ولايعني كلامي هذا أني أبخس إخواني واخواتي أعضاء المنتدى فهم مشاعل النور التي تضيء لنا ما خفي علينا من مسالك لغتنا الخالدة الباقية ببقاء القرآن الكريم
أخي الكريم النحوي الصغير، سررت لرؤية مشاركتك في الموضوع، أين اختفيت هذه المدة؟
وإن كنت لا ترى إعرابا آخر للحديث، فلا تبخل علينا، وأفدنا بما رددت التقدير (التمس ولو التمستَ خاتما من حديد) وجزاكم الله خيرا
أخي الكريم داوود أحسن الله إليك، وأثابك خيرا
تقول:
أخي العزيز أبو مصعب .. حياك الله .. لو قصدتَ ما قلتُه لك لكان صوابا، فأنا هنا لا أستعمل الواجب والضروري بمعناهما الاصطلاحي الفقهي أو الفلسفي، وإنما بمعناهما اللغوي العام ..
أخي الكريم داوود، لو توضح لي كلامك هذا فإني لم أتبين كنهه، وإن كان هناك إشكال في كلامي السابق، فأنا أوضحه لك:
ولست أقصد ما قلتَه من ضرورة بعض الفضلات للتوضيح في كلامك: (ولو قلت: من الفضلات ما هو ضروري للتوضيح)، بل أقصد أن هناك من الفضلات ما يكون عمدة في الكلام لا يستغنى عنه، وقد بينت ذلك بما أتيتك به من الحال في الآيتين
أما قولك:
أخي العزيز .. تقول: هما عمدتان .. وأقول: ليسا عمدتين .. قد أقبل منك أن تقول هما واجبتان أو ضروريتان أو لا يستغنى عنهما، ولكنني لا أقبل قولك هما عمدتان .. العمدة في الآية الأولى (خلقنا) وما عداها فهو فضلة .. والعمدة في الآية الثانية متعدد لتعدد الجمل، وأظنك تقصد الأخيرة فالعمدة فيها (يدخلون) وما عداها فضلة .. لا أزيد عليك .. فأنت تعرف تماما مصطلح (العمدة والفضلة) لدى النحويين .. وأنا لم أعترض على قصدك بأنه واجب الذكر، الاعتراض على اللفظ الاصطلاحي وليس على المعنى الذي تقصده، المعنى الذي ترمي إليه سليم، ولكنك استخدمت له لفظا أراه غير دقيق .. وجزاك الله خيرا ..
فجوابه أن نعود إلى معنى العمدة في اللغة وهو ما يُعتمد عليه، قال ابن عقيل رحمه الله 492/ 1: "والعمدة ما لا يستغنى عنه كالفاعل"،
ولك أخي الكريم أن تَعرض قولي: " فهما عمدتان في الكلام، واجبتا الذكر لا يستغنى عنهما " على المعنى اللغوي والاصطلاحي، ثم تعرج على قولك:
"قد أقبل منك أن تقول هما واجبتان أو ضروريتان أو لا يستغنى عنهما"
وتخبرني أكان قولي خطأ أم صوابا؟
وإن شئت إكمال النقاش، فانظر في ما قلته من قبل: (أو نقول بأنه _ أي مفعول (التمس) _ (خاتما) و (لو) أقحمت بينهما لإفادة معنى من المعاني)
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو بشر]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 05:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نقدر المحذوف في الأمثلة الآتي:
كلُّ إنسان لا بد من الموت ولو ملِكاً
لا ينجو أحد من الموت ولو ملِكاً
كل منا سيزور القبر ولو ملِكاً
فأنا لا أرى إلا تقدير "كان"، فلا يمكن تقدير غيرها هنا مما يرجح تقديرها في الحديث، فتقديرها مطرد في جميع الأمثلة.
