تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 04:31 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية وبعد .. كنت قد وعدت بتفنيد نماذج من الأفعال التي زعموا ملازمتها البناء للمجهول، فالحمد لله الذي أعانني على ذلك ..

(قل اضْطَرَّ و قل اضْطُرَّ)

جاء في أحد الكتب المدرسية:

(قل: اضْطُرَّ ولا تقل اضْطَرَّ؛ لأن الفعل اضْطُرّ يأتي مبنيا للمجهول)

بل إنهم يريدون القول: (يأتي مبنيا للمجهول دائما) بل يريدون القول: (لا يأتي إلا مبنيا للمجهول) وذلك نقلا عن كتب الأخطاء الشائعة، من دون تمحيص أو تحقيق،

وتبعا لما يقول به كثير من علماء اللغة العربية، في كثير من كتب اللغة قديما وحديثا؛ فقد ذكر الإمام السيوطي [1] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=60494#_edn1) - رحمه الله ـ نقلا عن ابن قتيبة وثعلب والجوهري والأصمعي، نحوا من سبعين فعلا لم ترد عن العرب - حسب زعمهم - إلا مبنية للمجهول، والحقّ أن هذا هو ما تعلمناه في الجامعة أيضا.

ولكنني كنت منذ مرّ بي ذلك لا أسيغه ولا أقبله؛ فالمنطق والعقل، لا يقبلان بوجود فعل مبني للمجهول، من دون أن يُتصور - عقلا - أن له فعلا مبنيا للمعلوم، وخاصة في لغتنا، لغة لمنطق والعقل، ومادام الفعل المبني للمجهول يصاغ أساسا من الفعل المبني للمعلوم، فالأصل هو الفعل المبني للمعلوم، والمبني للمفعول هو فرع عنه وطارئ عليه، حتى وإن لم يجمع النحويون على ذلك ..

وكنت ذكرت الأفعال التي أوردها السيوطي في مشاركة سابقة، واستعراضها يبين لنا أن معظمها ميت في الاستعمال الحديث على الأقل. وأهم تلك الأفعال التي ما تزال حية:

(عُنِي يُعْنَى، وزُهِيَ يُزْهَى، وسُقِط َ، وبُهِت و اضطُرَّ)

وقبل تفنيد هذه الأفعال، يحسن بي أن أذكر أقوال بعض العلماء، اعترافا لهم بفضلهم .. حيث جاء في كتاب (النحو الوافي) للأستاذ عباس حسن [2] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=60494#_edn2) ما يلي: [أنكر بعض المحققين ــ كابن بري ــ ما قاله ثعلب وغيره من اللغويين والنحاة [3] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=60494#_edn3). وحجة ابن بري في الإنكار، أن ثعلبا ومن معه لم يعلموا ما سجله ابن درستويه وردَّده، ونصه: "عامة أهل اللغة يزعمون أن هذا الباب لا يكون إلا مضموم الأول، ولم يقولوا إنه إذا سمي فاعله جاز بغير ضم. وهذا غلط منهم؛ لأن هذه الأفعال كلها مفتوحة الأوائل في الماضي، فإذا لم يسمَّ فاعلها فهي كلها مضمومة الأوائل، ولم نخص بذلك بعضها دون بعض. قد بينا ذلك بعلته وقياسه، فيجوز: عُنِيت بأمرك وعناني أمرك – شُغِلت بأمرك وشَغَلني أمرك – شُدِهت بأمرك وشَدَهَني أمرك ... " هذا ما نقله ابن بري [4] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=60494#_edn4)] ا. هـ

وقال الأستاذ عباس حسن، في الكتاب السابق [5] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=60494#_edn5)، تعليقا على قول ابن درستويه آنف الذكر، ما يلي: "ومن هذا التحقيق، يتبين خطأ القول بوجود أفعال ملازمة للبناء للمجهول دائما، بعدها مرفوعها فاعل بها، كما يزعمون، وأن الأفعال المعروفة ببنائها للمجهول ليست إلا كغيرها من الأفعال، تبنى حينا للمعلوم وحينا للمجهول، على حسب مقتضيات المعنى ودواعي الاستعمال الصحيح. أمّا قصْر عدد معين من الأفعال على البناء للمجهول دائما دون استعمالها للمعلوم فغلط شائع [6] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=60494#_edn6)، وبناء على هذا التحقيق الهام والتصحيح المفيد، يجوز أن يصاغ من مصدر تلك الأفعال مباشرة ـ من غير وسيط ـ صيغتا التعجب القياسي، وأن يصاغ من مصدرها مباشرة " أفعل التفضيل " [7] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=60494#_edn7) . ا. هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير