حول اسم هذه الكلمة أو فعليتها مثل "نِعم" و "بِئس" فأطلقوا عليها مصطلح الخالفة. ويلاحظ أن هذا التقسيم الثلاثي للكلام ووجه لدى بعض الدارسين المحدثين بالاعتراض والنقد لأنه تقسيم عقلي عام لا يتطابق والحقائق اللغوية تفصيلا. ولأنه نتيجة ما في انحصار الكلام كله في ثلاثة أقسام ترك بعض أنواع الكلام غير ثابت في انتسابه إلى قسم دون آخر. نظر تمام حسان في آراء النحاة القدامى مبينا جوانب الضعف الكامنة فيه إذ تغلب المبنى في هذا الموضوع تارة وتغلب المعنى فيه تارة أخرى دون أن تستطيع الجمع بين المبنى والمعنى على حد سواء. ومن هنا أخذ يعيد ترتيب طوائف الكلمات التي نسبها النحاة إلى هذا القسم أو ذاك في ضوء المنهج الاستقرائي المعتمد على بيان السمات الشكلية والوظيفية معا. وانتهى إلى أن الكلمة العربية يمكن أن تنقسم إلى سبعة أقسام هي: الاسم والصفة والفعل والضمير والخالفة والظرف والأداة.
الاسم: كل كلمة تدل على مسمى ليس الزمن جزءا منه ويشتمل على: اسم الذات (مسمى الأعلام والأجسام والأغراض) واسم المعنى (المصدر واسم المصدر واسم المرة والهيئة والمصدر الميمي) واسم الجنس (اسم الجنس الجمعي واسم الجمع) و مجموعة من الأسماء المبدوءة بميم زائدة (كاسم الزمان والمكان واسم الآلة) والاسم المبهم (طائفة من الأسماء التي لا تدل على ذات بعينها بل تدل على الجهات والأوقات والموازين والمكاييل والمقاييس والأعداد ونحوها)
الصفة: هي كل كلمة تدل على موصوف بالحدث وتشمل صفة الفاعل (اسم الفاعل) وصفة المفعول (اسم المفعول) وصفة المبالغة (مبالغة اسم الفاعل) واسم التفضيل (اسم التفضيل) والصفة المشبهة.
الفعل: كلمة تدل على حدث وزمن
الضمير: كلمة جامدة ليس بذات أصول اشتقاقية تدل على عموم الحاضر أو الغائب فالضمير لا يدل على مسمى كالاسم ولا على موصوف بالحدث كالصفة ولا على حدث وزمن كالفعل.
الخالفة: هي كلمة يطلقها المتكلم للإفصاح عن موقث انفعالي أو نأثري كقولنا "هيهات" وأنواعها أربعة: خالفة الإخالة (وهي ما دعاه النحاة باسم الفعل) وخالفة الصوت (وهي ما سماه النحاة باسم الصوت) وخالفة التعجب (وهي ما دعاه النحاة بصيغتي التعجب) وخالفة المدح والذم (ويسميها النحاة أفعال المدح والذم) والخوالف تعبيرات مسكوكة لا تتغير صورتها حين يراد تصريفها.
الظرف: هو كلمة تدل على معنى صرفي عام هو الظرفية الزمانية أو المكانية. مثل (إذ وإذا ولما وأيان ومتى وأين وأنى وحيث ... )
الأداة: هي كلمة تؤدي وظيفة نحوية عامة هي التعليق وتنقسم إلى قسمين: الأداة الأصلية (حروف المعاني المؤلفة من مبنى أحادي كالواو والباء والهمزة والفاء ... ومن مبنى ثنائي كأن وأو ولن وعن وفي ... ومن مبنى ثلاثي كإلى وأجل وإذن وإنّ وبلى ... ومن مبنى رباعي كأما وألاّ وكأنّ وحتى ولعل ولولا ... ومن مبنى خماسي نحو لكنّ ... ) والأداة المحولة (وهي مبان تنتمي إلى أقسام الكلام الأخرى لكنها حولت إلى قسم الأدوات لأنها أشبهتها في أداء معان وظيفية تخص الحروف كما سماها النحاة)
هذا بإيجاز من كتاب: مبادئ اللسانيات للدكتور أحمد محمد قدور, وأنا أشاطره الرأي فيما ذكره وفيما وصل إليه تمام حسان لأن هذا التقسيم أشمل وأدق وتظل المسألة مسألة وصف للعربية قد يختلف فيه الكثير لأن سيبويه أو غيره ليسوا أنبياء لها, بل واصفون وليسوا مقّعدين, لأن العربية في نفسها موجودة كمّا في كتب القدماء وأشعارهم والقرآن الكريم وما فعله النحاة هو محاولة وصف هذه الكتلة اللغوية والوصول إلى قواعدها وإخراجها للناس. وهذا الوصف لا يغير من الكتلة شيئا لأن لا أحد قال بنصب الفاعل أو رفع المفعول به, بل الكل يريدون تبسيط شرح القواعد ليسهل تعلم اللغة.
أرجو من الجميع مناقشة الموضوع دون تعصب للرأي الشخصي وإقصاء لرأي الآخر.
وأشكركم على فتح هذا الموضوع للنقاش.
وللخبراء في الموضوع كلمة.
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 07:51 م]ـ
¥