تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمود درويش]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 08:24 م]ـ

لا يسعني في هذا المقام وأنا أوجه شكري للجميع إلا أن أقول للنحوي الصغير

لكِ يا منازل في القلوب منازلُ ...

ألم تلاحظون بأن هذا السؤال الإعرابي قد لاقى الكثير من المشاركات والمغالطات , فإن دل على شيء لن يدل إلا على سعة معرفة سائله؟

لكم مني جميعاً جزيل الشكر والامتنان ...

ـ[أبومصعب]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 11:52 م]ـ

لك يا منازل في القلوب منازل * أقفرتِ أنتِ وهن منك أواهل

بارك الله في أخينا محمود درويش وجزاك الله خيرا فقد أفدتنا كثيرا بهذا السؤال، وإن كان يستدرك عليك شيء فالضبط في النصوص الشرعية،

وهذه فائدة في زيادة الحروف وحذفها:

قال ابن جني في الخصائص 63

باب في زيادة الحروف وحذفها

وكلا ذينك ليس بقياس، لما سنذكره.

أخبرنا أبو علي - رحمه الله - قال قال أبو بكر: حذف الحروف ليس بالقياس. قال: وذلك أن الحروف إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار، فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصراً لها هي أيضًا، واختصار المختصر إجحاف به. تمت الحكاية.

وتفسير قوله: (إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار) هو أنك إذا قلت: (ما قام زيد) فقد أغنت (ما) عن (أنفي)، وهي جملة فعل وفاعل. وإذا قلت: (قام القوم إلا زيدًا) فقد نابت (إلا) عن (أستثني) وهي فعل وفاعل. وإذا قلت: (قام زيد وعمرو) فقد نابت الواو عن (أعطف). وإذا قلت: (ليت لي مالاً)، فقد نابت (ليت) عن (أتمنى). وإذا قلت: (هل قام أخوك)، فقد نابت (هل) عن (أستفهم). وإذا قلت: (ليس زيد بقائم) فقد نابت الباء عن (حقًا)، و (ألبتة)، و (غير ذي شك). وإذا قلت: (فبما نقضهم ميثاقهم) فكأنك قلت: (فبنقضهم ميثاقهم فعلنا كذا حقًا)، أو (يقينا). وإذا قلت: (أمسكت بالحبل) فقد نابت الباء عن قولك: (أمسكته مباشرا له وملاصقة يدي له). وإذا قلت: (أكلت من الطعام)، فقد نابت (من) عن البعض، أكلت بعض الطعام. وكذلك بقية ما لم نسمه.

فإذا كانت هذه الحروف نوائب عما هو أكثر منها من الجمل وغيرها لم يجز من بعد ذا أن تتخرق عليها، فتنتهكها وتجحف بها.

ولأجل ما ذكرنا: من إرادة الاختصار بها لم يجز أن تعمل في شيء من الفضلات: الظرف والحال والتمييز والاستثناء وغير ذلك. وعلته أنهم قد أنابوها عن الكلام الطويل لضرب من الاختصار، فلو ذهبوا يعملونها فيما بعد لنقضوا ما أجمعوه، وتراجعوا عما اعتزموه.

فلهذا لا يجوز (ما زيد أخوك قائمًا)، على أن تجعل (قائما) حالاً منك، أي أنفى هذا في حال قيامي، ولا حالا من زيد، أي أنفى هذا عن زيد في حال قيامه. ولا هل زيد أخوك يوم الجمعة، على أن تجعل يوم الجمعة ظرفاً لما دلت عليه (هل) من معنى الاستفهام.

...

وأما زيادتها فخارج عن القياس أيضاً.

وذلك أنه إذا كانت إنما جيء بها اختصاراً وإيجازاً كانت زيادتها نقضا لهذا الأمر، وأخذا له بالعكس والقلب، ألا ترى أن الإيجاز ضد الإسهاب، ولذلك لم يُجز أبو الحسن توكيد الهاء المحذوفة من صلة الذي في نحو (الذي ضربت زيد)، فأفسد أن تقول: (الذي ضربت نفسه زيد). قال: لأن ذلك نقض، من حيث كان التوكيد إسهابًا والحذف إيجازًا. وذلك أمر ظاهر التدافع.

هذا هو القياس: ألا يجوز حذف الحروف ولا زيادتها. ومع ذلك فقد حُذفت تارة، وزيدت أخرى.

أما حذفها فكنحو ما حكاه أبو عثمان عن أبي زيد من حذف حرف العطف في نحو قولهم: (أكلت لحمًا سمكًا تمرً). وأنشدني أبو الحسن:

كيف أصبحت كيف أمسيت مما * يزرع الود في فؤاد الكريم

يريد: كيف أصبحت وكيف أمسيت. وأنشد ابن الأعرابي:

وكيف لا أبكي على علاتي * صبائحي، غبائقي، قيلاتي

أي صبائحي وغبائقي وقيلاتي. وقد يجوز أن يكون بدلاً، أي كيف لا أبكي على علاتي التي هي صبائحي وهي غبائقي وهي قيلاتي، فيكون هذا من بدل الكل. والمعنى الأول أن منها صبائحي ومنها غبائقي ومنها قيلاتي.

ومن ذلك ما كان يعتاده رؤبة إذا قيل له: (كيف أصبحت) فيقول: (خيرٍ عافاك) أي (بخير) وحكى سيبويه: (اللهِ لا أفعل)، يريد (والله). ومن أبيات الكتاب:

من يفعل الحسنات الله يشكرها * والشر بالشر عند الله مثلان

أي (فالله يشكرها).

وحذفت همزة الاستفهام، نحو قوله:

فأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر * أتوني وقالوا: من ربيعة أو مضر؟

يريد (أمن ربيعة) وقال الكميت:

طربت وما شوقًا إلى البيض أطرب * ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير