ
:::
الفرق بين العلة والسبب في باب المفعول له يسير، ولا يؤثر في الحكم الإعرابي، فكلاهما متقدم على الفعل ولا بد، فالسبب متقدم على المسبب، والعلة متقدمة على المعلول، إلا أن العلة غاية للفعل، والسبب ليس غاية له.
ويظهر هذا جليا في قولنا: قمتُ إكراما لك، فَ إكرامًا علة للقيام، باعثة عليه، وغاية له.
وقال الشاعر: لا أقعد الجبنَ عن الهيجاء، ف الجبن علة للقعود، باعثة عليه، وليست غاية له.
والجبن هنا مفعول لأجله، مع أن الشاعر لم يقعد للجبن، وإنما قعد بسبب الجبن.
وكذلك "جوعا" في المثال مفعول لأجله، مع أن الأسود لم تمت للجوع، وإنما ماتت بسبب الجوع.
ولهذا قال الفاكهي في شرح الحدود: حد المفعول له: المصدر القلبي الفضلة المعلل لحدثٍ شاركه وقتا وفاعلا، سواء كان باعثا وغاية، كقمت إجلالا لك، أم باعثا فقط، كقعدت عن الحرب جبنا.
وأوضح من هذا كله قول ابن يعيش في شرح المفصل "وإنما وجب أن يكون [المفعول له] مصدرا؛ لأنه علة وسبب لوقوع الفعل وداع له" شرح المفصل، ابن يعيش 2
52
وأوضح من كلام ابن يعيش كلام الجامي في شرحه على كافية ابن الحاجب.
حيث قال ابن الحاجب معرفا المفعول له: إنه «ما فعل لأجله فعل مذكور، مثل: ضربته تأديبا، وقعدت عن الحرب جبنا»
قال الجامي في الفوائد الضيائية شرح الكافية: «ما فعل لأجله، أي: لقصد تحصيله، أو بسبب وجوده ... مثل: (ضربته تأديبا) مثال لما فعل لقصد تحصيله فعل وهو: الضرب؛ فإن التأديب إنما يحصل بالضرب ويترتب عليه، و (قعدت عن الحرب جبنا) مثال لما فعل بسبب وجوده فعل وهو: القعود؛ فإن القعود إنما وقع بسبب الجبن.
والله أعلم وهو الموفق.
بارك الله فيك أخي الحبيب ابن القاضي، وجزاك الله خيرا على هذه النقول الثمينة.
لقد كان كلامي عن العلة والسبب استظهارا مما علق بالذاكرة والنفس، ولعله لم يكن دقيقا تماما.
ومع ذلك فما تفضلت بذكره يوفي بالغرض، فالقول: (العلة غاية للفعل، والسبب ليس غاية له) يبين ما عنيته وهو القصد أوالإدراك على الأقل، وهو ما عبر عنه صراحة الجامي: (ما فعل لأجله، أي: لقصد تحصيله، أو بسبب وجوده) وسبب الوجود لا بد أن يكون مدركا ليصح أن نجعله علة،
قد يشتري أحدهم سيارة لابنه فتكون سبا في موته نسأل الله العافية، ربما يؤنب الأب نفسه فيقول اشتريت له السيارة لأقتله بها، ولا يصح أن يقول اشتريت له السيارة قتلا له لعدم توفر القصد.
ومن هنا يختلف قعدت عن الحرب جبنا عن مات الأسد جوعا، فمن قعد عن الحرب لعلة الجبن وهي وإن كانت سابقة للقعود، إلا أن قصد الفعل كان لإدراكها. أما من مات جوعا فالموت ليس مقصودا لوجود الجوع، بل إن الموت وإن أسند إلى فاعل إلا أنه ليس فاعلا عن حقيقة لفقده القصد.
المانع الآخر وربما الأقوى وهو كون الجوع ليس مصدرا لفعل قلبي، وما كان كذلك لا يكون مفعولا لأجله، فمات جوعا تشبه مات غرقا ومات شنقا.
هذا ما أراه ولعلي مخطئ، وجزاك الله خيرا.
¥