ثم بعد شيء من البحث وجدت أن قولهم "الناسُ مَجزِيونَ بأعمالهم: إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ " يقدر بواحد من تقديرين:
الأول: إن كان عملهم خيراً فجزاؤهم خيرٌ، وإن كان عملهم شراًّ فجزاؤهم شرٌّ
الثاني: إن عملوا خيراً، فجزاؤهم خيرٌ، وإن عملوا شرًّا فجزاؤهم شرٌّ
فليس لزاماً أن يقدر المحذوف "كان" وإنما يجوز أن يقدر فعلاً غير "كان"،
فبناء على هذا يبدو أن كلاًّ من التقديرين السابقين في الحديث جائزٌ (أعني "كان" و"التمست")، والله أعلم
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 06:04 م]ـ
فأنا لا أرى إلا تقدير "كان"، فلا يمكن تقدير غيرها هنا مما يرجح تقديرها في الحديث، فتقديرها مطرد في جميع الأمثلة. ثم بعد شيء من البحث وجدت أن قولهم "الناسُ مَجزِيونَ بأعمالهم: إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ " يقدر بواحد من تقديرين: الأول: إن كان عملهم خيراً فجزاؤهم خيرٌ، وإن كان عملهم شراًّ فجزاؤهم شرٌّ .. الثاني: إن عملوا خيراً، فجزاؤهم خيرٌ، وإن عملوا شرًّا فجزاؤهم شرٌّ .. ، والله أعلم
لو بقيت على تقديرك الأول لكان خيرا لك والله أعلم .. ولو قرأت تسلسل المداخلات لرأيت ما يقنعك بأحد رأييك ..
ـ[أبومصعب]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نقدر المحذوف في الأمثلة الآتي:
كلُّ إنسان لا بد من الموت ولو ملِكاً
لا ينجو أحد من الموت ولو ملِكاً
كل منا سيزور القبر ولو ملِكاً
فأنا لا أرى إلا تقدير "كان"، فلا يمكن تقدير غيرها هنا مما يرجح تقديرها في الحديث، فتقديرها مطرد في جميع الأمثلة.
ثم بعد شيء من البحث وجدت أن قولهم "الناسُ مَجزِيونَ بأعمالهم: إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ " يقدر بواحد من تقديرين:
الأول: إن كان عملهم خيراً فجزاؤهم خيرٌ، وإن كان عملهم شراًّ فجزاؤهم شرٌّ
الثاني: إن عملوا خيراً، فجزاؤهم خيرٌ، وإن عملوا شرًّا فجزاؤهم شرٌّ
فليس لزاماً أن يقدر المحذوف "كان" وإنما يجوز أن يقدر فعلاً غير "كان"،
فبناء على هذا يبدو أن كلاًّ من التقديرين السابقين في الحديث جائزٌ (أعني "كان" و"التمست")، والله أعلم
جزى الله الشيخ الفاضل الكريم أبا بشر خير الجزاء على مشاركته وإفادته، وددت لو تكملون معنا الحوار
فقد سبق وقلت:
"لكن أين ذهب هذا المفعول _ مفعول (التَمِسْ) _ في الحديث؟ وهل نقدره (شيئا)، أو نعتبره محذوفا لدلالة (خاتما) عليه، أو نقول بأنه (خاتما) و (لو) أقحمت بينهما لإفادة معنى من المعاني
فهل ترون جواز زيادة الواو و (لو) في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التمس ولو خاتما من حديد" لإفادة معنى من المعاني وهو ما حكى الشيخ الكريم "أبو محمد المنصور" عن الفيومي في المصباح المنير قوله: (فهو لبيان أدنى ما يُلتمَس مما يُنتفع به)
وجيء بالواو مقرونة مع (لو) لإفادة أدنى ما يُلتمَس
وكثيرا ما يستدل النحاة على الزيادة بصحة المعنى عند حذفها، وقد قالوا بزيادة الحرف وزيادته لا تكون إلا لمعنى كالتوكيد كما هو حال الباء في (ما جليس الفاسقين بالأمين)،
ولو حذفنا (ولو) من الحديث لصح المعنى "التمس خاتما من حديد"
وقد قالوا بزيادة (لو) بعد الفعل (ود)، وقالوا بزيادة (كان) مع اسمها
وجزاكم الله خيرا
¥